لصالح مَنْ هذا التخريب؟!
 

لصالح مَنْ هذا التخريب؟!

ها هي مدرسة الخليل بن أحمد تتعرّض أمس (الخميس) لأيادي الشيطان، وتم إحراق أهم مبنى فيها، المخصّص لأغراض الأنشطة الكشفية الهادفة لخدمة الطلبة، وتتكبّد وزارة التربية والتعليم عناء إصلاح ما تمّ تخريبه على أيدي المخرّبين.


للأسف الشديد أصبح الصرح العلمي اليوم مهدّداً ويُخرَّب على يد فئة ضالة جاهلة بأهمّية العلم والأبنية الأكاديمية، ولا نرى احتجاجاً واضحاً من قبل مؤسسات المجتمع المدني أو الشارع البحريني لما يحدث هذه الأيّام في مدارس أجيال المستقبل!


هل هذا بالفعل ما نريده لنري البعض بأنّنا معترضون على هذا الشأن أو ذاك؟!


لا نعتقد بأنّ هذه الطريقة صحيحة للحصول على المطالب، ولا نجد قبول الرأي العام لما يحدث داخل مدارس البحرين التي وُضعت من أجل المواطن البحريني والنشء الجديد، بل هي طريقة تعبّرعن نقمة المخرّبين على العلم، وإصرارهم على زيادة الجهل في المجتمع.
بعد أيّام قليلة ستبدأ الامتحانات الوطنية، وتحاول المدرسة توعية أهالي الطلبة بأهمّيتها، والدور الفاعل لها، والمردود الذي سيرجع من جرّائها لأطفالنا وصغارنا ومراهقينا، ولكن بهذه الطريقة الضالة، لن نجد نجاح الامتحانات الوطنية وجهود المعنيين القائمين عليها، ولن يستفيد أحد من هذا التخريب.
ولابد أن نُعلم الشارع بأنّ هذا التخريب لن يجلب لنا إلا تراجعاً في مستوى التعليم، كما سيؤثّر على المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسيؤخّر الرؤية الاقتصادية 2030م التي نطمح إلى وجودها كفعل على أرض الواقع.
إنّ البحرين اليوم تتأهّل للاختبارات الوطنية، حتى يكون العلم بنياناً صحيحاً، لا ورقاً يُحفظ كالسابق، بل هو كفايات لتوظيف العلم في الحياة اليومية، ويحتاجها الفرد في شئون حياته بشكل عام.
ولكن مع موجة التخريب التي تحدث لمدارسنا، فإنّ العائق كبير للطموح الذي ننشده، ولابد أن نخرج من هذه الظلمة الحالكة، بتوجيه الشباب إلى التصدي لمن يخرّب العلم وصرحه.


وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي نزل إلى الميدان، ووجّه العاملين في الوزارة إلى تجديد ما تمّ تخريبه، سواء في مدرسة الخليل بن أحمد أو غيرها من المدارس التي سبقتها وطالتها يد التخريب والمخرّبين.


لابد للأسرة أن تحمل على عاتقها مسئولية هذا التخريب قليلاً، ولابد لها من توعية الأبناء على أهمّية العلم والاهتمام بمكانه، وعليها أن تقي أبناءها من هذا الجهل المُضلّل من قِبَل الحاقدين، لأنّهم اللبنة الرئيسية في تغيير ما يحدث حالياً في مدارس البحرين، وكذلك لا ننسى أهمّية المدرّس ودوره في حب الوطن وغرس القيم، ومن ثمّ المجتمع المحلي الذي يدعم ما يعزّزه الأهل ويغرسه المدرّس، فهل نفهم الرسالة يا أولياء الأمور؟ فلصالح مَنْ هذا التخريب؟


مريم الشروقي
العدد : 2800 | الجمعة 07 مايو 2010م الموافق 22 جمادى الأولى 1431هـ