منتدى استراحات زايد - الهنود والدور ياي ع الباجين"تمسكن حتى تتمكّن"

من المجالس

عادل الراشد

من جريدة"الامارات اليوم"

تمسكن حتى تمكّن.. هذا هو حال الموقف الرسمي الهندي من وضع العمالة الهندية في دول الخليج العربي. فقد قفز مندوب الحكومة الهندية إلى «حوار المنامة» من مرحلة المطالبة بالحقوق الوظيفية، التي استمر العزف عليها في السنوات القليلة الماضية، إلى المطالبة بالحقوق السياسية، والذهاب إلى أبعد من ذلك باستخدام الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما كوسيلة إيضاح لا تحتمل الاختلاف في التفسير.

إذن، هي مرحلة «التمكين» التي يبدو أن الحديث، من وجهة النظر الهندية، صار مناسباً لها تماماً من دون مقدمات دبلوماسية ولا حسابات سياسية. فلغة الخطاب في جلسة الحوار تبدو أكثر وضوحاً بأن عامل المصلحة المتبادلة الذي كان في السابق محل طلب من الدول المصدرة للعمالة، أصبح الآن محل حاجة من الدول المستوردة.

وتغيير الكراسي هنا يكون منطقياً، في رأي مندوب الحكومة الهندية، لأن الواقع السكاني في دول الخليج صار يقاس بالأغلبية والأقلية، والانتشار الاقتصادي للجالية الهندية بلغ حدوداً تجاوزت بكثير مستوى الطبقة العاملة إلى مستويات التملك لقطاعات واسعة من السوق بمختلف ميادينه، واحتلال مناصب ووظائف حساسة في شركات ومؤسسات القطاع الخاص على وجه الخصوص.

ولم يكن الموقف الرسمي في الهند ليجهر بمثل هذا الخطاب ويضغط من أجل كسب مساحات أبعد بكثير من حدود المطالبات العمالية العادية لو لم يجد في موقف الدول الخليجية وواقعها الاقتصادي والتشريعي من الثغرات.. بل الفجوات التي تسمح بإعلاء السقف دفعة واحدة إلى أعلى طبقاته.

فلا تكون العمالة مهاجرة وحسب، وإنما «مواطنة» تستحق كل الحقوق السياسية الممنوحة، وغير الممنوحة لمواطني دول المنطقة. وبالرغم مما حملته تصريحات مندوب الحكومة الهندية من استفزاز، فإنها ربما تكون «رشة» الماء البارد التي تدفع دول المنطقة إلى الانتباه إلى مستوى الأطماع، والوصول إلى قناعة بأن المسألة لم تعد عمالية وحسب، ولا تركيبة سكانية، ولا تجارة أو اقتصاد، وإنما أبعد وأعلى من ذلك بكثير .. مسألة مشاركة كاملة، يتبعها استحواذ بمنطق الأقلية والأغلبية.

الله يستر

الله يحفظ بلادنا من شرهم