يوم 21 ايار/مايو 2000 كان بداية بزوغ فجر الانتصار والتحرير في الجنوب اللبناني بعد 22 عاما من الاحتلال و22 عاما من المقاومة والبطولات والجهاد والتضحيات ومئات الشهداء والاف الجرحى من المقاومين والمدنيين على طريق التحرير واستعادة الارض الجنوبية.

في هذا اليوم بدأت مسيرة اخر الايام الاحتلال الصهيوني وما سمي ايام التحرير والانتصار، وصولا الى يوم التحرير الكامل في 25 ايار حيث تحرر الجنوب اللبناني بعد قرار العدو الانسحاب جراء ضربات المقاومة المستمرة على مدى السنين.
لم يكن مقررا ان ينسحب العدو بهذه السرعة لكنه بعد ان بدأ اخلاء مواقع محدودة في بعض القرى فوجئ بخطة اعدها المقاومون ونفذوها مع الاهالي اضطرته لتسريع وتيرة الانسحاب ولم تسمح له بإبقاء عملاء له في المواقع المخلاة.

بدأ العدو تفكيك معظم المنشآت العسكرية الإسرائيلية في المواقع على امتداد المنطقة المحتلة، في حين لم تهدأ عمليات المقاومة الإسلامية في استهداف دوريات وجنود الاحتلال. وكانت خطة المقاومة تهدف الى دخول الاهالي وعدم بقاء ميليشيات العملاء مكان الاحتلال.
دخل المجاهدون أولاً إلى المناطق التي يخلي فيها الاحتلال مواقعه حيث كانوا يعملون على إزالة المعابر ثم العمل على جمع الاهالي بكثافة عند مداخل كل قرية محررة لدخولها فور إزالة السواتر والألغام، في الوقت الذي تنفذ فيه المقاومة قصف ما تبقى من مواقع للعدو وعملائه بهدف شل قدرتها ودفع العملاء إلى الفرار او الاستسلام.

مع اشراقة شمس 21/5/2000 كانت كتيبتان تابعتان لميليشيا العملاء في القطاع الأوسط تعلنان استسلامهما، وتداعى الأهالي، للاجتياح البشري المدعوم من قبل مجموعات المقاومة الإسلامية، لتحرير قراهم .وقد شن العدو اعتداءات وقصفا طال الاهالي المتقدمين لكن لم يمنعهم ذلك من التقدم اكثر في مسيرة تحرير القرى.

كان الدخول اولا من بلدة الغندورية باتجاه بلدة القنطرة عبر مسيرة ضمت حوالي مئتي شخص يتقدمها عضوا كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائبان عبد الله قصير ونزيه منصور، ودخلوا إليها للمرة الأولى منذ العام 1978، في وقت كانت ميليشيا العملاء قد انسحبت من مواقعها المتاخمة للبلدة. وكان ذلك مدخلاً لعودة الأهالي إلى البلدات الأخرى كالطيبة وديرسريان وعلمان وعدشيت، 22 ايار 2000 تحرير قرى: حولا ـ مركبا ـ بليدا ـ بني حيان ـ طلوسة ـ العديسة ـ بيت ياحون ـ كونين ـ رشاف ـ رب ثلاثين.

بعد ذلك استمر مسلسل التحرير ففي 23 ايار 2000 تحررت بلدات بنت جبيل ـ عيناثا ـ يارون وباقي القرى المجاورة.
وفي هذا اليوم اقتحم الاهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الاسرى مع فرار الاحتلال وعملائه. وفي 24 ايار 2000 تقدم الاهالي والمقاومون الى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها، اما في ليل 24 ايار 2000 فكان الانسحاب الذليل لآخر جندي صهيوني من الجنوب والبقاع الغربي حيث اعلن 25 ايار 2000 عيدا للمقاومة والتحرير