أين دولة الرعاية ؟؟؟ علامات استفهام حول مجريات عمليات الاستثمار الاخير
 

أين دولة الرعاية ؟؟؟ علامات استفهام حول مجريات عمليات الاستثمار الاخيرة


نشأ مصطلح دولة الرعاية في فترة لاحقة من تطور الفكر الاقتصادي في العالم كبديل عن الرأسمالية المتطرفة والفكر الاشتراكي وحل هذا المفهوم كحل وسط بين تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي أو عدمه و بهذا تقوم الدولة بالتدخل في المجال الاقتصادي عبر توفير اساسيات الحياة الكريمة لافراد الشعب و الحد من التفاوت الفاحش بين الطبقات و بذلك لا يكون دور الدولة دور المتفرج على النشاط الاقتصادي من دون ان يكون لها يد في حماية الافراد وحماية حقوق الشعب بل ان دورها الاساسي يتمثل في ترشيد النشاط الاقتصادي بهدف حماية و صون حقوق الناس .

ما لفت نظري في مجريات عمليات الاستثمار الاخيرة ان دور الدولة كان سلبيا للغاية فهي لا تعدو كونها لعبت دور المتفرج في أقصى التفاسير التي من الممكن ايرادها . فيتسائل الفرد أين دور دولة الرعاية من عشرات العمليات التي خسرت فيها الالآف أموالها وهل يعقل ان تقف الدولة موقف المتفرج دون ان تحرك ساكنا أمام كل هذه القضايا وهي التي يجب ان تقوم بدور الأب الحاني الذي يسعى لحلحلة القضايا لصالح أبنائه ؟ واذا كانت شركات الاستثمار بهذا السوء لما لم تحرك الدولة و اجهزتها الرقابية ساكنا أمامها منذ ظهورها ولما لم تقم في أقل الاحوال بتحذير الناس من التعاطي معها أو فرض الرقابة على تدوال هذه الأموال و حركة انتقالها في الخارج ؟ نحن نعلم ان الدولة تعرف تفاصيل التفاصيل في أقل مسألة أمنية تحدث في البلاد فهل عجزت أجهزتها عن توقع كارثة اقتصادية حلت بمئات المستثمرين ؟ ثم ان تكرار سيناريو سقوط شركات الاستثمار و بالشكل ذاته يطرح سؤالا كبيرا تكرار هذا السيناريو بعلم الدولة دون ان يمثل ذلك لها أي شئ يذكر أو حتى نرى اجراءات لدعم أو لحد وقوع هذه الكوارث بالناس و أموالها . الا تستطيع حكومتنا باجهزتها وشبكات علاقاتها بالدول ان تعرف اين ذهبت أموال المستثمرين ؟ وهي التي تولي أهمية لقضايا أقل من هذه و تحرك اجهزتها في سبيلها ؟ . لست انفي اللوم على اقطاب عمليات الاستثمار و اجنبهم الخطأ فخطأهم واضح ولكن دائما ما يطرأ على بالي ماذا لو حدثت هذه الكارثة في بلد غير البحرين هل كانت حكومتها ستقف نفس موقف حكومتنا من ازمة العشرات لا بل المئات من مواطنيها ؟؟؟