منتدى استراحات زايد - ماذا بعد لقاء الوفاق والوفاء ؟ ( عبدالأمير داود)

http://bj-media.net/wp-content/uploa.../09/ameer3.png

نقلت بعض الصحف المحلية والمواقع الأكترونية وصحيفة الوفاق الأسبوعية ، خبر اللقاء الذي جمع هرمي تياريي الوفاء والوفاق .. الخبر جاء مقتضب ولم يفصح عن فحوى اللقاء ... وماذا دار بينهم من مباحثات ونقاشات وحوارات .. الأسئلة كثيرة لدى قواعدهم الجماهيرية ، أغلب أسئلتهم تتمحور ماذا بعد هذا اللقاء ؟ هل هو لقاء في العرف السياسي نعده زواج منقطع ونزوة عابرة ؟؟ أم هو زواج دائم له علاقة بالفكر الأستراتيجي لكلا التياريين ومرتبط بشكل كبير بقضايا الوطن المواطن ؟؟ هل هذه اللقاءات له علاقة بالتكتيك أم بالأستراتيجات في فكر الحزبيين ؟؟ هل لها علاقة بالثوابت أم بالمتغيرات على مستوى العلاقات وتوطيدها ؟؟

لقاء الوفاق والوفاء في حذ ذاته أن نظرنا بمنظار المتفائلين والمصلحة الكبرى للمواطن والوطن ،، أنه أفضل من لا شيئ .. لأن حدوث هكذا لقاءات بين مختلف التيارات ، يعد حاجة مهمة وضرورية ومصلحة وشرعية وإسلامية وطنية ، وهي الطريقة الوحيدة والسليمة والصحيحة لتخليص الساحة من الأحتقانات الاجتماعية وهي خطوة على طريق توحيد الساحة الإسلامية والوطنية وتحصينها من التفتت والتشتت والتشضي وهي كفيلة في توجيه بوصلة العقلين نحو القضايا الكبيرة ،، وهي في حذ ذاتها تعتبر أحد أشكال الأعتراف بأي فصيل سياسي مهما كانت الأختلافات فيما بينهم .

الوفاء والوفاق روحين في جسد واحد ،، هذا الجسد يسمى المعارضة ، مهما كانت بينهم الأختلافات وان كانت جذرية .على مستوى المطالب والحقوق والحراك السياسي على مستوى آلياته ومصاديقه . إلا أن الوطن يبقى ساحتهم والمواطن هدفهم وأن هناك ملفات وساحات قادرة على صهرهم في بوتقة المصير الواحد. فما جمع حزب الله بفصائل يختلف معهم جذريا على مستوى المشروع الوطني والمقاومة وتعاطيه مع أحزاب المعارضة الصغيرة والكبيرة منها وماجمع أمل وحزب الله في خندق واحد من أجل حماية كيانهم المذهبي والطائفي ضد التهميش والحرمان والتطهير الشيعي من بعض القوى التي لا تؤمن بوجودهم ،، وما جمع قائمة دولة القانون واتلاف الوطني العراقي هي دروس لنا في البحرين حتى نعرف أن الطائفية قد تكون في قمة الوطنية حينما نحترم كل وجودات الأخرين بالعيش والتعبير والحركة وأن الأختلاف في المشاريع لا يمكن ان يحرمنا من ساحة وملفات تجمعنا .

حزب الله الوطن جمعه بتيار الوطني الحر بعد أن كانا مختلفين في كل شيئ إلا أن الوطن ذوب اختلافاتهم المذهبية ،، حزب الله وقع وثيقة مع السلفين وهم يختلفون معه جذرياً ، حزب الله جلس على طاولة واحدة مع المختلفين معه على مستوى المقاومة وذوبانه في ولاية الفقيه ..

لا يمكن أن تكون سياسي وطني وانت تفكر في استأصال الأخر وقمع تحركه ... لا يمكن أن تكون إسلامي ووطني وأنت تفكر في اخترال الحقيقة السياسية في تفكيرك وممارساتك ؟ واحتكار العمل السياسي في عقلك الإسلامي والوطني؟

المطلوب من كلا التياريين هو تحصين هذه اللقاءات من وساوس المتنفعين والمتصلحين والفئويين والسلطويين وتقوية الأرضية الحوارية من مرجفين السلطة وأصحب المصالح الأنية والشخصية والحزبية ،، وهذا لا يأتي إلا عبر الأنفاق على قواعد وثوابت لهذه اللقاءات والأتفاق على تشكيل لجان تتابع ماذا تم من اتفاق وماذا لم يتم ؟؟ .

لأن هكذا لقاءات لا تروق للسلطة ولا البعض من كل التياريين المنغلقين وأصحب العقول الضيقة ولا البعض من الذين يحبون أن يبقى بيت المعارضة موجهة لبعضه البعض ، وكل طاقاتهم تصرف وتستنزف في حوارات لاتغني ولا تسمن المواطن والوطن منها ،، وكلنا يعلم أن الفساد والاستبداد والديكتاتورية تنموا بشكل لامثيل لهم ..

ماذا بعد أن جلسا على طاولة واحدة ؟؟ هذا السؤال الذي نتمنى أن نلاقي أجابة عنه ؟؟ هل سيكون هناك لقاءات مستمرة ؟؟.

لأن ليس من الصعب أن تجلس ونحن نفكر بعقول مختلفة ، لكن المهم كيف ندير هذه الأختلاف بطرق حضارية ، على قاعدة انك تمثل شريحة ووجود وقواعد جماهيرية ولك الحق أن تسمعني وأسمعك ولك الحق أن تتحرك وتنموا وتنتشر وتتمدد على قاعدة التنافس الأيجابي والحر والشريف والنزيه وغير ذلك ماهو إلا حوار الطرشان ولقاء من أجل مكسب آني وترف سياسي بأمتياز؟؟