منتدى استراحات زايد - شابان معاقان يحصدان بالإرادة شهادتي البكالوريوس بتفوق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شابان معاقان يحصدان بالإرادة شهادتي البكالوريوس بتفوق

http://uaemusics.com/uploood/images/...5jd2qbgo46.jpg

استطاع شابان من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يتحديا الإعاقة، ليقدما لنا نموذجاً من الإصرار والعزيمة، فقد تخرجا الأسبوع الماضي بعد حصولهما على شهادتي البكالوريوس بتفوق .

فقد حصل الشاب هشام الواحدي وعمره 25 عاماً، كفيف، على بكالوريوس دراسات إسلامية ولغة عربية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، أما الشاب أحمد عبدالفتاح جودة عمره 25 عاماً وهو مقعد، يتنقل بواسطة كرسي متحرك، ورغم إعاقته الجسدية إلا أنه استطاع أن يحرز الترتيب الأول على دفعته، حيث حصل على بكالوريوس هندسة كمبيوتر، وقد كرمهما سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد أثناء حفل تخرجهما في جامعة الحصن في أبوظبي .

يقول هشام الواحدي ل “الخليج” إنه سعيد جداً فقد استطاع أن يتغلب على إعاقته وأن يصل إلى مرتبة علمية عالية وهو يهدي هذا النجاح والتميز الذي حققه إلى والديه لأنهما كانا معه طيلة فترة الدراسة وإلى وزارة شؤون الرئاسة ممثلة بسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لأنهم آمنوا بقدراته ووفروا له منحة دراسية وذلك بعد حصوله على نسبة 91% في الثانوية العامة .

ويضيف: أهدي نجاحي أيضاً إلى جامعة الحصن التي درست فيها ووفرت لي بيئة مناسبة كي أتفوق وأحقق بعضاً من طموحي، كما أهديه إلى مؤسسة زايد العليا ولقد دعمتني ووفرت لي المنهاج المطبوع بطريقة برايل .

وقال إن أهم الصعوبات التي واجهتني أثناء رحلتي العلمية هي القدرة على التواصل مع المعلم داخل الفصل، خاصة أنني كنت مبصراً حتى الصف الدراسي الثامن، ولكن بعد ذلك أصبت بسرطان في المخ تسبب بضمور العصب البصري ففقدت بصري، وصرت أعتمد على تسجيل الأشرطة الصوتية للدروس كي أستطيع أن أواصل تعليمي، كان الأمر في البداية في غاية الصعوبة، حيث لم تكن توجد مناهج بطريقة “برايل” هنا في أبوظبي، وكنت أدرس في المدارس الحكومية مع الطلاب العاديين، لكن بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة واهتمامها الدائم ودعمها لذوي الاحتياجات الخاصة استطعت أن أكمل دراستي بواسطة المنهاج المطبوع بطريقة برايل للمكفوفين حيث زودتني به مؤسسة زايد العليا .

وأضاف أنه يتمنى أن يكمل الدراسات العليا، وأن يحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، كما يتمنى أن يوفق في عمله، حيث يعمل مدققاً لغوياً في مطبعة المكفوفين في مؤسسة زايد العليا .

من جهته يذكر صالح مهدي الواحدي، موظف، وهو والد هشام، أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بتفوق ابنه وحصوله على درجة البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وأنه تفوق أكثر من بعض الطلاب الأسوياء .

وأضاف، إنني أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى دولتنا الحبيبة، التي وفرت كافة وسائل الدعم للشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما سهل عليهم مواصلة الرحلة في طلب العلم، فأصبحت الأمور ميسرة أكثر من السابق .

أما الشاب أحمد جودة فقال: أنا أشعر بالسعادة والسرور والفرحة بهذا الإنجاز الذي حققته اليوم بحصولي على بكالوريوس هندسة الكمبيوتر بترتيب الأول على الدفعة، وأهدي نجاحي وتفوقي هذا إلى أساتذتي الأعزاء، وإلى والدتي الغالية، وإلى كل من ساعدني من الناس، كما أتمنى أن أجد عملاً مناسباً كي أستطيع أن أخدم المجتمع، وأقدم له بعضاً من خبراتي العلمية وأتمنى أن أكمل دراستي وأحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه .

ويضيف، سبب إعاقتي الجسدية أن والدتي تعرضت لحادث سير عندما كانت حاملاً بي، فرافقتني الإعاقة منذ ولادتي، لكن بتوفيق الله عز وجل وجهد كبير من والدتي، بالإضافة إلى إيماني بالإرادة والتحدي استطعت أن أكمل تعليمي الإعدادي ثم الثانوي ثم الجامعي .

وذكر، أستغل وقت الفراغ في ممارسة بعض الهوايات كالقراءة والعمل على الكمبيوتر، حيث أنني حاصل على العديد من الدورات في مجال الكمبيوتر كتصميم مواقع على الإنترنت، وإصلاح الكمبيوتر ودورات أخرى في الشبكات . أيضاً حصلت على شهادة التوفل، لذلك فأنا أتقن اللغة الإنجليزية بشكل ممتاز، كما أن دراستي في الجامعة كانت باللغة الإنجليزية .

من جهتها تؤكد والدة أحمد جودة، وهي مدرسة علوم وفيزياء سابقاً، أن أحمد إنسان مؤمن بالله وإرادته قوية، وقد استطاع بفضل الله عز وجل أن يتغلب على الإعاقة ويحقق التفوق الدراسي .

وتضيف أن أهم الصعوبات التي واجهتهم في رحلة أحمد العلمية هي مشكلة النقل حيث إنها حاولت أن تعمل لابنها اشتراكاً في حافلة خاصة بنقل المعاقين، لكن طلب منها مبلغ باهظ نحو 15 ألف درهم شهرياً وهو مبلغ كبير جداً، لذلك اضطرت أن تترك عملها كمدرسة وتتفرغ لتوصيل أحمد وتنقلاته بين الجامعة ومعاهد الكمبيوتر واللغات .

المصدر

جريدة الخليج