إلى السفير الإيراني مع التحية
 

http://www.albiladpress.com/columns/1247184837.jpg
عادل المرزوق

سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين عبداللهيان الموقر
بعد التحية...

اطلعت بأسف يوم أمس على مضمون حلقة تلفزيونية بعنوان “تحت الضوء” تم عرضها على قناة العالم، ولست بصدد الجدال في أن تكون قناة العالم جهازاً إعلامياً إيرانياً أم لا؟ فهي كذلك. ولست بصدد الاحتجاج على أن تكون لإيران قناة تلفزيونية فضائية، تدافع عن مواقفها وملفاتها وتقدم وجهة النظر الإيرانية للعالم باللغتين العربية والإنجليزية. فهو حقها. وليس لي أيما احتجاج في أن تناقش القناة موضوعات سياسية عامة في أي دولة من دول الخليج العربي، فنحن نناقش الملف الإيراني في أجهزتنا الإعلامية وكتاباتنا أولاً، ولأن زمن الحدود الجغرافية المغلقة انتهى، ثانياً.

ما أحتج عليه هو أن تستضيف القناة – مرة بعد مرة – رئيس حركة خلاص عبدالرؤوف الشايب وهو اسم معروف لديكم أنه يعمل خارج المنظومة السياسية البحرينية، وأن حركته تعنون مطالباتها السياسية بما لا ترتضيه قيادة البحرين وحكومتها وجميع مؤسساتها السياسية وبما هو خارج الفضاء السياسي المقبول، وأن جميع الجمعيات السياسية في البحرين وبما فيها جمعيات المعارضة لا تقبل بمثل هذا الخطاب، ولا تتبناه. فلماذا تعمد قناة العالم لاستضافته في أكثر من ملف سياسي، ورغم أنه في الحلقة الأخيرة لم يتعرض للبحرين مباشرة إلا أنه تعرض للشقيقة السعودية بعبارات لا تليق، وهي لا تقل عما تحدث به عن البحرين والنظام السياسي في البحرين في مرات سابقة.

سعادة السفير، لم تستضف وزارة الإعلام البحرينية ممثلة بتلفزيون البحرين وإذاعتها أياً من المعارضين الإيرانيين القدامى أو الجدد ليشتم النظام الإيراني، أو قيادته، أو ليتعرض لأي من خطوطكم الحمراء، ولم تقم أي صحيفة بحرينية بإجراء أي لقاء ولم ترسل موفديها لتغطية المظاهرات في طهران وغيرها من المدن، صحيح أن بعض ما يكتبه بعض إعلاميينا عن بلدكم في بعض الأحايين يتجاوز الحدود والأعراف الدبلوماسية إلا أنها في الغالب كتابات لم تكتب إلا كردات فعل على ما يصدر - بين فترة وأخرى - من قبل وسائل إعلام إيرانية، والبعض منها رسمي للأسف.

سعادة السفير، تسعون لعلاقات جيدة من دول الجوار، ونحن نسعى أيضاً. تريدون تعاونات وتنسيقاً دائماً في الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونحن نريد ايضاً، تدركون خصوصية العلاقات البحرينية الإيرانية على أكثر من صعيد، طائفياً وعرقياً، ونحن ندرك أيضاً. فلماذا يتصرف إعلامكم معنا بهذا الشكل؟ ولماذا ندور وإياكم في حلقة مفرغة لا فائدة منها، ولا خير فيها لأحد منا.

سعادة السفير، أتمنى ألا تكون كلماتي ثقيلة على مسامعكم، وكل رجائي أن تستمر علاقات حسن الجوار بين البحرين وإيران لما فيه خير البلدين والشعبين، وهو ما أكدت عليه قيادتنا وقيادتكم في أكثر من محفل، وهو ما نريد أن نلمسه على الأرض، بكل صدق وشفافية.