منتدى استراحات زايد - جمارك دبي تحبط تهريب كمية كبيرة من عقار مخدر إلى داخل الدولة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبط مفتشو جمارك دبي في المنطقة الحرة بمطار دبي الدولي محاولة تهريب كمية كبيرة من أحد العقاقير المخدرة إلى داخل الدولة، تم إخفاؤها بإتقان داخل جهاز استقبال «رسيفر» ضمن طرد بريدي جوي قادم من إحدى الدول العربية.

وذكر عمر أحمد المهيري مدير أول إدارة عمليات الشحن الجوي بجمارك دبي أن أحد المفتشين الجمركيين قد اشتبه في الشحنة، وهي عبارة عن جهاز رسيفر - حسب بوليصة الشحن - مما استدعى تفتيشها يدويا. وتبين وجود عقاقيرممنوعة مخبأة بطريقة سرية ومتقنة داخل الرسيفر وعددها 1000 حبة. وأمتنع المهيري في حديث لـ «البيان» عن ذكر اسم الدولة العربية التي جاء منها الطرد، لأن ذلك يدخل في إطار سياسات الدولة الحريصة على عدم الإساءة للدول بذكر اسمها في قضايا من هذا النوع .

كما رفض ذكر اسم العقار،لأن سياسات الجمارك في مثل هذه القضايا تقضي بعدم ذكر الأسماء، لكنه أكد انه عقار يستخدم في علاج الحالات العصبية، و في حالات الهلوسة، وله آثار جانبية خطيرة، كما أن الكمية التي ضبطت (1000) حبة تعتبر كبير، جدا وقد وصلت إلى الدولة بشكل مهرب وغير معلن عنه ما يعد مخالفة صريحة للقانون .

وأشار المهيري إلى أن المهربين وضعوا سعرا زهيدا للعقار في محاولة على ما يبدو لعدم لفت الأنظار، غير أن القضية الأساسية ليست سعر العقار، الذي قد لا يكون باهضا، لكن القضية أن للعقار مخاطر وآثار خطيرة ومدمرة، وهذا هو بيت القصيد .

واعترف صاحب الشحنة والذي يعمل مندوب مبيعات خلال عملية التحقيق معه، أنه جاء لاستلامها بعد تلقيه اتصالا من الدولة العربية المرسل منها الطرد بوصول الشحنة، وذكر أنه كان من المفترض أن يقوم بتسليمها إلى شخص آخر مقابل مبلغ مالي.

وبعرض العقار المضبوط على وزارة الصحة أفاد الطبيب المختص بالوزارة أن هذا العقار هو من الأدوية المراقبة من الدرجة الأولى وأن الكمية المضبوطة خارجة عن نطاق التداول الطبي، وعليه يعتبر ممنوع إدخاله الدولة خاصة وأنه مخبأ للتهريب، علما بأن هذا النوع من العقاقير قابل للإدمان ويتم تداوله بين المدمنين ومتعاطي المخدرات. وفي إطار التنسيق والتعاون المشترك مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالقيادة العامة لشرطة دبي، تم تحويل الطرد إليها لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأن الضبطية.

وحذرت الدراسات المتخصصة السابق إجراؤها على هذا العقار، من إساءة استخدامه، حيث أثبتت أنه من المؤثرات العقلية التي تحظى بإقبال كبير من قبل متعاطي المخدرات، بل يزيد عدد متعاطيه عن مجموع الذين يتعاطون الكوكايين والهيروين، كما أكدت أنه من العقاقير التي يساء استخدامها من قبل قطاعات عريضة من الشباب والفتيات والطلبة ويؤدي الإفراط في استخدمه للإدمان. وتم بالفعل تسجيل العشرات من قضايا التعاطي لهذا العقار في الدولة بمعرفة الجهات المعنية بمكافحة المخدرات.

ويؤدي استخدامه بصورة متكررة ومفرطة إلى أعراض صحية وجانبية خطيرة للغاية على متعاطيه، منها الهلوسة وغياب العقل والغثيان وعسر الهضم والهرش والطفح الجلدي والفشل الكلوي وصعوبة التنفس والأزمات القلبية والتشنج وبعض المشكلات العقلية الخطيرة والقابلية للانتحار، كما اعترف بعض المتعاطين لهذا العقار في دراسات سابقة أنه مشابه لتعاطي الهيروين.

وجدد عمر أحمد المهيري التزام جمارك دبي تجاه المجتمع بمنع تهريب مثل هذه المواد والمنتجات الممنوعة إليه، وهو ما تنص عليه الوثيقة الاستراتيجية للدائرة، حفاظا على صحة أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن الآثار المباشرة لتناول المخدرات والعقاقير المخدرة تفوق بكثير العثرات الاقتصادية التي تتعرض لها الدول، لأنها تعطل الطاقات والمقدرات البشرية وخاصة بين فئة الشباب وهم العمود الفقري للتنمية في أي مجتمع.

وقال إن الدائرة لا تألو جهدا في تعزيز قدرات مفتشيها ورفع كفاءتهم الوظيفية من خلال إلحاقهم بدورات تدريبية وتثقيفية متقدمة وورش عمل متخصصة تشمل التعريف بأنواع المخدرات وطرق وأساليب التفتيش واليقظة للمحاولات التضليلية التي يلجأ إليها المهربون وضعاف النفوس.

وأضاف مدير أول إدارة عمليات الشحن الجوي بجمارك دبي أن التيسيرات والخدمات الجمركية المتميزة التي تقدمها الدائرة للقطاع التجاري تسير على خط متواز مع كل ما من شأنه أن يحقق الالتزام والمشروعية وحماية المجتمع.

البـيـــــــــان ...