منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   سلطة البحرين وإذلالها للبحارنه (منصور الجمري) (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=519563)

محروم.كوم 09-27-2010 05:50 AM

سلطة البحرين وإذلالها للبحارنه (منصور الجمري)
 
تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان

منصور الجمري
واحد من الأمور التي ينبغي إعادة النظر فيها هو طريقة تعامل الجهات الرسمية مع أي شخص متهم، أو غير مرغوب فيه، إذ إنه وفجأة يتحول لقب الدكتور، السيد، الشيخ، آية الله، الاستاذ، التاجر، المهندس والطبيب إلى «المدعو»، وذلك لإشعار الشخص المعني بأن قيمته أصبحت (من الناحية الرسمية) تساوي صفراً.
ولعلَّ الحقوقيين غير الناطقين باللغة العربية سيجدون صعوبة كبيرة في ترجمة كلمة «المدعو»؛ لأن الثقافات الأخرى لا تغير ألقاب وأسماء الناس، سواء كانوا متهمين أو غير متهمين، وسواء كانوا مرغوباً فيهم أم غير مرغوب فيهم، ولا يمكن إسقاط اللقب إلى مصطلح «المدعو» على طريقة «الهجاء» العربية بجرة قلم. وحتى مثلاً الأطباء المجرمين الذين يقتلون مرضاهم من أجل التلذذ (وهو يحدث بين فترة وأخرى أن يُلقى القبض على أحدهم في الغرب)، فإن لقب «الدكتور» يبقى مع المتهم أثناء التحقيق والمحاكمة، ولا يسقط إلا بعد الإدانة وبعد أن تقرر الهيئة الطبية التي أعطت اللقب في بداية الأمر إسقاط لقب «الدكتور».
أتذكر أننا في سنوات الدراسة الجامعية كنا نقارن المقالات المنشورة في الصحف والمجلات البريطانية والأميركية، مع المقالات التي تنشرها عدد من الصحف والمجلات العربية، وكنا نرى كيف أن المقالات الأجنبية تحترم الأشخاص والقادة الذين يكرههم الغرب، وتذكر أسماءهم بالألقاب بصورة غير منقوصة. أما المقالات العربية فكانت تشوه الأسماء التي تكرهها وتستنقصها وتحذف الألقاب، بل وتختلق ألقاباً قبيحة بدلاً من تلك المعتمدة مهنيّاً أو رسميّاً.
وعندما تقوم جهة رسمية في بلادنا بحذف ألقاب الأشخاص الذين تقرر اتخاذ إجراء ضدهم، وتسعى إلى تسقيط اللقب،فإنها تحاول إزالة القيمة الاعتبارية، وهي تعلن بأن قيمة الإنسان لديها محكومة بجرة قلم، وأن كرامة الإنسان في الأساس تساوي صفراً مجرداً من أية حقوق. ولكن هذا يتنافى مع مبدأ القرآن «ولقد كرمنا بني آدم»، ويتنافى مع جميع مبادئ حقوق الإنسان التي تعتبر الكرامة جذراً أساسياً في الفطرة البشرية، وأنه لا يمكن أن يتحول أي شخص إلى الصفر، وحتى المتهم فإن له حقوقاً يتوجب الالتزام بها واحترامها وكفالتها.
إن أساليب «الهجاء العربي» كانت منتشرة عبر الشعر في الجاهلية، وجاء الإسلام وكرم بني آدم ، ولذا فإن الدين الإسلامي يرفض فكرة أن هناك شعباً مختاراً؛ لأن أكرمكم عند الله أتقاكم، وشأن الإنسان الحقيقي لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى، وأن أقل ما يمكننا فعله (كبشر فيما بيننا) هو اعتماد حسن التعامل حتى أثناء الخصومة والاختلاف؛ لأن الإنسان يُختبر في الشدة والغضب أكثر مما يُختبر في الدعة والراحة.
إن ما يحز في النفس ليس فقط السرعة في تسقيط ألقاب الناس، وإنما الإمعان في ذلك بطريقة توحي بأننا فعلاً بحاجة إلى مراجعة أبجديات ديننا الحنيف في كيفية تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان، وكذلك مراجعة أبجديات النصوص التشريعية الملزمة والخاصة بحقوق الإنسان... أي إنسان، وفي كل زمان ومكان، وسواء كان متهماً أم غير متهم.


الساعة الآن 07:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227