بسم الله الرحمن الرحيم


بيان جمعية العمل الإسلامي بمناسبة عيد العمال:

من حق العامل أن يعيش مكفياً ومعززاً ومكرماً في وطنه

لقد أعز الإسلام العامل ورعاه وكرمه، واعترف بحقوقه وسبق الجميع في تقديره والحض على حقوقه قولاً وعملاً، وقرر للعمال حقوقهم الطبيعية كمواطنين وجاء بكثير من المبادئ التي تضمن حقوقهم كعمال من أجل إقامة العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم في حياتهم وبعد مماتهم، ودعا أصحاب الأعمال إلى معاملة العامل معاملة إنسانية لائقة، وإلى إحترامه وعدم تكليفه ما لا يطيق من الأعمال.

وأعطى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من المواقف الكثير التي ترتقي بالعامل ومكانته يأتي على رأسها تقبيله ليدِ عاملٍ وهو يقول: «إنها يد يحبها الله ورسوله».
وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشجع على العمل فقال: «ليس منا من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه»، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً»، وطالب بالعمل كقيمة إنسانية مهمة ومقدسة، وبالعدل والإنصاف وعدم الإنتقاص من حقوق العامل، فقال صلى الله عليه وآله: «اعطِ الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، ودعا صلى الله عليه وآله إلى تحقيق العدل والكرامة للعامل وإعطائه الاجر الكافي حتى يعيش معززاً ومكرماً مستقراً مؤمناً لا يعاني من الفقر والعوز والحاجة لأنه «ما دخل الفقر قريةً إلا وقال للكفر خذني معك» كما يقول علي ابن أبي طالب عليه السلام.

وقد اعتادت كثير من دول العالم الإحتفال بالأول من مايو كعيد للعمال ومناسبة مهمة لما يتجسد فيها من معانى الإحترام والتقدير للعامل، ومن التكاتف ورص الصفوف والتوحد من قبل العمال أنفسهم ضد قوى الإقطاع والرأسمال التي لا هم لها سوى جني الأرباح.

ونحن في جمعية العمل الإسلامي وبهذه المناسبة نهنيء أبناء البحرين لا سيما العمال بعيدهم ونؤكد على أهمية وحدتهم (عمالاً وموظفين) في نقاباتهم وتشكيلاتهم التنظيمية المختلفة، والتعاون والإلتفاف حول بعضهم البعض لنيل كافة حقوقهم المشروعة.

كما نشجع كل العمال والموظفين والعاطلين عن العمل والمتقاعدين وكافة الجماهير على المشاركة الفعالة في مسيرة العمال التي ستقام يوم السبت الأول من مايو للمطالبة بحقوقهم التي كفلها الدستور والشرع المقدس، والتأكيد على حقهم في تحقيق المستوى المعيشي اللائق لمواجهة الغلاء الفاحش وصمت الحكومة على ذلك الغلاء.

وننظر بقلق شديد لكل موجات التسريح التعسفية التي يتعرض لها المواطنون في القطاع المصرفي وقطاع الإنشاءات وغيرها، ويريبنا ويقلقنا الفصل التعسفي لبعض النقابيين وتأخير الأجور عن مستحقيها والبطالة المنتشرة وخصوصا في صفوف الخريجين الجامعيين.

وبهذه المناسبة العزيزة نود المطالبة بما يلي:
1/ إيقاف كافة أشكال التمييز في التوظيف في القطاعين العام والخاص.
2/ إقرار حد أدنى للأجور يكفي لتغطية المتطلبات المعيشية المتزايدة ويتناسب مع موجات الغلاء والتضخم.
3/ إيقاف استقطاع الواحد بالمائة من الأجور.
4/ صياغة قانون عمل أهلي عصري يضمن كافة الحقوق العمالية والنقابية ويحد من سطوة وسيطرة أرباب العمل.
5/ الإعتراف بالنقابات الحكومية وعدم التضييق على الموظفين والعمال بسبب أنشطتهم النقابية والعمالية.
6/ الوقوف بحزم أمام موجة التسريحات لا سيما في قطاعي المصارف والإنشاءات وإيقافها فوراً.
7/ إرجاع نائب رئيس نقابة طيران الخليج النقابي الأستاذ غازي المرباطي.
8/ المطالبة بتقاعد مجزي لكل العمال والموظفين في القطاعين الخاص والعام وليس إقتصار ذلك على أصحاب الوظائف العليا من وزراء ومسئولين كبار ونواب وما شابه.

مكتب الشئون العمالية والنقابية
جمعية العمل الإسلامي
الخميس29 أبريل 2010م
الموافق 14جمادى الأول 1431هـ