![]() |
فوائد من كتاب (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) للإمام محمد ناصر الدين الألباني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين الصادق الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فهذا موضوع مخصص لفوائد مستفادة من كتاب (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة) لفضيلة الشيخ الإمام العلامة محدّث هذا العصر ومجدد الدعوة السلفية في بلاد الشام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، المتوفى في عام 1420هـ. - ترجمته من موقعه: http://www.alalbany.net/albany_serah.php حيث يحفل هذا الكتاب المكوّن من 14 مجلّداً، وبعض المجلدات مكونة من أكثر من قسم، يحفل الكتاب بفوائد عقدية وفقهية ومنهجية عديدة أودعها الشيخ في ثنايا تحقيقه لهذه الأحاديث. وسأورد بعض هذه الفوائد تباعاً وفق ما يتيسر لي من مطالعاتي لهذا الكتاب. وبالله التوفيق. |
فائدة (1) [ تنبيه على الدعاء المطبوع في آخر بعض المصاحف ] قال الإمام الألباني تحت حديث رقم (6134) في المجلد الثالث عشر- القسم الأول- ص 315: (تنبيه) : إن الدعاء المطبوع في آخر بعض المصاحف المطبوعة في تركيا وغيرها تحت عنوان : "دعاء ختم القرآن " والذي ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ؛ فهو مما لا نعلم له أصلاً عن ابن تيمية أو غيره أن علماء الإسلام ،وما كنت أحب أن يلحق بآخر المصحف الذي قام بطبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة (1386) على نفقة الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني رحمه الله ، وإن كان قد صُدّر بعبارة : "المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية" ؛ فإنها لا تعطي أن النسبة إليه لا تصح فيما يفهم عامة الناس ، وقد أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم! ومما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز ؛لعموم الأدلة ، كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار" ، وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ "البدعة الإضافية" ، وشيخ الإسلام ابن تيمية من أبعد الناس عن أن يأتي بمثل هذه البدعة ، كيف وهو كان له الفضل الأول - في زمانه وفيما بعده - بإحياء السنن وإماتة البدع ؟ جزاه الله خيراً . |
فائدة (2) [ عدم جواز التوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ] قال الإمام الألباني تحت حديث (توسّلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم) رقم (22) في المجلد الأول- ص 76-77: لا أصل له. وقد نص على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة". ومما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله (وكان عند الله وجيها)، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى، ولكن هذا شيء، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم، إذ أن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة، وهذا مما لا سبيل إليه ألبته. |
فائدة (3) [ لا يلزم أن يقيم الصلاة من أذّن لها ] قال الإمام الألباني تحت حديث (من أذّن، فليقم) رقم (35) في المجلد الأول- ص 108: 110: لا أصل له بهذا اللفظ. وإنما وري بلفظ " من أذن فهو يقيم".. وقد بسطت الكلام على ضعف هذا الحديث في كتابي "ضعيف سنن أبي داود" رقم (83) ومن آثار هذا الحديث السيئة أنه سبب لإثارة النزاع بين المصلين، كما وقع ذلك غيرما مرّة، وذلك حين يتأخر المؤذن عن دخول المسجد لعذر، ويريد بعض الحاضرين أن يقيم الصلاة، فما يكون من أحدهم إلا أن يعترض عليه محتجاً بهذا الحديث، ولم يدر المسكين أنه حديث ضعيف لا يجوز نسبته إليه صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن أن يمنع به الناس من المبادرة إلى طاعة الله تعالى، ألا وهي إقامة الصلاة. |
فائدة (4) [ لا تجب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أداء فريضة الحج ] قال الإمام الألباني تحت حديث (من حجّ البيت، ولم يزرني، فقد جفاني) رقم (45) في المجلد الأول- ص 119: موضوع، قاله الحافظ الذهبي. والصغاني والزركشي والشوكاني. ومما يدل على وضعه أن جفاء النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، إن لم يكن كفراً، وعليه فمن ترك زيارته صلى الله عليه وسلم يكون مرتكباً لذنب كبير، وذلك يستلزم أن الزيارة واجبة كالحج، وهذا مما لا يقوله مسلم، ذلك لأن زيارته صلى الله عليه وسلم وإن كانت من القربات، فإنها لا تتجاوز عند العلماء حدود المستحبات، فكيف يكون تاركها مجافياً للنبي صلى الله عليه وسلم ومعرضاً عنه ؟ |
الساعة الآن 01:07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir