منتدى استراحات زايد - خطر أطروحة التكامل على وحدة تيار الممانعة

يوجد هناك خلط - ربما يكون متعمد وربما يكون غير مقصود - بين صحة مبدأ التكامل وبين التطبيق العملي له، فليس كل مقترح صحيح في ذاته صحيح في تحركه العملي فهو رهين بين - اي المبدأ وإن صح - الواقعية والمثالية ، فمثلا شعار العدل لابد ان يسود العالم ، شعار نبيل ومطلوب في ذاته وفي حركته ولكن هل بالامكان التكامل مع دول الاستكبار العالمي لتحقيقه على أرض الواقع ، هذا مثال لمدخل الموضوع الذي سيفتتح بمثال أكثر توضيحا وشمولية:

أهل الجزيرة المنقسمين على انفسهم:
يعيش على جزيرة جماعتين يفصل بينهم نهر فقسم يعيش على الشمال وقسم يعيش على اليمين، فأصحاب الشمال يعملون لحالهم واصحاب اليمين كذلك.

هذه الجزيرة تواجهها مشكلة مشتركة بين اصحاب الضفتين وهي شح الاراضي والبطالة والفقر المدقع، وهذا الغول يتطلب تظافر الجهود من اصحاب الشمال جنبا لجنب مع اصحاب اليمين للقضاء عليه وتقديم التنازلات ليسمو التكامل بينهم.

أحد المؤمنين من ضفة أصحاب اليمين اقترح مشروع زراعي مشترك بين الضفتين وتقدمت شركة خارجية كبرى لانشاء هذا المشروع وطلبت تخصيص أرض كبيرة لانشائه و الذي سيوفر آلاف الوظائف ويسد النقص لتصل الجزيرة لحد الاكتفاء الذاتي وتنعم الجزيرة واصحاب الشمال واصحاب اليمين بالرفاهية والرخاء.

تواجه هذا المشروع مشكلة حقيقية وهي شح الأراضي ولا يمكن التغلب عليها إلا بتعاون الضفتين فيتم وضع أرض مشتركة مناصفة بين الضفتين تحقيقا للعدل .
المشكلة الاكثر تعقيدا ان أصحاب الشمال غير مبالين بالمشروع او لا يريدون التكامل مع ضفة اصحاب اليمين - تحت ألف عنوان وألف مبرر - وبذلك لا يمكن إنشاء هذا المشروع .

الشركة التي سترعى المشروع الزراعي عرضت على أهل الجزيرة شراء الارض وبالاموال التي ستدفعها لاهل الجزيرة والتي ستمكنهم - أي اهل الجزيرة - من شراء الاسهم فيما بعد ، بعد وقوف المشروع على اقدامه لتكون الادارة مشتركة بين الشركة وأهل الجزيرة .