منتدى استراحات زايد - لـــن أكـــون خلـــف العَـــرَبة

لـــن أكـــون خلـــف العَـــرَبة

لطالما هذا الإنسان الضعيف المتعجرف والباحث عن السيادة والقيادة وفرض الرأي على الآخرين والحاسب نفسه البطل والقادر على حزم الأمور وربط وفك المعضلات والرافض لانتقاد العقلاء والبسطاء من الناس الذين يريدون له العلو والرفعة يريدون له محطة الصحة والتقليل من الخطأ .

وآنى له الإلتفات وحب الذات قد غمر قلبه وحب النفس قد أخذ مأخده ليرى نفسه الأفضل والأكمل والأمثل وهو ذلك الإنسان الذي قال عنه القرآن الكريم ( وخلق الإنسان ضعيفاً ) ( وخلق الإنسان عجولاً ) .

وإنه مخلوق من ضعف أوله نتانة وآخره جيفة ، لذلك أستغرب كيف يرى لنفسه العلو وهو الداني ؟ وكيف يرى في نفسه القوة وهو الضعيف ؟ وكيف يرى في نفسه العصمة وهو الكثير الخطأ والنسيان ؟؟ ...

أما آن أن نبني المجتمع من قبول الآخر والإعتراف بوجود الآخر والإستماع للآخر وقبول ما يطرحه الآخر إن كان يوافق العقل ....

أما أن أكون السيد ولا أقبل أو أبتعد أو لا يكون لي وجود إلا بقيادة الناس والمجتمع وهذا لا يجعلني إنساناً منصفاً ولا يجعلني عاقلاً واقعياً .

وعليه ...

مطلوب مني أن اكون متواضعاً ليرفعني الله ، ومتسامحاً ليحبني الناس ، وخادماً ليعطيني عامة الناس السيادة والقيادة من دون أن أطلبها أو حتى أسعى لها وكما قال سيد البشر ( ص ) : ( خادم القوم سيدهم ) أو ( سيد القوم خادمهم ) .

والخلاصة هي : إنني لن أقبل أن أكون خلف العربة إذا كان قائد العربة ظالماً مستبداً متجبراً يرى في نفسه ما لا يرى الناس فيه ومراهقاً ، سأقبل أن أكون خلف العربة إن كان قائدها مؤمناً تقياً منصفاً حسيني المنهج والخطى حتى وإن كان طفلاً صغيراً .

( من كان مع الله كان الله معه )

أخوكم والراجي دعائكم

مهدي ملا حسن سهوان