منتدى استراحات زايد - نقص في أدوية السكري والضغط والربو في "طبية رأس الخيمة"

نقص في أدوية السكري والضغط والربو في "طبية رأس الخيمة"

رأس الخيمة - عدنان عكاشة:

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall.../02/149235.jpg

فتحت منطقة رأس الخيمة الطبية أبواب مستودعاتها للأدوية والمستلزمات الطبية أمام “الخليج”، لتقصي حقيقة الوضع الميداني لقضية نقص الأدوية في رأس الخيمة، الذي تعاني منه مناطق أخرى، والوقوف على آخر تطورات هذا الملف الحيوي، متابعة لشكاوى المرضى وذويهم من العجز في الأدوية، في إطار مفهوم الشفافية والتعاون مع الصحافة المحلية في طرح القضايا العامة .

“الخليج”، التي استقبلت كماً كبيراً من شكاوى الأهالي من العجز في الأدوية، زارت مستودعات طبية رأس الخيمة في منطقة القصيدات، وكان في استقبالها مسؤولو المستودعات والعاملون فيها . وعاينت حقيقة الوضع داخل مستودعات وزارة الصحة في رأس الخيمة، وكانت شاهداً على وصول كميات جديدة من الأدوية المستخدمة في علاج عدد من الأمراض .

ووفقاً للشكاوى، تركز النقص في أدوية أمراض حساسة، كالسكري وضغط الدم والأمراض النفسية والصدرية والحساسية وسواها، ما اضطر المرضى المواطنين وذويهم إلى التوجه إلى صيدليات القطاع الخاص، وشراء الأدوية منها، حفاظاً على صحة أبنائهم وآبائهم وأمهاتهم وأقاربهم، وهو ما عاشت بسببه العديد من الأسر المواطنة معاناة حقيقية، لاسيما ذات الدخل المحدود، التي اضطرت لشراء الدواء بأسعار مرتفعة، بدلاً من الحصول على احتياجاتها من الصيدليات الحكومية في المستشفيات والمراكز الصحية .

د . ياسر النعيمي، مدير المنطقة، أكد أن “حدة العجز في الأدوية تراجعت نسبيا خلال الأيام الماضية، إثر توريد وزارة الصحة كميات من بعض أصناف الأدوية، ما أسهم في تلبية جزء من احتياجات المرضى”، موضحاً أن “الأزمة، رغم تراجع حدتها، شملت معظم أصناف الأدوية، وبدأت قبل 3 أشهر، عاشت خلالها المنطقة عجزاً شديدًا في كميات عدد من الأدوية المهمة، ونبذل جهوداً كبيرة، بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية، لتوفير احتياجات المرضى والمراجعين للمنشآت الصحية الحكومية في رأس الخيمة” .

وبيّن مدير منطقة رأس الخيمة الطبية أن “لجنة من مستودعات وزارة الصحة في دبي زارت المنطقة قبل أيام، للوقوف على حقيقة نقص الأدوية في الإمارة، واجتمعت مع إدارة المنطقة والمسؤولين المعنيين فيها في أكبر مستشفيين في الإمارة، هما مستشفى صقر ومستشفى إبراهيم حمد بن عبيدالله، واستمعت إلى شرح واف من الصيادلة عن العجز الراهن، وبعد الزيارة تحسن الوضع، وبدأت تصل كميات معقولة من الأدوية خلال الأسبوع الماضي، تسد جانباً من العجز، ليتحسن الوضع نسبياً، ونتمنى أن تستمر الإمدادات لتعزيز التحسن التدريجي، بالمقارنة بالمرحلة السابقة، لتخف حدة أزمة نقص الدواء في رأس الخيمة، في حين وعد المسؤولون في الوزارة بإمدادات كافية خلال المرحلة المقبلة من الأدوية التي تشهد نقصاً” .

وأشار النعيمي إلى أن “النقص ما زال حاصلاً في عدد من أنواع الأدوية، منها أدوية السكري والضغط وحساسية الجلد والربو والدهون، التي لا تتوفر منها كمية كافية لتغطية جميع احتياجات المرضى المسجلين في الإمارة”، لافتاً إلى أن “توريد الأدوية يأتي بكميات غير كافية بصورة مستمرة، ولا تغطي احتياجات المنطقة، وسرعان ما تنفد الكميات القليلة، ما يفضي إلى النقص في بعض الأيام، الأمر الذي تتفاقم آثاره السلبية، لحساسة بعض الأدوية وأهميتها لصحة المرضى، وعدم إمكانية استغنائهم عنها، وذلك يستدعي رفع كميات الأدوية الموردة” .

ونوه د . النعيمي ب “أحد الأمثلة على العجز في الأدوية برأس الخيمة، ويتعلق بدواء يعرف ب “بروسكار”، الخاص بعلاج البروستاتا عند الرجال، وتحتاج إليه شريحة لا يستهان بها من المرضى كبار السن، وتعاني المنطقة من العجز فيه، بسبب التوريد بكميات قليلة، إذ يصل إلى مستودعات رأس الخيمة بكميات قليلة، لا تغطي الاحتياجات الفعلية، وآخر كمية وصلت لا تغطي سوى احتياجات 20 مريضاً فقط، . وعدد من أدوية الأمراض النفسية تشهد نقصاً حتى الآن، بسبب وصولها بكميات محدودة” .

وأضاف أن “وزارة الصحة بادرت مشكورة خلال الأيام الماضية إلى توفير جزء من احتياجات مرضى المنطقة، بعضها بكميات جيدة وتغطي فترة طويلة نسبياً، كأدوية الدهون، مثل (ليبتور)، الذي وصلتنا منه قبل أيام قليلة كمية تقدر ب 100 ألف حبة”، مشيراً إلى أن “عدداً كبيراً من المرضى يراجعون مستشفيات رأس الخيمة ومراكزها الصحية ولا يجدون احتياجاتهم من الأدوية” .

ولفت مختصون إلى أن “العجز في الأدوية يشمل نقصاً كبيراً في الحفاظات من الحجم الكبير، مقابل توفر الحجمين الصغير والمتوسط، وجرى مؤخراً توفير احتياجات المنطقة من قفازات الجراحين وأطباء الأسنان، التي شهدت نقصاً في وقت سابق” .

ودعا عاملون ومسؤولون في المنطقة وعدد من المرضى وأهالي الإمارة إلى “توفير جميع الاحتياجات من كافة أصناف الأدوية في أسرع وقت، لإسدال الستار نهائياً على معاناة المرضى والمراجعين من عجز الدواء، ووضع استراتيجية فاعلة لمنع تكرار المشكلة، حفاظاً على الصحة العامة، ولضمان حقوق المرضى المواطنين” . ورأى مسؤولون معنيون أن “المطلوب من الجهات المختصة أن تستمر إمدادات الأدوية من دون أي انقطاعات على مدار العام” .

وخلال وجود “الخليج” في مستودعات وزارة الصحة برأس الخيمة، التقت أحد المراجعين المواطنين، الذي جاء للحصول على بعض الأدوية لذويه، بعد أن ذهب إلى المستشفى لهذا الغرض، وفوجىء بعدم توافر الدواء، وتكرر الأمر ذاته مرات عدة، ليصاب بحالة من اليأس دفعته للمجيء إلى المستودعات مباشرة، مصطحباً معه وصفة تضم قائمة الأدوية التي يحتاج إليها، وهو ما يفعله آخرون من الأهالي، في ظل أزمة نقص الأدوية .

المراجع أوضح ل “الخليج” أنه “راجع المستشفيات الحكومية مرات عدة منذ 4 أسابيع، لصرف الأدوية لعدد من ذويه المرضى، بينهم الوالدة، من دون جدوى، وهي أدوية للبرد وحساسية الصدر والمعدة والأمراض النفسية، حيث لم يحصل على مبتغاه، واضطر لشرائها من الصيدليات الخاصة، حيث تباع بأسعار مرتفعة ترهق الأسر البسيطة، ويصل سعر دواء واحد من التي تحتاج إليها أسرتي إلى أكثر من 200 درهم، ما يجعل فاتورة الدواء إجمالاً تتضخم إلى حدود مرهقة” . وأضاف: “من أصل 3 أصناف تضمنتها الوصفة الطبية حصلت على دواء واحد، بينما لا يتوفر النوعان الآخران، وكل ما نسمعه من الموظفين (ما في غير الصبر)” .

.................. الخليج ....................