منتدى استراحات زايد - رحيل المناضل الوطني عبدعلي الخباز

"التقدمي" ينعى المناضل عبدعلي محمد أحمد

ينعى المنبر التقدمي المناضل الوطني عبدعلي محمد أحمد الذي غادرنا يوم السبت الثاني عشر من يونيو/ حزيران 2010، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر ناهز الثانية والستين، ففقد المنبر التقدمي والحركة الوطنية والديمقراطية في البحرين بغيابه مناضلاً بارزاً، كان أحد الكوادر القيادية في جبهة التحرير الوطني البحرانية التي انضم إليها في عام 1963، كما كان أحد مؤسسي المنبر التقدمي ومن وجوهه التاريخية البارزة، حيث استمر على خطه النضالي قرابة خمسة عقود، حتى لحظة رحيله.
تعرض الراحل إلى الاعتقال عدة مرات، بدءاً من عام 1968 الذي اعتقل فيه ثلاث مرات متتالية تعرض خلالها للتعذيب على أيدي ضباط المخابرات الاستعمارية البريطانية، كما اعتقل في مارس من عام 1969 حيث نُفي بعدها للخارج عدة شهور، كما أعيد اعتقاله في عام 1973، ثم في عام 1975 حيث مكث في السجن مدة أربع سنوات بعد تطبيق قانون أمن الدولة على المعتقلين من قادة ونشطاء الحركة الوطنية.
أطلق سراحه في أغسطس 1979لكنه فقد وظيفته في وزارة الموصلات، وظل يتعرض للاستدعاء من قبل جهاز الأمن، إلى أن أعيد اعتقاله في اكتوبرعام 1986ولم يطلق سراحه إلا في19 فبراير 1987 ليجد نفسه قد سرح من العمل في الشركة التي كان يعمل بها قبل اعتقاله ليفقد وظيفته للمرة الثانية.
اضطلع عبد علي محمد أحمد بدورٍ كبير في العمل التنظيمي السري، حيث كان أحد الكوادر البارزة الذي قاد العديد من الخلايا الحزبية في المنامة وجوارها، وعرف بمهاراته التنظيمية وقدرته على استقطاب مناضلين جدد لصفوف الجبهة، كما أشرف في بعض الفترات على المطبعة السرية التي كانت تطبع فيها نشرة "الجماهير" لسان حال جبهة التحرير الوطني وبقية بيانات ومنشورات الجبهة.
وشارك الفقيد في كافة المحطات النضالية للحركة الوطنية والشعبية في البحرين منذ انضمامه لجبهة التحرير فكان له دور في انتفاضة 1965 وفي التحركات العمالية في السبعينات وفي العمل على فوز "كتلة الشعب" والحركة الديمقراطية في انتخابات 1973، كما واجه بصلابة عسف مرحلة قانون أمن الدولة الذي لم يفت من عضده ومن صلابة إرادته، وبعد مرحلة ميثاق العمل الوطني واصل نضاله من أجل الحفاظ على مكتسبات الإصلاح وتطويرها ومن أجل الديمقراطية ومحاربة الفساد من خلال منبره التقدمي الذي كان حريصاً على المشاركة في أنشطته وصحافته رغم مرضه الذي أرهق صحته وبدنه.
وعرف الراحل الغالي باطلاعه الثقافي والفكري الواسع، وباهتمامه بتقصي الوقائع التاريخية وتدوينها، وترك حصيلة ثرية مكتوبة في هذا المجال، نشرها على شكل مقالات في النشرة المركزية للمنبر التقدمي، وكذلك في بعض الصحف المحلية، توثق بعضها صفحات من تاريخ جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية البحرينية.
إن المأثرة الكفاحية لعبد علي محمد أحمد ستظل حاضرة مضيئة ناصعة في تاريخ الوطن.

المنبر التقدمي
13 يونيو 2010