منتدى استراحات زايد - o0o إنما الإحسان أسهل o0o

o0o إنما الإحسان أسهل o0o

متى كانت آخر مرة تجولت فيها في شوراع مدينتك سيراً على الأقدام ؟
ولو تذكرت فهل استمتعت بها أنت وأقرانك كسرب عصافير تحلق بين الأرض والسماء بلا ملل ؟
هل توقفت عند خباز وتأملت يداهـ تدعك العجين ، تقولبهـ ، تجعلهـ فطيرة ، ورغيفاً لتبتسم أنت وأصحابك بهذا الرغيف الساخن ؟
فوجهك أخي القارئ قد تعب من ملامحهـ " البوكرية " الجامدة ، وجهك في حاجة لأن يبتسم في وجهـ كل من يصادفهـ .
كفاك وجوماً ، الناس في مدينتك عطاشى إلى الابتسام والدفء والألفة .... ت
وقف عند شاحنة صغيرة تزود بها بقالة الحي بالمئونة وبارك تلك السواعد التي تنقل إليك المأكل والمشرب قبل أن تدخل كرجل آلي يشتري من رجال آليين ويخرج ، ثم اقصد مكتبة واختار كتاباً بهدوء تام بعد تصفح الكثير من الكتب . اقرا الملخص على أغلفتها . كفانا فضائيات ، ففي فضائنا العربي 735 قناة فضائية والحبل على الجرار .
كم مكتبة هناك في شوارع مدينتك ؟
وكم من مصنع وكم من معمل ؟
بينما انت تقضي نهارك مابين التلفاز والجوال ثم تريدنا أن نتقدم .
كلنا مثلك نريد أن نتقدم من دون أن نقدم شيئاً ، ونريد من الجميع أن يسترضينا ويعطينا ونحن أنفسنا لانقدم شيئاً لأنفسنا .
نريد منهم ونطالبهم بأن ينظفوا مافوقنا وما تحتنا ، وأن يحاربوا الفساد والرشاوى ويقضوا على البطالة
نريد أن يقدموا لنا هدايا العيد وشرهات المناسبات ونستصعب ونستخسر أن نسقي شجرة في آخر حينا ،وأن ندق باب جارنا لنفتقدهـ ليس إلا ، بل نكسل أن نشكر من يحبنا ،، فأين أنت ؟

أين ايام كنت كريماً كعهدي بتاريخك من اهتمامك بأمري وأمر جارك وأمر زميلك وعشيرتك وقبيلتك ؟
أين كلماتك التي كنت تنطقها بلغة تكفي في ذاتها لشفاء النفوس ؟
تبدلت تبديلاً محزناً . تفكر في نفسك فقط وأهوائها ويا لأهوالها وتريد من الجميع أن يتبع جداولك الشخصية ، ساعة أكلك : على المطاعم أن تفتح ، وساعة نومك : على السير أن يتوقف ، وأن يبدأ الدوام الصباحي بحسب صحتك البدنية ، وينتهي بحسب صحتك النفسية .
على مزاجك ويا لتقلبات مزاجك ... إذاً على المصارف والشركات والمؤسسات والمدارس أن تتبع الساعة البيولوجية لكل مواطن وعليها أن تحارب الغلاء وجشع التاجر والبائع والشاري
وطبعاً هناك موضوع مهماً جداً ، فأنت تريدهم أن ينظموا المرور من دون أن يعطي الشرطي أي مخالفة لك إذا تجاوزت السرعة أو قطعت الإشارة ، وتريد وبشدة أن ننتبهـ إلى الشباب وننمي قدراهم وأنت ذاتك بدلاً من أن تتبنى شاباً واحداً وتوجهه أو تساعدهـ أو حتى تعطيهـ فرصة ليثبت نفسهـ ياأخي

أنت تريد أيضاً أن ندير بالنا على الفتيات والنساء ، فتلزم كل واحدة بيتها لأنك تحترم المرأة إذا كانت أمك أو أختك أو ابنتك أو زوجتك ، وماذا على بقية النساء ؟
وماذا عن عهدي بك اياام ما كنت تستر حرمة النساء باحترامك لنسائك ؟
ماذا حصل لك في عالم الأشياء المحسوسة ؟ أين شعرك ؟ وتأملك ووحيك ؟ أين تلك الرقة في القوة واللطف في الإحساس ؟ أين الشهامة ؟ يا النشامى ؟ أين أنت ؟
لذلك كلهـ ياعزيزي أدعوك أن تخرج من عزلتك ، فأنت لن تستطيع أن ترى مدينتك من وراء حيطان المنزل وحيطان المكتب وحيطان الشاشات .
إن مدينتك أرحب وأوسع .
تفرج على مخزن أقمشة أو أحذية ، ماشئت ، لكن بعد ذلك انحدر إلى الزقاق واستمع إلى الناس وانظر إلى عيون طفل تغالب عينيهـ النعاس وشاب يرقص كرهـ ، وعجوز يتأمل الكون .

وعش ناسك مدينتك ليس من خلف جدران الحداثة والتطور والمقارنة ، النقد سهل والانتقاد أسهل ، إنما المحبة والألفة والإحسان أسهل بكثير وأهنأ وأسعد .

نعم ، اقرأ هذهـ الجرائد من عامود كاتب إلى زاوية كاتبة ، من كاريكاتير فنان إلى صورة فوتوغرافية في جلسة للقيل والقال ، وستجد عالماً من الأسرار والفضائح المخيفة ، فمن منهم ستر فضيحة واحدة باخلاقياتهـ ؟ ومن منهم حنا ظهرهـ والتقط منديلاً مرمياً على رصيف شارعهـ ؟
ومن منهم مدى يدهـ وصافح عاملاً ؟ ومن منهم ومنا وقف مرة وجهاً لوجهـ أمام إنسانيتهـ ثم ضحك مع السماك والجزار والزبال ؟ لكن لا ، يكركر " للمدير ونائب المدير أو ينتقد المدير ونائب المدير ، بينما هناك في مدينتك من هو أجمل من المدير ليسوا بحاجة إلى النقد ، هم في حاجة إلى هذهـ الابتسامة الحلوة التي أراها على شفتيك الآن ..

خلف الزاوية ...
أنا جزيرة حب كنت نائية
مازارها يوماً طير ولا بشر
حتى وصلت وفيها جلت مكتشفاً
فأزهر رملها واخضوضر الحجر

مما رااق لي
السمووحه ع القصوور
اختكم:قموورهـ آآل محرووم:13: