|
هل مــــــا زلت علـــــى العهـــــــد يا عُكَّـــــــــــــــاد ؟ سقتك العهاد يا ذرى عُكَّاد !! قال الشاعرُ لمَّا نفــــرَ من مكـــــة بعـــد الحـــجِّ يخاطبُ عينه : إذا رأيتِ جبلـَيْ عُكَّادِ وعُكوتينِ من مكان ٍ بادِ فأبشري يا عينُ بالرُّقادِ أوردَ ياقوتٌ رحمه الله هذه الأبيات تحتَ رسم (عُـكْـــــوتان) ثــــمَّ قال : وجبلا عُـكَّــــاد : فوق مدينة الزرائبِ وأهلُها باقون على اللغة العربية من الجاهلية إلى اليوم ،لم تتغير لغتهم ،بحكم أنهم لم يختلطوا بغيرهم من الحاضرة في مناكحة ،وهم أهل قرار لا يظعنون عنه ،ولا يخرجون منه .ا هـ وذكر صاحبُ القاموسِ في مادَّة (عَكَــد) أنَّ عُكَّاد ما زال أهلـُه أي (الجبل) باقون على اللغة الفصيحة. وصاحبُ القاموس تـــوفي سنــة 817هـ في مدينة زبيد . ويقولُ السيد مرتضى الزبيدي شارح القاموس: إنهم لا يزالونً على ذلك إلى زمنه وإنهم لا يسمحون للغريبِ أن يقيمً عندهم أكثرَ من ثلاث ليال خوفاً على لسانهم... والسيد مرتضى كانت وفاته سنة 1205 هـ بالطاعون في مصر. وأصــــلُ مــــادَّة( عَكَـــد ) كما ذكـــــره صـــاحبُ لســــان العــــرب قال : : العُكْدَةُ والعَكَدَةُ: أَصل اللسان والذنب وعُقْدَتُه، والجمع عُكَدٌ وعَكَد. وفي الحديث: إِذا قطع اللسان من عُكْدَتِه ففيه كذا؛ العُكْدَةُ عُقْدَة أَصل اللسان، وقيل: معظمه، وقيل: وَسَطُه. وعَكْدُ كلِّ شيءٍ: وسَطُه. وهــــــــــــذا من عجيب التوافق، كيف نال هذان الجبلان من اسميهما نصيباً. ومن ذلك التأريخ ــ أي قبل مائتين وخمس وعشرين سنة ــ إلى يومنا هذا لا نعرفُ شيئاً عن عكَّاد ولسانِها !! هلْ ما زالوا عاضـِّين على لسانِهم ، منطوينَ على لغتهم ، ينفرونَ من الغريب وعابر السبيل .كمــا كان آباؤهم .؟؟ أمْ جللتهم الأمم بجلبابها ، وأذابتهم الشعوب ،بأوحالها ؟؟ فهدمَ الآخرون ما بناه الأولون .ونافح عنه الغيورون ؟؟ فانماعتْ تلك الفصـــاحــة ،وذبلتْ هاتيك النضــارة ... من يعـــرف خبراً عن هؤلاء القوم فليمدنـــا به . |
| الساعة الآن 05:04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir