منتدى استراحات زايد - من يقف وراء الاحداث الاخيرة في البحرين ؟

من يقف وراء الاحداث الاخيرة في البحرين ؟

قبل شهر من الآن شنت السلطة البحرينية وابواقها في الداخل حملة مسعورة ضد قوى المعارضة البحرينية، بعدما قيل انها أكتشفت ( شبكة ارهابية ) مدعومة من الخارج تسعي للاطاحة بالنظام السياسي والاجتماعي القائم في البلاد، أبطالها قيادات وقواعد ( حركة حق، وتيار الوفاء الاسلامي، وحركة أحرار البحرين الاسلامية، ومركز البحرين لحقوق الانسان ) وهي جميعها حركات تنتمي إلى الطائفة الشيعية البحرينية، وعبرت في بيانات رسمية لم تثير دهشة الرأي العام البحريني، الذي تعود دائما على سماع مثل هذه الاسطوانات المشروخة والبيانات الدعائية المغرضة بحق المعارضة وتياراتها وقواعدها السياسية والاجتماعية التي دأبت على رفع اصوات الاحتجاج على تردي الاوضاع العامة في عموم البلاد .

وتحدث هذه الضجة الاعلامية المفتعلة بمسرحيتها الامنية التي حشدت اساسا لخنق الاصوات الوطنية والاسلامية المطالبة بالتغيير الحقيقي والجوهري في البحرين، في وقت يعرف فيه القاصي والداني أن نظام القبيلة الحاكمة في البلاد هو نظام دكتاتوري عشائري، كان ولايزال يمسك بتلابيب الحكم الاستبدادي منذ اكثر من 230 عاما حيث غزت جحافل زعيم القبيلة احمد بن محمد آل خليفة الملقب ( بالفاتح ) نسبة إلى ما كان يوصف بأنه بطل ( الفتح المجيد ) البحرين في ذلك الوقت، ولهذا النظام أسوأ سجل في العالم في مجال حقوق الانسان، على رغم كونه عضوا في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، فقد قتل منذ عدة عقود حتى الآن أكثر من 1000 انسان تحت وطأة التعذيب في السجون والمعتقلات، وخلال التظاهرات الاحتجاجية المطلبية، إضافة إلى آلاف المعتقلين خارج إطار القانون ومئات العائلات البحرينية التي هجرت بطريقة قسرية إلى مختلف العواصم العربية والعالمية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي .

وباتت الاعتقالات العشوائية اليومية التي تمارسها الاجهزة الامنية في حربها ضد قادة وقواعد المعارضة تجري على قدم وساق في وقت تستعد فيه البلاد لاجراء انتخابات بلدية وبرلمانية ثالثة منذ تحويل دولة المراقبة الامنية الى مملكة، لكن من يضمن نزاهة وعدالة هذه الانتخابات التي قاطعها في السابق ويستعد الان لمقاطعتها نصف المجتمع البحريني، بسبب عدم شرعيتها الدستورية، وماهو موقف الولايات المتحدة الاميركية والغرب ومجلس التعاون الخليجي وبعض الانظمة العربية منها ؟ فمن الواضح تماما أن جميع هذه الانظمة التي تقف اليوم وراء الاحداث بمساندتها للنظام الحاكم في قمع المعارضة البحرينية، بالرغم من اشاراتها الضمنية للتفريق بين القمع والديمقراطية، تخشى وصول قوى اسلامية اصولية متشددة أومعتدلة وغيرها من قوى وطنية الى البرلمان الجديد، لانها مابرحت تدافع عن دكتاتورية هذا النظام السياسي النابذ للمشاركة الشعبية الحقيقية في عمليات صنع القرار وتطوير التنمية .

لقد أظهر النظام في البحرين، جهدا كبيرا في جعل اعلاناته المدفوعة الثمن عن اكتشاف شبكة ارهابية تستهدف المساس بالامن الوطني وتقويض الوحدة الوطنية وتخريب الممتلكات العامة، وإحباط مخططاتها تلقي بعض التأييد والمساندة العربية والدولية، والآن بات على هذا النظام ان يدعوا دول مثل المملكة المتحدة البريطانية والسويد والدنمارك وغيرهم من الدول الغربية حيث تتواجد هناك اعداد من المعارضين البحرينيين، بعدم تقديم العون والمساعدة وحق منح اللجوء السياسي للمعارضيين البحرينيين الذين اضطرتهم ظروف التعسف العام للبقاء في الخارج .

فالمعارضة التي تتهمها السلطة البحرينية وأبواقها في الداخل والخارج بممارسة أعمال "التخريب الشعبي " والتعامل مع الخارج، بقصد تنفيد ( مؤامرات ) للاطاحة بالحكم، هي في الحقيقة معارضة معتدلة ومسالمة و لايعنيها سوى المصلحة الوطنية العليا، التي تضررت، بسبب الاجراءات الامنية الصارمة والقوانيين المجحفة بحق المواطنيين، ومن هنا يتوجب على الولايات المتحدة الاميركية والغرب ومجلس التعاون الخليجي وكل العرب التعاون مع هذه المعارضة المعتدلة والمسالمة لتنفيد المشروع الديمقراطي الفعلي المنسجم مع رغبات شعب البحرين والمجتمع الدولي، لاأن تعيق هذا التقدم أو تقف معادية له، مادامت هي راغبة أيضا في احداث تغيرات جوهرية على مستوى الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم برمته .

هاني الريس
ناشط سياسي بحريني – مقيم في الدنمارك