|
نهاية قصة رحلة الرايس (قصة مؤثرة) يوم الخميس الماضي كنت مسافرا من ينبع الى جدة، وكانت الساعة العاشرة مساءً.... قبل الوصول بمحاذاة رابغ رأيت سيارة جمس على قارعة الطريق وقد وقعت في حادث ليس بالبسيط... وما لفت انتباهي هو تناثر معدات الغوص والاسطوانات على الارض وفي الشارع فقررت النزول والتأكد من الوضع... كانت الدنيا مظلمة ورائحة الدم تعم المكان، ولم يكن هناك الا سيارة امن الطرق واقفة بجانب الحادث قررت النزول... نزلت من السيارة، اذا بالشرطي يصيح قائلا: روح روح.... فعلمت ان في الامر سرا، او انه ظن اني احد الفضوليين المتطفلين الذين يضرون ولا ينفعون... تقدمت الى الشرطي حتى اقتربت منه واخبرته اني مؤهل للاسعافات الاولية واستطيع تقديم المساعدة، فانشرح صدره ورحب وقال: تعال تعال نحتاجك تشوف الحالات اللي عندنا.... بدأت بنظرة سريعة بتقييم الموقع والحالة والمصابين، المعدات مبعثرة والاسطوانات متقلبة والسمك متناثر في قارعة الطريق ما بين حريد وهامور والناجل... صيد ثمين وطازج ولكن... رجل يجلس على السياج بين الخطين، ورجل ملقى على الارض على بعد 30 متر تقريبا.. تقدمت الى الرجل الجالس بصحبة الشرطي ومعي زميلي وحبيبي الكبتن عبدالاله، بدأت اتحدث اليه واقيم حالته، ما شاء الله ثبات عجيب وبرود غريب... هل هو من اثر الصدمة ام قوة الايمان بالله والقضاء والقدر، ولكن غلب على ظني ان اثر الصدمة كان قويا مما جعله تحت تأثيرها فقد كان يحدثني بكل برود وثبات، اصابة خفيفة في الرأس وجرح اسفل القدم يحتاج الى تضميد، طلبت من الكبتن عبدالاله ان يحضر شنطة الاسعافات الاولية من السيارة ويعمل له اللازم فهو ايضا مؤهل لذلك ذهبت بصحبة الشرطي الى الرجل الملقى على الارض، كلما اقتربت ازدادت قشعريرة جلدي بدأت اشم رائحة الموت، وهي ليست غريبة علي فقد شممتها كثيرا... وصلت اليه فإذا جثة هامدة ملقاه مغطى وجه بشماسة السيارة، طلب مني الشرطي ان افحصه فكشفت عن وجهه.... اصابة بليغة وعميقة خلف الرأس مما ادى الى خروج كميات كبيرة من الدم وإصابات اخرى قوية لا احب ان اتحدث عنها، بمجرد رؤيتي للجثة علمت ان ملك الموت قد نفذ الامر الالهي وقبض الروح، ولكني فحصتها للتأكد فإخبرت الشرطي ان الرجل قد مات رحمة الله عليه سألت الشرطي هل بقي احد؟ فقال جاء الاسعاف وحمل اثنين من الشباب كانو احياء والحمد لله... عدت الى الرجل الجالس على السياج وطلبت منه ان يتمدد واخذت احدثه واسأله عن قصتهم.... قال: نحن من جدة وكنا في قرية الرايس من ليلة البارحة، غصنا وصدنا واستمتعنا حتى الاجهاد ولكننا قررنا العودة الى جدة... اربعة شباب منهكين مرهقين قرروا السفر في الليل، نام ثلاثة وبقي السائق وحيدا يصارع التعب والارهاق، ولكن النعاس غلبه في الاخير ووقع امر الله، وهذه نهاية رحلة الرايس ونهاية حياة شاب كان يحدوه الامل بالعودة الى اهله بصيده الثمين... احبتي كم من المرات سافرنا ونحن مرهقين، نسافر الى اماكن بعيدة وجديدة حتى نتمتع بغطسات مميزة في مناطق بكر من الصباح الى الليل ثم نقرر العودة في ذاك الليل بعد سلسلة من الغطسات والعمل الشاق... وكأن الدنيا سوف تطير لو اخذنا قسطا بسيطا من الراحة اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، وردنا الى اهلينا دائما سالمين غانمين نعوذ بك اللهم من طوارق الليل وفواجع النهار... قصة عشتها وسمعتها واحببت ان ارويها لكم لنستفيد منها ونعتبر اترككم في امان الله والى لقاء قريب... |
| الساعة الآن 10:45 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir