![]() |
النفس والروح بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في اللغة الدارجة نخلط دائما بين النفس و الروح، فنقول ان فلانا طلعت روحه..و نقول ان فلانا روحه تشتهي كذا..او ان روحه تتعذب .. روحه توسوس .. روحه زهقت .. روحه تاقت واشتاقت..الخ و كلها عبارات خاطئة و كلها احوال تخص النفس و ليس الروح. فالتي تخرج من بدن الميت عند الحشرجة والموت هي نفسه و ليست روحه . يقول الملائكة في القرآن للمجرمين ساعة موتهم "اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون" -( اية 94 سورة الانعام ) و التي تذوق الموت هي النفس وليس الروح "كل نفس ذائقة الموت "- ( آية 18 سورة آل عمران) و النفس تذوق الموت و لكن لا تموت..فتذوقها الموت هو رحلة خروجها من البدن، و النفس موجودة قبل الميلاد ، وهي موجودة بطول الحياة، وهي باقية بعد الموت.. و يقول الله تعالى "و اذا اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم، الست بربكم، قالوا بلى شهدنا" - (آية 173 سورة الاعراف) فذلك مشهد احضرت فيه الانفس قبل ان تلابس اجسادها بالميلاد ، و ليس لاحد عذر بان يكفر بعلة ابيه، فقد كان لكل نفس مشهد مستقبل طالعت فيه الربوبية..و بهذا استقرت حقيقة الربوبية في فطرتنا جميعا. و من احوال النفس الوسوسة الشهوة و الهواء و الضجر و العناء و الملل.. يقول الله تعالى "فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله" - (آية 30 سورة المائدة) " ولقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه" - (آية 16 سورة ق) "و نفس وما سواها فالهمها فجورها و تقواها" - (آية 7 و8 سورة الشمس) "بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل" - آية 18 سورة يوسف) "و ضاقت عليهم انفسهم و ظنوا الا ملجأ من الله الا اليه" - (آية 118 سورة التوبة) "انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا و تزهق انفسهم" - آية 55 سورة التوبة) "و من يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه" - آية 130 سورة البقرة "و من يوق شح نفسه فالئك هم المفلحون" - ( آية 90 سورة الحشر) "و احضرت الانفس الشح" - (آية 128 سورة النساء) "و ما ابرىء نفسي ان النفس لامارة بالسوء" (آية 53 سورة يوسف) فالنفس هي المتهمة في القرآن بالشح و الوسواس و الفجور و الطبيعة الامارة، و للنفس في القرآن ترق و عروج ، فهي يمكن ان تزكى و تتطهر، قتوصف بانها لوامة و ملهمة و مطمئنة و راضية و مرضية لقوله تعالى "يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي" - (آية 27 سورة الفجر) اما الروح في القرآن الكريم فتذكر دائما بدرجة عالية من التقديس و التنزيه و التشريف، و لايذكر لها احوال كما ذكر في النفس . و لا تنسب الى الانسان و انما تاتي دائما منسوبة الى الله تعالى. يقول الله تعالى عن مريم "فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا" - (آية 17 سورة مريم) و يقول الله تعالى عن آدم "فاذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" ...يقول "روحي و لا يقول روح آدم فينسب ربنا الروح لنفسه دائما "و ايدهم بروح منه" (آية 22 سورة المجادلة) و يقول عن القرآن و نزوله على محمد صلى الله عليه وسلم "وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا" - (آية 52 سورة الشورى) و يقصد بالروح هنا الكلم الالاهي القرآني "يلقى الروح من امره على من يشاء من عباده" - (آية 2 سورة النخل) و لهذا توصف الروح باوصاف عالية فيقول القرآن عن جبريل ، انه روح القدس .. و الروح الامين و يقول عن عيسى عليه الصلاة والسلام "كلمته القاها الى مريم" - " و روح منه" يعني روح من الله. و حينما تنسب النفس الى الله فتلك هي الذات الالهية " ويحذركم الله نفسه" (آية 27سورة آل عمران) ذلك هو الله الذي ليس كمثله شيء وهو مما لا يستطيع الانسان ان يتخيل و لا يصح ان تقيس النفس الالهية على نفوسنا . فالنفس الالهية هي غيب الغيب يقول عيسى عليه الصلاة و السلاملربه يوم القيامة "تعلم ما في نفسي و لا اعلم ما في نفسك" - آية 116 سورة المائدة) فالنفس الالهية لا تتشابه مع النقس الانسانية الا في اللفظ. "ليس كمثله شيء" (آية 11 سورة الشورى) "لم يكن له كفوا احد" (آية 4 سورة الاخلاص) (مقتبس من كتاب "القرآن كائن حي" للمؤلف "مصطفى محمود" ) |
يسلمووووو ويزاج الله خير |
تسلمين يا الغالية على طرحج المميز انتي كل يوم تبدعينا بكل ما عندك الله يستر عليج ويحفضج من عيون الحساد جزاج الله الف خير والله يجعله من ميزان حسناتك |
مشكورين على الرد الطيب منكم ويزاكم الله خير |
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله فيج اختي .. و مشكووووووووووووووورة يالغاليه على المواضيع الرائعة و في ميزان حسناتك أن شاء الله و لا تحرمنا من جديدك وبإنتظار ان تزين هذه المساحات بالمزيد من سخاء هذا القلم وألوانه الراقية . |
الساعة الآن 08:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir