منتدى استراحات زايد - الحبل وقاراتها

الحبلُ جمع حُبله (بضم الحاء وفتح الباء الموحدة): ثمر العضاة (قاله ابن سيدة) (تهذيب الصحاح ج2ص 641)، وهو ثمر يشبه اللوبيا, والعضاةُ ماله شوك من الشجر مثل الطلع والسمر والسلم ومنه حديث عثمان رضي الله عنه ألست ترعى معوتها وحبلتها. وفي حديث سعد بن أبي وقاص: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالنا طعام إلا الحبلة وورق السمر.

وعند ذكر الحبلة يرد النص التاريخي الذي يقول: خرجت بنو حنيفة بن لُجين بن علي بن بكر بن وائل يتتبعون الريف ويرتدون الكلأ حتى قاربوا اليمامة على السمت الذي كان عبد القيس سلكته لما قدمت البحرين فخرج عبيد بن سالمة بن يربوع بن ثعلبه بن الدول ابن حنيفه منتجعاً بأهله وماله يتتبع مواقع القطر حتى هجم على اليمامة فنزل موضع يقال له قارات الحبل وهو من حجر على يوم وليله فأقام بها أياماً (انظر معجم البلدان ج2 ص 221 و ص 222).

وعن الحبل في عصر النبوة: روى أبو عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع مجاعة بن مرارة السلمي الغورة وغرابة والحُبل وبين الحبل وحجر نحو خمسة فراسخ وقيل هو جبل.

وقال الهمداني في صفة جزيرة العرب ص 137 وأما السُلي فوادي عظيم وهو الذي ذكره الأعشى بقوله:

عجزاء ترزقُ بالسلي عيالها

ففرع السلي من دون قارات الحبل عن يمين حجر من قصد مطلع الشمس.

وقال ياقوت في معجم البلدان ص 293 ج قارات الحبل موضع باليمامة بينه وبين حجر اليمامة يوم وليلة.

قال الشاعر:

ما أبالي ألئيم سبني

أم عوى ذئبُ بقارات الحبل

وهو نقل بالنص عن الأمكنة والمياه والجبال لنصر ولكن نصر ذكر نحو خمسة فراسخ بدلاً من يوم وليلة انظر الأمكنة والمياه والجبال لنصر جـ 1 ص 335 وقال صاحب كتاب بلاد العرب لغدة الأصفهاني صــ327-328:

وإذا خرجت من حجر تريد الكوفة فأول ماء ترده يقال له الحبل وهو في ناحية القف وهو ماء لراعية اليمامة وبينه وبين حجر نحو خمسة فراسخ, ثم تخرج منه فترد القف وهي أرض خشنة ظاهرة حتى تأخذ بين بنبان والعرض تدع بنبان يميناً والعرض يساراً...

أقوال البلدانيين ومناقشتهم:

الشيخ حمد الجاسر يبدو أن له رأيين فالأول أنها المغرزات شمال الرياض وما حولها، وهذا الرأي يخالف تحديد الأقدمين الذين ذكروا أنها تبعد عن حجر (مركز الرياض) نحو خمسة فراسخ أي 15 ميلاً وهي مسافة تتراوح بين 25 إلى 30 كلم والمغرزات لا تبعد هذا البعد بأي حال من الأحوال أما الرأي الأخر الذي انتهى إليه في تعليقه على كتاب نصر الأسكندري الأمكنه والجبال والمياه وهو الرأي المتأخر فيرى أنها غير محددة الموقع.

أما الأستاذ عبدالله الخميس فيرى أنها المونسية وهو رأي على الرغم من قوته إلا أنه يصطدم بقول العلماء الذين ذكروا أن من يخرج من الحبل يقع بين بنبان والعرض.

(انظر كتاب بلاد العرب للأصفهاني صـ327 - 328) والواضح انحراف موقع المونسية شرقاً بشكل واضح عن مسار طريق الكوفة التجاري من حجر بلا مبرر كما أن المورد الذي يليه وهو مورد البالديه منحرف جدا عن المونسية ايضاً بلا مبرر.

أما الأستاذ عبدالله الشايع فقد أشار في كتابه الطريق التجاري من حجر اليمامة إلى الكوفة أنه لم يشرب من ماء الحبل رغم بحثه عنه وقربه من موقعه الذي سنحدده لاحقاً.

وأما تحديد هذا الموقع فهو على النحو الآتي: يوجد في منطقة الملقى عند مفرق الخط من طريق صلبوخ إلى العمارية أي إلى الغرب من طريق صلبوخ وإلى الشمال من طريق العمارية آثار قصر حجري قديم وبه بئر قديمة أيضا وأخرى لست متأكداً من قدمها إلى الغرب منها وبعد السؤال عن اسم هذا الموقع أفاد الأخ سعد البكر بأنها تسمى لدى الأهالي «قري الملقا» حيث تبعد هذه المنطقة عن مركز الرياض ما يقارب 26 كلم وهي تقع بعد «قف» ويليها أيضاً «قف» حسب وصف الأقدمين ويشرف عليها قارات أعتقد أنها هي قارات الحبل.

وإحداثيات المنطقة التي تشرف على هذا الموقع من جهة الشمال هي على النحو التالي:

N 24 48.650

E046 33.0654

وإحداثيات القارات القريبة من هذا الموقع:

N 24 47.875 -1

E 046 34.127

N 24 47.697 -2

E 046 33.907

تحقيق: عبدالله بن عبدالرحمن الضراب

المقال في جريدة الجزيرة :

http://www.al-jazirah.com/20100620/wo3d.htm