رسالة الأمير من العالم الآخر!
 

استعينوا بحياد الضرورة الوطنية قبل قراءة هذه الرسالة ، وتتبعوا أمل انعاشكم بفيض قد لا يسعفكم قبل فوات الأوان ، فان في التأمل البعيد عن دوائر الجمع خير لا يُسيره شر، ولا يتبعه ضرر، وان كان في غيبه خطب جلل يقلب الأمر ويحير الصبر ولكن استمعوا لما قال:

قبل أعوام مضت ، وفي شهر رمضان ، وبعد أداء صلاة الفجر ، سمعت في المنام الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان عامله الله بعدله ، يحدثني قائلا بما معناه: معاذ.. لماذا لا تأتي وتتحدث.. فقلت له بأني غير وأولئك غير.. اضافة الى أني رجل شديد الحياء ، وقد قال كلام آخر الا أني ولظروف معينة أكتفي ببعض ما قد قال وكتبت.

بعد أن استيقظت ، قلت لنفسي ما الذي حدث؟ ، وما الذي يجمع بي رجلاً رحل الى عالم الغيب وأسرار البرزخ ، ولماذا لم يخاطب غيري من أفراد الحكم والسلطة لايصال هذه الرسالة ، الا أني لم أستوعب حقيقة الحلم ومراده الا بعد المرض الأخير لعاهل البحرين ، وقد كان الحلم قبله بأشهر قليلة ، ولطمأنة الحكم في البحرين فاني أقسم بالله العظيم على ذلك ، عل وعسى أن يفيق النظام من غفوته الطويلة ، وتدارك اسناد الأمر الى أهل الحديد لتقييد البلاد بسلاسل التعسف والاستبداد بعد أن أصبح ذلك النهج جزء من العادات والتقاليد الدخيلة على المبادئ البحرينية ، وقد نصحني أحد الثقات حينها للذهاب والحديث وجهاً لوجه أمام العاهل ، الا أنه وبعد تفكير عميق قررت عدم الذهاب ، تجنباً لأية وشاية قد تشيع دفع مظلمة شخصية أو الحصول على بعض حطام الدنيا ، ولم أنشر هذه الرسالة القصيرة الا بعد اعلان واعتراف السلطة بالكفر الدستوري عن طريق الممارسات والتجاوزات اليومية المتكررة ، والداعية الى تمزيق القوانين وتعليق الأعراف الحميدة ومحاكمة الشعائر على مشانق الضمائر الميتة.

معاذ المشاري
[email protected]
28 سبتمبر 2010م