منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   العناية بالبيئة (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=424689)

محروم.كوم 06-06-2010 11:30 AM

العناية بالبيئة
 
الحمدُ للهِ الَّذِي خلقَ فسوَّى، والذِي قدَّرَ فهدَى،
والذِي سخَّرَ لنَا مَا فِي السمواتِ ومَا فِي الأرضِ نعمةً منهُ وفضلاً
، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ اصطفَاهُ واجتبَاهُ،
اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى سيدِنَا محمدٍ فِي الأولينَ والآخرينَ،
وفِي كُلِّ وقتٍ وحينٍ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وأَصْحابِهِ الغُرِّ المَيامِينِ،
والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أمَّا بعدُ: فأُوصيكُمْ عبادَ اللهِ بتقوَى اللهِ والعملِ بِمَا جاءَ فِي كتابِهِ وسنَّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
قالَ تعالَى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)

أيهَا المسلمونَ: خلقَ اللهُ تعالَى الإنسانَ وجعلَهُ خليفةً فِي الأرضِ،
وسخَّرَ لهُ المخلوقاتِ،
فقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي البَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)
وطلبَ اللهُ تعالَى مِنَ الإنسانِ أنْ يُعَمِّرَ ولاَ يُدَمِّرَ،
ويبنِيَ ولاَ يهدِمَ، ويزرعَ ولاَ يقطعَ كمَا قالَ سبحانَهُ علَى لسانِ نبيِّهِ صالِحٍ -عليهُ السلامُ- : (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)
أيْ طلبَ منكُمْ إعمارَهَا والمحافظةَ علَى مَا فيهَا مِنْ مُقدَّراتٍ وحُسْنَ استثمارِ مَا أودعَهُ اللهُ فيهَا مِنْ خيراتٍ.

عبادَ اللهِ: إنَّنا مأمورونَ بِحُسنِ التعاملِ معَ الكونِ والبيئةِ التِي نعيشُ فِي محيطِهَا بِمَا فيهَا مِنْ أرضٍ وفضاءٍ،
ونباتٍ وهواءٍ، وبحارٍ وأنْهارٍ،
وزُروعٍ وأشجارٍ،
وحيواناتٍ وطيورٍ، ومِنْ ذلكَ : المحافظةُ علَى الماءِ إذْ جعلَهُ اللهُ تعالَى سببًا للحياةِ
فقالَ سبحانَهُ : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) .
وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم المثلَ الأعْلَى فِي المحافظةِ علَى الماءِ،
فعَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ والْمُدُّ مِلْءُ الكفَّيْنِ المتوسطتَيْنِ، والصاعُ أربعةُ أمدادٍ.
فلنحافظْ علَى الماءِ لأنَّهُ ثروةٌ لاَ تُقدَّرُ بثمنٍ،
وتبذلُ الدولةُ جهودًا عظيمةً لتوفيرِ المياهِ، فينبغِي علينَا تقديرُ هذهِ المجهوداتِ وشكرُ هذِهِ النعمةِ بعدمِ الإسرافِ فِي استخدامِهَا وتضييعِهَا هدَرًا
. ومِنْ حُسْنِ التعاملِ معَ الكونِ والبيئةِ المحافظةُ علَى النظافةِ ومكافحةُ التلوثِ،
وقدْ أُمِرْنَا بنظافةِ البيوتِ وساحاتِهَا ومرافِقِهَا،
يقولُ :« إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرْمَ، جَوَّادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ»
كمَا أنَّ نظافةَ الطرقاتِ مِنْ شُعبِ الإيمانِ، قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم :« الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» .

أيهَا المؤمنونَ: ومِنَ العنايةِ بالكونِ والبيئةِ الحثُّ علَى الزراعةِ،
وجعْلُهَا مِنْ أبوابِ الصدقاتِ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ».
ومِنْ ذلكَ المحافظةُ علَى الثروةِ الزراعيةِ،
قالَ صلى الله عليه وآله وسلم :« مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيْتَةً فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ مِنْهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ»
والْعَافِيَةُ : هِيَ كلُّ مَنْ يطلبُ الرزقَ مِنْ إنسانٍ أوْ بَهيمةٍ أوْ طائرٍ. وأُعْطِيَ لولِيِّ الأمْرِ الحقُّ فِي توزيعِ الأراضِي لِمَنْ يُحْيِيهَا ويزرعُهَا،
. ومِنَ العنايةِ بالكونِ والبيئةِ المحافظةُ علَى الثروةِ الحيوانيةِ،
فأُمِرْنَا بالرفْقِ بالحيواناتِ ونُهِينا عَنْ تعذِيبِهَا، قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم: « عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِى هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لاَ هِىَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلاَ هِىَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ».
فالرفقُ بالحيوانِ مطلَبٌ شرعِيٌّ ومظهَرٌ حضارِيٌّ. فعلينَا أيهَا المسلمونَ أنْ نُحسِنَ التعاملَ معَ الكونِ والبيئةِ، ونغرسَ فِي نفوسِ أبنائِنَا مراعاةَ السلوكياتِ العامةِ والمحافظةَ علَى نظافةِ الطرقاتِ والحدائقِ والشواطئِ والمرافقِ العامةِ.

اللهمَّ وفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ امتثالاً لقولِكَ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وأَستغفرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.


الساعة الآن 04:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227