منتدى استراحات زايد - تنافس عالمي على التسويق الإسلامي والإمارات تمتلك مقومات قيادته

تنافس عالمي على التسويق الإسلامي والإمارات تمتلك مقومات قيادته

العين - ندى سمارة:

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall.../05/144595.jpg

أن حجم سوق الأطعمة والأشربة الحلال في العالم، وصل إلى نحو 600 مليار دولار في عام ،2010 أي أكثر بخمسين مرة من موازنة دولة الإمارات .

ووفق نتائج الدراسة العلمية والإحصائية الشاملة التي أجرتها جامعة الإمارات، وقال د . السرحان: “أثبتت الدراسة أننا إذا أضفنا عائدات سوق التمويل الإسلامي، فإن حجم السوق سيصل في العام نفسه إلى نحو تريليوني دولار، أي ما يعادل تقريبًا 150 ضعفاً لموازنة دولة الإمارات، وإذا زدنا عائدات قطاعي الفندقة والأدوية فقط، فإن الأرقام ستفوق ذلك بكثير، ونذكر هنا أن السوق يشهدا نمواً متسارعاً بمقدار 15% سنوياً، مما يعني أن النسب قابلة للزيادة والارتفاع .

تابع السرحان: إن هذه النتائج والأرقام تفسر وبشكل واضح الاهتمام العالمي والتنافس الحاصل بين الدول غير الإسلامية والغربية، على من يستطيع أن يشكل مركزاً رئيساً ينطلق منه التسويق الإسلامي بكل مبادئه، ففرنسا اليوم تسعى لتكون مركزًا للتمويل الإسلامي في أوروبا، وسنغافورة تخطط لأن تصبح الوجهة الأولى للتمويل الإسلامي في العالم أجمع، وهولندا تجهز ميناءً ضخماً للتجارة الحلال، والبرازيل وأستراليا تعدان المصدرين الرئيسين لمنتجات اللحوم التي يستهلكها العالم الإسلامي، ولا ننسى أن نذكر ماليزيا الدولة الإسلامية الوحيدة التي بنت لنفسها سمعة عالمية في هذا المجال، فأصبحت الدولة الأولى في العالم من حيث حجم ومصداقية شهادات تراخيص المواد الحلال التي تصدرها” .

وأضاف د . السرحان: “أهم ما يميز السوق الإسلامي عن التسويق التقليدي، أنه يهدف إلى تعظيم المنفعة للفرد وللمجتمع وذلك من خلال ترشيد سلوكهما الاستهلاكي عن طريق نشر مبادئ الاقتصاد وعدم الإسراف ومحاربة الترف، بعكس التسويق التقليدي الذي ركز تاريخياً على تصريف أكبر قدر من المنتجات من أجل تعظيم أرباح المساهمين، من دون أخذ مصلحة المستهلك مجتمعاً وأفراداً في الحسبان، إلا بما تضطره إليه التشريعات الحكومية، وهو ما يفسر الانتشار الهائل للمطاعم التي تقدم الأطعمة السريعة المشبعة بالسكريات والزيوت والمنتجات الضارة المجهولة المصدر، أو على الأقل المشكوك في مصدرها، ونرى الإقبال على التدخين من قبل الشباب، ونرى انهيار النظام البيئي في العالم أجمع ، وما ذلك إلا لأن الأنشطة التسويقية التقليدية في الشركات تركز على تعظيم الاستهلاك ودفع المستهلك بوسائل وأساليب مبتكرة إلى زيادة استهلاكه، وجعله يرفع شعار هل من مزيد؟ فالتركيز على المظهر هو في صميم التسويق التقليدي، بعكس التسويق الإسلامي الذي يركز على الجوهر، وعلى جعل السلوك الاستهلاكي وسيلة للارتقاء بالإنسان لا غاية” .

وأشار الدكتور سرحان إلى أن العالم العربي لم يكتشف بعد أهمية هذا السوق، ونخشى أن تتأخر الدول العربية في هذا المجال، مما سيسلبها فرصة ذهبية لتنويع مصادر دخلها، وتقليل اعتمادها على البترول، أو على عدد قليل من الموارد الأخرى الشحيحة، فمثلا رغم أن أغلب الاستثمارات في مجال الفنادق الإسلامية هي استثمارات عربية خالصة، إلا انه لا توجد أي مؤسسة عربية لمنح تراخيص تؤكد أن الفندق ملتزم بأحكام الشريعة الإسلامية، أما هولندا التي لا يوجد فيها فندق إسلامي واحد، فقد أسست أول مؤسسة في العالم لإصدار تراخيص للفنادق الإسلامية .

وتابع السرحان: “إن دولة الإمارات العربية هي من أوائل الدول التي بدأت تهتم وتعمل على التسويق الإسلامي، خاصة أنها تمتلك كل المقومات التي تجعلها قادرة على قيادة هذا السوق والاستفادة منه، فموقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية والمصرفية، وسمعتها المتميزة جدا على الصعيدين الإسلامي والعالمي، واستقرارها وتراثها العربي الإسلامي، كل هذه الأمور تؤهلها لتكون اللاعب الرئيس في هذا الميدان في العالم، كما أن من أهم العوامل المحفزة في هذا المجال هو الرغبة الحقيقية في الدولة للبحث عن موارد بديلة مجزية ومستدامة، ولا يوجد في العالم سوق أكثر جدوى من السوق الإسلامي، الذي ستنفرد دولة الإمارات بعقد المؤتمر العالمي الأول الخاص به، الذي سيقام برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي، والبحث العلمي الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، في الحادي والعشرين من مارس المقبل بمدينة دبي، حيث سيشارك فيه عدد من المختصين الاقتصاديين والأكاديميين والصناعيين في أوروبا وأمريكا، إلى جانب ممثلين عن دول إسلامية يبحثون خلاله عن فرص جديدة ومجالات ترويجية وتسويقية مرتبطة بالسوق الإسلامي، وبالنتائج التي يحققها هذا السوق اقتصادياً .

ماهية التسويق الإسلامي

التسويق الإسلامي، هو تطبيق المبادئ المستمدة والمستوحاة من النظام الاقتصادي الإسلامي في وظيفة التسويق في المؤسسات العامة والخاصة، وفي المعاملات كافة، سواء كانت هذه المعاملات ذات أهداف ربحية، أو أهداف اجتماعية، مما يعني أن مظلة التسويق الإسلامي تشمل العديد من الأنشطة الاقتصادية في المجتمع، ومن ضمنها القانون الإسلامي والممارسات التسويقية، البيع والشراء من الأسواق الإسلامية، التمويل والمحاسبة الإسلامية، وأسواق الأطعمة والأغذية الحلال، والضيافة الإسلامية، وقنوات الدعم والإمداد الإسلامية، والسوق الإلكتروني الإسلامي، وأسواق الملابس والموضة الإسلامية، والأدوية ومستحضرات التجميل والعناية الإسلامية، وتجارة التجزئة الإسلامية، والسياحة الإسلامية، والمزيج التسويقي الإسلامي، ونظم الأعمال في الإسلام، والتعليم الإسلامي، وأخلاقيات الأعمال في الإسلام، والماركات التجارية الإسلامية، إضافة إلى العديد من أوجه التعاملات الاقتصادية الأخرى ذات العلاقة .

................. الخليج ...............