منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   قصص و روايات (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   بعت نفسي مرتين (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=48108)

بنوتة عجيبة 11-15-2008 03:57 PM

بعت نفسي مرتين
 
تقول هذه المرأة:
كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما تقدم لخطبتي رجل عجوز في الثمانين من العمر. كان أخي الوحيد يعمل لديه، حدثني أخي عنه وعن ثرائه وكيف أنني سأعيش عيشة الملوك إن تزوجته. لقد اعتنى بي أخي وتحمل مسؤوليتي عندما توفى والدي وحرم نفسه من متع كثيرة من أجل أن يبقى معي طوال الوقت ويرعاني، كنت أفكر بأن أخلصه من مسؤوليتي ليعيش حياته كما يريد ويتمتع بشبابه بعيداً عن مسؤوليتي، لذلك فقد اتخذت قراري بنفسي فوافقت على الارتباط بذلك العجوز وقلت في نفسي: سنوات قليلة وسأصبح أرملة ثرية وسأبدأ حياتي من جديد.

كانت هذه هي الصفقة الخاسرة الأولى التي قبلت بها في حياتي، فبعد أن تم الزواج اكتشفت بأن هذا العجوز الغني بخيل إلى حد كبير. وأنني حكمت على نفسي بالعيش سجينة إحدى الغرف في بيته الكبير مع أولاده الذين لم أستطع يوماً حصر عددهم وقد كانوا حصيلة زيجات وطلاقات متعددة لهذا الرجل، لم يبق على ذمته سوى عجوز واحدة هي ابنة عمه التي تزوجها في أول حياته، وقد امتنعت من الهرب من بيته بسبب إصابتها بشلل أقعدها مجبرة في منزله، وهي لا تملك سوى لساناً طويلاً كلسان الأفعى تلسع به من يقترب من جحرها.

حملت بطفلي الوحيد بعد سنة واحدة من الزواج، وكان هذا الحمل هو ما دفعني للاحتمال والصبر وعدم الاعتراض على حياتي التعيسة الكئيبة التي عشتها في ذلك المنزل، والسبب الآخر هو أن أخي قد وجد عملاً في مكان بعيد وتزوج هناك واستقر، ولا أريد أن أنكد عليه حياته بعد أن تحرر من مسؤوليتي والتفت إلى نفسه.

كنت أدعو ربي ليلاً ونهاراً بأن يخلصني من هذا العجوز وأن يختاره إلى جواره لكي أنعم ببعض الإرث الذي سنحصل عليه أنا ووليدي. أجمل أيام عمري ضاعت وأنا أعيش بحزن وألم وحسرة منتظرة أن يتحقق أملي الوحيد بأن لا أخرج من هذه الصفقة بخسارة كاملة، وأن أرث المال الذي سيعوضني عن سعادتي وشبابي الذي أفنيته مع هذا العجوز.

طال انتظاري ومرت السنين ولم يتحقق ذلك الأمل وأصبح العجوز أكثر شراسة وبخلاً. بلغ ابني سن المدرسة وهو يحتاج إلى مصاريف لكي يبدو أمام زملائه بصورة جيدة. لذلك قررت أن أعمل لأعيل ولدي، رفض العجوز تلك الفكرة فطالبته بالطلاق لأتحرر من سجني وطوقي البغيض، فعلت المستحيل ولكن دون جدوى، وقد ساعدني أخي كثيراً بعد أن شعر بأنه المسؤول عما حدث لي، ولكن ذلك العجوز رفض أن يطلقني. وكلما حاولت أن أعمل في مكان ما، فإنه يستغل نفوذه لطردي من العمل. بعد أن أحسست بأنني وابني أصبحنا نشكل عبئاً على عائلة أخي، وبأنه لا فائدة من العناد رضيت بالعودة لزوجي بعد أن وعدني باستئجار مسكن مستقل لي، بعيداً عن ذلك المنزل الكريه، الذي لم أجد فيه يوماً أية خصوصية أو راحة من أعين الفضول التي يتمتع بها أبناؤه وبناته العديدون.

استمر الحال هكذا حتى وصلت إلى سن الثلاثين، عندها تحقق لي ما أردت وتوفي العجوز بعد أن أستهلك خمس عشرة سنة من سنوات عمري التي عشتها تحت القهر والحرمان المادي والمعنوي، عندها فقط أشرقت الشمس في حياتي المظلمة وقضيت العدة الكئيبة وأنا أحلم بأنني سأحقق جميع أحلامي وأحلام ولدي الغالي. وفعلاً فقد كان إرثي طيباً أخذت أنفق الكثير منه على شراء ما تمنيته، واشتريت بيتاً جميلاً وسيارة فارهة وأثاثاً راقياً. والكثير من الذهب والألماس والملابس وكل ما حرمت منه في حياتي الماضية.

بعد أن أشبعت رغباتي الشرائية، أصبح هاجسي هو تعويض نفسي عن الحرمان العاطفي، الذي عشته وانطلقت بأحلامي للبحث عن الرجل الذي سيعوضني عما افتقدته طوال عمري، خصوصاً وأنني في الثلاثين من عمري وأمتلك جمالاً وجاذبية أحسد عليهما تقدم لي الكثيرون ولكنني رفضتهم فقد قررت أن أكون دقيقة في اختياري وحددت شروطاً كثيرة لمن سأرتبط به، وعلى رأس تلك الشروط أن أختاره عن حب وقناعة.

بعد سنة واحدة من وفاة زوجي تعرفت عليه، كان رجلاً رائعاً بكل المقاييس وله شخصية رائعة ويمتلك مركزاً مرموقاً ويتمتع بجاذبية وقدرة على التأثير بكل من يتعرف عليه، إنه بصراحة حلمي الذي بحثت عنه وظل يراودني طوال عمري.

خفق قلبي بمجرد رؤيته، وصرت اختلق الأسباب التي تجعلني التقي به، وتمنيت أن يجد في نفسه ما أجده في نفسي نحوه، وقد تحقق ما أدرت، وأخذ الرجل يتابعني ويهتم بي، واستطاع أن يحصل على رقم هاتفي، وصار يحدثني عن شوقه وإحساسه بأنني المرأة التي انتظرها، وكان يبحث عنها طوال حياته. وأنه لم يشعر بالحب يوماً على الرغم من كونه في الأربعين من العمر. وأنه يعتقد بأن هذا الحب هو نعمة من الله تعالى لكلينا ويجب ألا نضيعها، ثم عرض علي الزواج، ولكن علمت منه بأنه محكوم بظروف قاهرة ويتمنى أن امتلك القدرة على تقدير وفهم تلك الظروف وهي أنه رجل متزوج ولديه بنات وأبناء في مختلف الأعمار من سن الروضة إلى سن الجامعة، وهو يحترم زوجته شريكة عمره التي وقفت إلى جانبه وهي تتحمل مسؤولية تربية أبنائه لذلك فهو يحترمها ويقدرها ولا بريد أن يجرح مشاعرها بزواجه من غيرها، كما لا يريد لأبنائه وبناته أن يعيشوا الإحساس بعدم الاستقرار، وألا تهتز صورة أبيهم إذا عرض حياتهم الأسرية لهزة عنيفة، فهو في نظرهم الأب المخلص المتفاني من أجل أسرته.

اشترط للارتباط بي أن يبقى زواجنا سراً لا يعرفه أحد سوى أخي وبعض المقربين مني. لو أفكر طويلاً لخيبتي وسوء تقديري لأنني كنت عطشى للحب والعاطفة، ولا أنكر أن هذا الرجل قد امتلك قلبي ومشاعري بشكل غير مقدور عليه. لذلك فقد رضيت بعقد هذه الصفقة الخاسرة الأخرى في حياتي، ووافقت على أن نتزوج بشكل غير علني ووافقته على عدم الإنجاب وعدم المطالبة بأية أمور يمكنها أن تعلن هذا الزواج.

تزوجنا وعشت الحب الذي حرمت منه وقد غمرني زوجي بالحب والهدايا والمال والاهتمام، وكل ما كنت احتاجه، وعامل ولدي كابنه تماماً، وكنت في أسعد حال .. ولكن السنين تمر وقد نمت بداخلي الرغبة في إنجاب طفل أحتضنه وأحس بأمومتي معه، فرفض وقال: إن حملت دون علمي فلن أسجل الولد باسمي، ولن أضيف اسمه إلى خلاصة القيد. لأن ذلك قد يفضح مسألة زواجي بك، وأنا قد اشترط عليك ذلك وأنت قبلت.

بدأت أنظر إلى حياتي مع هذا الرجل فوجدت بأنني أعيش معه كخليلة وليست لي حقوق الزوجة، وأنه يرفض أن يخرج معي أو يصحبني إلى الطبيب أو إلى أي جهة حكومية.
لاستخراج أية أوراق. وبقيت بنظر القانون امرأة مطلقة غير متزوجة، لأنه يرفض إدخالي في خلاصة قيده، وعندما يكون معي فإنه وبمجرد أن تتصل به زوجته أو أحد أبنائه فإنه يتركني ويهرول نحوهم متناسياً وجودي، وهو يمنعني من الاتصال به حتى لو تعرضت لمرض أو حادث حتى لا يحرج أمام أسرته أو أصدقائه أو زملاء العمل، حرصاً على عدم علم زوجته بزواجنا، وهو يأتيني كلما سنحت له الظروف بشكل متخف ولا يبقى سوى وقتٍ قصيرٍ ثم ينصرف عني، وهو يردد لا تتصلي بي أرجوك.

أخذ زوجته وسافر إلى لندن لعلاجها وبقي هناك ثلاثة أشهر بدون أن يكلف نفسه مشقة الاتصال بي والاطمئنان علي وكأنني لا أملك أية حقوق عنده، ندمت .. ندمت .. ندمت على هذه الصفقة الخاسرة التي عقدتها وهأنا ذي أعاني من حرمان أكبر، حرمان نفسي وعاطفي مع رجل لا أملك من حياته إلا الظل.

كبر ولدي وأصبح في الثانوية وهو يحس بإحراج كبير عندما يسأله أصحابه من أبناء الجيران عن ذلك الرجل الذي يزورنا بشكل متقطع وهو ماهر بإخفاء سيارته خلف المنزل لئلا يراه أحد. ويكفي وجهه تماماً عند دخوله المنزل وكأنه جاء ليسرق شيئاً. فيرد عليهم بأنه زوج أمي وهو متزوج ولا يريد أن تعلم زوجته بأمر زواجه الثاني. فيجلس الأولاد ليتندروا ويضحكوا على هذا الأمر وهم لا يدرون ما يسببه ذلك من إحراج لهذا المسكين. لقد أصبح معقداً جداً ولا يحب الاختلاط بالناس، وهو يجلس إلى جانبي طوال الوقت يحس بما أعانيه ويتألم لأجلي ويسألني باستمرار لماذا قبلت بهذا الزواج؟ فلا أستطيع أن أرد عليه وأكتفي بترديد هذه العبارة بداخلي ((أمك غبية فقد باعت نفسها مرتين)) (1) .

هيام القلب 11-15-2008 07:35 PM

السلام عليكم ..


لا تعليق !!


طانكيو ..

الاستندر الذهبي 11-16-2008 06:14 PM

يسلموووووووووووووووووو
طررررررررررررررررررررررررررر

مغرورة بس معذورة 11-16-2008 09:41 PM

يسلموووووووووووو ع القصه الروعة


الساعة الآن 04:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227