منتدى استراحات زايد - يوسف جـابر : أنا تلميذ البحر و عاشق المرفأ

يوسف جابر: أنا تلميذ البحر وعاشق المرفأ

للصورة ذكرى، ومعنى أيضا، وكم هو جميل الاحتفاظ ببقايا الصور، حيث يزداد جمالها حينما تجسد الصورة براءة الطفولة وأحلام الصبا حينما تتابع فصول الحياة ويكبر معها الإنسان، لتستقر في ذاكرة رجالها، ومن ذكريات الصور ارتبط لاعب منتخبنا الوطني ونادي بني ياس يوسف جابر بحب خالص لمدينة المرفأ، حيث شب جابر على حب تلك المدينة الصغيرة المطلة على الخليج العربي، والتي تعد امتداداً لمسيرة الحضارة والتطوير في ربوع الإمارات.

ويترجم اللاعب الذي احتفل بزواجه مساء أول من أمس حبه المكنون للمدينة الهادئة باستثماره كل إجازة من ناديه أو المنتخب ليتوجه إلى المرفأ قاطعا 0021 كيلومتر ذهابا وإيابا من وإلى دبي عندما كان يلعب في صفوف الأهلي، حيث الظلال الوارفة، وذلك الشاطئ التي أبحرت مراكب أحلام الفتى يوسف منه مشرعة أشرعتها صوب شواطئ النجومية والنجاح.ويعلق يوسف جابر على ارتباطه الوجداني بمدينة المرفأ قائلا: نشأت في هذه المدينة المحببة إلى قلبي، وبالتالي ذكريات الطفولة والصبا مازالت في وجداني، وأشعر بالراحة كلما أعود إلى المدينة، حيث الأهل والأصدقاء، وأيضا أرتاح كثيرا لجوها.

ويستذكر جابر أنه حينما كان يلعب في نادي بني ياس (قبل العودة من جديد)، ارتأت إدارة النادي آنذاك توفير مسكن للاعب في أبوظبي ليكون قريبا من النادي، بهدف توفير عناء الطريق عنه، إلا أن يوسف وبحسب كلامه فضل البقاء في المرفأ والسفر يوميا بسيارته قاطعا المسافة الطويلة للوصول إلى تدريبات الفريق، سألته لماذا هذا العناء، أجابني: أحب المرفأ كثيرا. ثم يضيف: سفري إلى المرفأ يؤثر فيني إيجابيا، وأرى أن ارتباط الإنسان بالبيئة التي نشأ فيها مهم جدا، حيث انني كلما أعود إلى مدينة المرفأ أشعر بالراحة، حيث لكل إنسان أسلوبه في الحياة، وأسلوبي ينسجم مع أسلوب الحياة في المرفأ.

علاقة وطيدة

وليوسف جابر علاقة ارتباط وثيقة بالبحر، حيث الصداقة بينهما فيها الكثير من الأسرار، وراحة البال أيضا، فيقول: علاقتي وطيدة بالبحر، وما أن أصل المرفأ حتى أقوم بالاتصال بأصدقائي، ونتجمع فوق مركب يبحر بنا إلى مسافات في البحر، معلنا عن بدء رحلة الصيد، والتي أستمتع بها كثيرا، فقلت له: وما السر في حبك للبحر لدرجة التواعد معه كلما زرت المرفأ، أجابني على الفور:

تعلمت من البحر الصبر والتحدي، والحماس أيضا. وعن رحلات الصيد التي يعشقها برفقة الأصدقاء، قال: أعشق البحث في أعماق البحر، سواء عن الأسماك أو التسلية، ولعل من إحدى صفات البحر الجميلة أنه يحفظ الأسرار، قلت له على الفور:

لكن كثيرين يخشونه، ألا تخشاه؟، قال: من يعرف البحر لا مشكلة لديه، وعليك أن تتحاشى غضب البحر، وحينما تفهمه تعرف أن الحديث معه له جماليته الخاصة، وكما أسلفت ان من جماليته حفظ الأسرار، ثم يتحدث عن موقف يعبر فيه عن ارتباطه بالبحر، فقال: أتذكر أنه بعد خسارتنا للقب الدوري في الموسم قبل الماضي، رحت أرمي أحزاني في البحر.

وللشعر مكان

ومن يعشق البحر، يستلذ بمعاني الشعر، وهو الحال مع يوسف جابر، الذي يعلق على الحالة الشعرية في بيتهم بالقول: أحب سماع الشعر، وأسمع لكثير من الشعراء وتحديدا أحب شعر طارق المحياس وابن الذيب وحامد زيد، لكنني لست شاعرا انظم الشعر، إلا أن والدي شاعر ويحب كتابة الشعر، وأتذكر أنه قام بنظم قصيدة بعد فوز منتخبنا للشباب ببطولة كأس آسيا يمتدح فيها محمد فوزي وأحمد خليل وسعد سرور وأخي محمد جابر.

المشوار بين دبي والمرفأ

سألته: طالما ان المسافة طويلة بين دبي والمرفأ وتبلغ قرابة 600 كيلومتر، كيف تقضي هذا الوقت الطويل في السيارة؟، أجابني: بمجرد أن أدير محرك سيارتي متوجها إلى المرفأ، أحرص على الاتصال بأصدقائي، لأخبرهم بقدومي وأتواعد معهم للقاء بهم حيث أكون مشتاقا إلى ذلك كوني بعيدا عن المدينة لفترات طويلة لالتزامي بجدول مباريات الأهلي أو يكون لارتباطاتي مع المنتخب الوطني في معسكر تدريبي.

كما أقضي مسافات طويلة وأنا أتحدث بالهاتف لأكسر روتين الطريق، إلا انني حريص على الاستماع لإذاعة الشارقة التي أستمتع ببرامجها والمناقشات التي تتم فيها والتي يمكن للمرء الاستفادة منها مما ينعكس على تصرفاته في الحياة.

العودة إلى السماوي

يوسف جابر (العريس) انتقل إلى بني ياس .. بل عاد من جديد إلى (السماوي) وبات (دربه) غير ذلك الذي اعتاد عليه في السنوات الثلاث الماضية.. بني ياس شهد ولادة نجومية جابر، الذي أنهى بذلك مشواره مع الأهلي بعد ثلاث سنوات كانت ناجحة لاسيما وأن اللاعب نجح في الفوز مع الفرسان بلقب كأس رئيس الدولة وبطولة دوري اتصالات للأندية المحترفة بنسخته الأولى، وكأس السوبر، والمشاركة مع الأهلي في كأس العالم للأندية التي استضافتها العاصمة أبوظبي العام الماضي.