صحيفة الراية القطرية ورد في الصميم على حكومة البحرين
 

الحرية في مذكرة تفاهم
للراية كلمة



هل استجابت وزارة الإعلام البحرينية للتحريض ضد الجزيرة؟
العلاقات القطرية البحرينية يجب أن تكون دائمًا فوق أي صغائر

إذا لم تجد الحكومات العربية ما تفعله فـإنها تبدأ في مضايقة الجزيرة، وما حدث في البحرين مؤخرًا من إغلاق مكتب لا وجود له للقناة دليل جديد على ما تتمتع به بعض الحكومات من ضجر من أي صوت إعلامي حر يتمتع بمهنية واحترافية قد تضايق الآخرين، وفي الوقت الذي تخرس فيه الألسن عندما تتحدث وسائل الإعلام الأجنبية فإن سيوف أشقائنا جاهزة ومتأهبة للإعلام العربي الحر والتهمة جاهزة: مخالفة الأعراف المهنية! ولا أدري في الحقيقة ما مفهوم هذه التهمة الخطيرة سوى أنها أصبحت وسيلة رخيصة لتكميم الأفواه وتضليل الشعوب. ما أقدمت عليه البحرين نهاية الأسبوع الماضي كان مثار تذمر على نطاق واسع حتى إن البحرينيين أنفسهم انتقدوا هذا القرار الغريب وعبروا عن احتجاجهم في صحفهم وأبوا أن يتقبلوا هذا التصرف الخطأ في حق وسيلة إعلام عربية رائدة وحذروا في الوقت ذاته من قيام الجمعيات الحقوقية من تسجيل نقطة سوداء تضاف الى السجل البحريني المتخم. إن الأمر أشبه بالنكتة الرديئة التي لا تضحك إلا قائلها، وكنا ننتظر مزيداً من الشفافية والعقلانية في تعامل مملكة البحرين مع الجزيرة، وأن يسبق صدور مثل هذا القرار مداولات بين وزارة الثقافة والإعلام البحرينية والمسؤولين في الجزيرة، لتوضيح ما ارتكبته القناة من " إخلال بالأعراف المهنية" بدلا من إصدار حكم في حق القناة بإغلاق مكتبها، وما تبع ذلك من منع فريق من قناة الجزيرة الإنجليزية من دخول المنامة، لتسجيل مقابلة مع مسؤول من الأمم المتحدة، حيث شمل قرار الحظر أيضاً نشاط مراسل "الجزيرة نت" في المنامة!
وقبل أن نفيق من صدمة القرار غير المبرر لمملكة البحرين، فوجئنا بما أعلنته وزارة الثقافة والإعلام البحرينية من دعوة الجزيرة لبحث إبرام مذكرة تفاهم " وان التجميد سيستمر إلى حين الاتفاق على مذكرة تفاهم، تحدد العلاقة بين الوزارة والقناة، بما يحفظ حقوق الطرفين، وفق مبدأ المعاملة بالمثل في ممارسة العمل الصحفي والإعلامي في البلدين الشقيقين" .
فالإعلان عن مثل هذه المذكرة يعود بالأذهان الى " مذكرات الهدنة" أو "معاهدات الحروب "، فلأول مرة نسمع فيها عن مذكرة تفاهم تربط العلاقة بين دولة وقناة فضائية، وهو ما يثير تساؤلات حول هذه الخطوة التي لا يمكن اعتبارها أبدًا تراجعا عن موقف المملكة، وان كان من الممكن تفسيرها بأنها تهدئة للرأي العام .. ليس فقط العربي والدولي ولكن الداخلي أيضا الذي استنكر مثل هذا التوجه والعداء لقناة إخبارية رائدة، وتأثير ذلك على سمعة المملكة .
فقد انتقدت لجنة حماية الصحفيين - ومقرها نيويورك - قرار السلطات البحرينية تجميد نشاط قناة الجزيرة بشكل مؤقت في المملكة.
وعبر منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باللجنة محمد عبد الدايم في بيان عن شعور "بالفزع لرؤية البحرين تحاول تكميم الصحافة لا لشيء إلا لأنه لا يروق لها ما يجري نشره".
وعبّرت منظمة «مراسلون بلا حدود» في بيان لها عن «بالغ قلقها إزاء اتخاذ وزارة الثقافة والإعلام قراراً يقضي بإغلاق مكتب الجزيرة في البحرين مؤقتاً». واعتبرت أن هذا القرار «يؤكد أن الحكومة تأمل الاحتفاظ بسيطرتها على قطاع الإعلام واستبعاد كل البرامج التي تزعجها». قائلة: «إننا ندين بأشد العبارات إقفال مكتب الجزيرة ونطالب وزارة الإعلام بالعودة عن قرارها هذا».
بل إن عددًا من الكتاب البحرينيين انتقدوا مثل هذا القرار واعتبروه "يشوه سمعة البحرين" ما يدفع المنظمات الدولية والهيئات المعنية بحرية الصحافة وحقوق الانسان والحريات المدنية الى اعتبار القرار مؤشرا للتراجع عن الانفتاح الاعلامي الذي خصصت له البحرين جائزة رسمية.


http://www.raya.com/site/topics/arti...8&parent_id=17