![]() |
سألتُ أخي الصغير عن دراسته فأجاب : كيف ندرسُ والحرب مزَّقت دفاترنا ؟؟ فتحت المدارس أبوابها أمام الطلبة الأعزاء في الأسبوع الماضي بعدما أنهوا إجازة طويلة كانت نهايتها مسكٌ وريحان إذْ تُوجَّت بإجازة عيد الفطر ، وانتظم الطلبة في فصولهم الدراسية كما هي العادة ، ولكن هذه المرَّة اختلفت أحاديثهم منذُ اليوم الأول وكانت مختلفة كلياً عمَّا مضى من سنين .. فأخي الصغير ذو السادسة عشر ربيعاً ، أبهرني بجوابٍ لم أعهدهُ عليه ولم أتوقعهُ منه ، إذْ حينما باغتهُ بسؤالي فيما يتعلق بأخباره مع الدراسة بعد أنْ تناولنا وجبة الغذاء سويةً ؟؟ أجابني وهو يتنهد قائلاً : كيف ندرس وقد مزَّقت الحرب دفاترنا ؟؟ لمْ أُدرك أنَّ أخي الصغير هو من أدلى بهذا الجواب !! تمالكتُ أنفاسي ثُمَّ عاودتُ فسألته مستوضحاً : عن أيِّ حربٍ تتحدث ؟؟ فأجاب : أحاديثنا في الفصل ومنذُ التقيتُ مع زملائي جُلَّها تتمحور حول الأوضاع الراهنة في البلاد ، فهذا الزميل يتحدث عن حصار قريته ليلا ، وذاك الزميل يتحدث عن معاناتهم إثر المداهمات المتكررة على منزلهم ، وذاك الآخر اعتُقل أخيه وإبن عمَّه ، وزملاء آخرون يقصَّون علينا الأحداث التي جرت وتجري في مناطقهم !! وحينما انتهى من استرساله أصابتني الحيرة معه ولم أكن أمتلك تعليقاً ، فطلبتُ منه الإهتمام بدراسته وحاولت أن أُطمأنه بأنَّ الأزمة ستُفرج قريباً بإذن الله وببركة محمد وآل محمد .. وسؤالي الذي أُحبُّ أنْ أختم بهِ هذا الموضوع هو : هل يعي الكــبــار حقيقة ما يــقولــهُ الصـغــار ؟؟ بحر الهموم 25 - 9 - 2010 م |
الساعة الآن 06:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir