منتدى استراحات زايد - "التدخل المبكر" في الشارقة خطوة رائدة لحماية أطفالنا من تبعات الإعاقة

"التدخل المبكر" في الشارقة خطوة رائدة لحماية أطفالنا من تبعات الإعاقةتكلفة الطفل المعاق 6 ملايين درهم إذا لم تقدم له الخدمات مبكراً

الشارقة دارين شبير:

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall...5/07/97331.jpg

يعتبر مركز التدخل المبكر الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني ،1994 أول مركز يتم إنشاؤه في الشرق الأوسط، حيث تحولت هذه الفكرة من حلم راود الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إلى حقيقة واقعة بدأ العمل فيها منذ عام 1992 بالاتفاق مع منظمة اليونيسيف الدولية، ليكون بذلك المكان الذي يحتضن الطفل الذي يتم اكتشاف إعاقته وتقديم الخدمات له . وفي جولة في المركز تحدثنا مع المسؤولين والعاملين فيه لنتعرف إليه وإلى الخدمات التي يقدمها عن قرب .

من خلال عملها في وقت سابق في مركز التدخل المبكر، تحدثت منى عبدالكريم اليافعي المسؤولة الإعلامية بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومديرة مدرسة الوفاء، عن دوره فقالت: للتدخل المبكر دور كبير في تطوير قدرات الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة والحد من إعاقته، فكلما كان التدخل مبكراً كانت النتائج أفضل، وتلافينا الصعوبات التي تواجه الطفل .

وفي بدايات تأسيس المركز قمنا بعمل مؤتمرات واجتماعات عدة لتعريف الناس بالمركز والخدمات التي يقدمها، ولننشر الوعي بينهم بأهمية دور التدخل المبكر في حياة أبنائهم ومستقبلهم، كما تم الاتفاق مع العيادات والمستشفيات بالشارقة على تحويل أي طفل بمجرد الشك بوجود إعاقة لديه إلى مركز التدخل المبكر لتقييم حالته وتقديم الخدمات له، والدعم النفسي والاجتماعي لأمه .

وعن الأعمار التي يستقبلها المركز قالت: منذ الولادة وحتى عمر خمس سنوات، وبعد ذلك إما أن يندمج الطفل في المدارس الحكومية أو الخاصة، وإما أن يتم تحويله إلى المراكز الخاصة بالأطفال من ذوي الإعاقة سواء بالمدينة أو غيرها . والتدخل المبكر يطور قدرات الطفل بشكل أكبر، ويستطيع أي شخص أن يلاحظ بسهولة أن قدرات الطفل الذي التحق بالتدخل المبكر، متطورة أكثر من غيره ممن لم يلتحق به، حيث يتعلم فيه تقوية حواسه وتطوير مهاراته، كما يتم التعامل مع والدته وتعليمها كيفية التعامل معه، وتقديم الإرشاد النفسي لها .

وأكدت أن تكلفة الطفل المعاق عالية جداً، وكلما تأخر الاهتمام به، ارتفعت التكلفة، وذكرت أن دراسة ظهرت مؤخراً، أظهرت أن تكلفة الطفل المعاق بلغت 6 ملايين درهم إذا لم تقدم له خدمات في الطفولة المبكرة، أما إذا تم تقديم تلك الخدمات له فستصل التكلفة إلى مليون تقريباً .

ولأهمية الخدمة النفسية والاجتماعية والإرشاد الأسري في التعامل مع الطفل من ذوي الإعاقة وأهله، التقينا وائل عزام الاختصاصي النفسي والمدير الفني لمركز التدخل المبكر، فقال: لدينا في المركز قسم الخدمة الاجتماعية وقسم الخدمة النفسية، حيث يتم تسجيل الأطفال في الأول، وعن طريقه ينتقل للتقييم، ويتم عرضه على الاختصاصيات النفسيات اللواتي يقمن بعمل مجموعة من الاختبارات لتحديد أي الصعوبات والمشكلات التي يعاني منها الطفل، لنقوم بعد ذلك بعرضه على اختصاصي التخاطب الذي يقيمه لغوياً لتقديم برنامج العلاج التخاطبي إن كان بحاجة إليه، وبناء على تلك التقييمات نحدد نقاط الاحتياج ونعالجها، من خلال عمل برنامج تدريب فردي لكل طفل تبعاً لحالته .

وهذا البرنامج يتم تطبيقه في الفصول الدراسية، أو الارشاد الأسري الذي يتم في المنزل، وهو عبارة عن تدريب رئيسي قائم على الأسرة، حيث تذهب المعلمة عند الأسرة لتقوم بمهمة تدريب الأم على التعامل مع طفلها، وتطبيق البرنامج الذي وضع له .

وعن عدد الأسر التي تتلقى خدمة الإرشاد الأسري قال: يتم التعامل مع 73 أسرة في كل جلسة، وتحدث عن عملية التقييم فأوضح أنه يتم تقييم الطفل في كل مرحلة وتزويد الأسرة بتقرير عن حالته، والتحسن الذي طرأ عليه، والتوصيات المتفق عليها بشأنه .

وعن خبرته في هذا المجال تحدث محمد فوزي سعيد مسؤول قسم العلاج الطبيعي والوظيفي بمدينة الشارقة، فقال: كنت من أول الملتحقين بمركز التدخل المبكر، حيث تواجدت منذ لحظة افتتاحه عام ،1994 وقد كان العلاج الطبيعي من التخصصات الجديدة في ذلك الوقت، فواجهنا بعض الصعوبات، ولكننا استطعنا، وبحمد الله، ومع مرور السنوات، تغيير مفهوم المجتمع حول الإعاقة والتدخل المبكر، وزاد الوعي لدى الناس بأهمية العلاج، وأصبحنا نستقبل الأطفال بعد ولادتهم مباشرة، حيث بدأنا خططاً علاجية كثيرة لأطفال في عمر الأربعين يوماً، أي مباشرة بعد اكتشاف الحالة .

ومن المعروف أن مشاعر الأمومة والأبوة تكون بعد الولادة مباشرة في أقصى حالاتها، ولو اكتشفنا الإعاقة مبكراً لدى الطفل، فإن الأهل على استعداد لبذل أقصى جهد للمشاركة في علاجه وتقديم الخدمات له، وهذا الجانب يفيدنا كثيراً ويساعدنا في مهمتنا .

فالتخدل له أهمية تكمن في أن الطفل في عمر مبكر يكون حجمه ووزنه صغيرين، وتكون هناك سهولة في التعامل معه، واكتشاف الإعاقة في صالح الطفل، حيث إنه لم يكتسب بعد أي مهارات حركية غير مرغوبة لنبدأ معه بشكل صحيح ونوجهه نحو التطور الحركي الصحيح، وهذا أسهل من تعديل الأخطاء التي اكتسبها دون إشراف مختص في هذا المجال .

ويضيف: هناك دراسات كثيرة أثبتت أن الأطفال المصابين بمتلازمة داون من الذين التحقوا ببرنامج التدخل المبكر، سبقوا نظراءهم ممن لم يلتحقوا بهذا البرنامج في المشي بفارق 100 يوم .

وعن الإعاقات السمعية تحدثت ديما إكبارية اختصاصية سمعيات في مركز التدخل المبكر: نقوم بعمل الفحوص لجميع الأعمار، وهناك فحوص لحديثي الولادة نعرف من خلالها إن كان الطفل يعاني مشكلة في السمع أم لا منذ اليوم الأول لولادته، ومنها فحص التردد القوقعي الذي نكرره للتأكد من وجود إعاقة سمعية قبل اللجوء لفحص تخطيط السمع الدماغي .

ولمركز التدخل المبكر دور كبير في تقديم التوعية لأفراد المجتمع فيما يخص الإعاقات بأنواعها، ومحاولة اكتشافها والتعامل معها في وقت مبكر، ونقوم بتقديم العلاج على حسب حالة الطفل ووضعه الصحي وإمكانات أهله، كتركيب المعينات السمعية حسب درجة الضعف، وبعد ذلك نحول الطفل إلى اختصاصي النطق ليبدأ مرحلة التأهيل النطقي .

وعن دور اختصاصي السمع تقول: بعد اكتشاف المشكلة أتدخل مباشرة لمساعدة الطفل عن طريق السماعات ومتابعة حالة الطفل لمدة ستة أشهر وملاحظة تطوره، وفي حالات الضعف الشديد نبدأ مرحلة التأهيل لزراعة القوقعة له بالاتفاق مع المستشفى المختص .

وقالت هبة عبدالكريم اختصاصية إعاقة بصرية بالمدينة: حين يتم اكتشاف الإعاقة البصرية لدى الطفل نقوم بتحويله إلى طبيب العيون ليحدد نوع المشكلة التي يعاني منها، ثم نقوم بعمل التدريب الخاص به حسب نوع إعاقته، ونركز من خلال هذا التدريب على تعليمه مهارات التهيئة في المجالات النمائية كالجانب اللغوي والحسي والحركي والاجتماعي والعناية بالذات، لنبدأ بعد ذلك بتعليمه الكتابة والقراءة على طريقة “برايل” .

.......... الخليج ............