عــقـدة الــشــرعــية والـلاشـرعـــية
 

.wysiwyg { PADDING-BOTTOM: 0px; MARGIN: 5px 10px 10px; PADDING-LEFT: 0px; PADDING-RIGHT: 0px; FONT: 10pt verdana, geneva, lucida, 'lucida grande', arial, helvetica, sans-serif; BACKGROUND: #f5f5ff; COLOR: #000000; PADDING-TOP: 0px } .wysiwyg A:link { COLOR: #22229c } .wysiwyg_alink { COLOR: #22229c } .wysiwyg A:visited { COLOR: #22229c } .wysiwyg_avisited { COLOR: #22229c } .wysiwyg A:hover { COLOR: #ff4400 } .wysiwyg A:active { COLOR: #ff4400 } .wysiwyg_ahover { COLOR: #ff4400 } P { MARGIN: 0px } .inlineimg { VERTICAL-ALIGN: middle } عــقـدة الــشــرعــية والـلاشـرعـــية
الشيخ حمزة الحواج


24 أبريل 2010

حساسية هذا الموضوع ‬غير خافية، ‬ولا نحتاج فيه لكثير إثارة، ‬فهو ‬يحمل في ‬طياته الكثير منها، ‬ولعل التراشق الحاصل في ‬موضوع الشرعية والشرعيات ناتج من التعصب والغلبة بالصوت والكثرة، ‬برغم وضوح عناصر الموضوع بلا مزيد ويسهم فيه ثقافة البعض عن حقيقة الشرعية.

‬ وقد تقاذف الشرعية كثير من الكتاب وكثير من المنتديات المحلية وغير المحلية، ‬ويدل ذلك على أن هذا الموضوع ليس محصوراً ‬في ‬بلدنا؛ لكنه ضارب بجدرانه المنطقة بل العالم الإسلامي ‬وغيره بصورة وبأخرى.‬

ومن الكتاب من ‬يتقاذف الشرعية كما ‬يتقاذف الأطفال الكرة، ‬وكل له فهمه للشرعية والويل لمن لا ‬يسلم بشرعيته، ‬فقليل أن تطير فيها رؤوس المخالفين أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف.‬

الحق أن الشرعية التي ‬نفهما أن ‬يكون صاحب التوجه ‬يحمل الدليل الشرعي ‬على ما ‬يفعل، ‬بحيث ‬يؤيده الشرع الأقدس بآية قرآنية أو حجة ‬يعتمد عليها أو دليل ‬يتقوم عليه له ارتكازه في ‬التشريع الإسلامي، ‬وقد ‬يعتمد البعض تأييد أهل التخصص في ‬هذا المجال كما ‬يقر أخصائيو الطب بصحة فعل طبيب ما، ‬فيكون إقراراً ‬وتأييداً‬له من الجهة التي ‬يعتمد عليها في ‬مثل تخصصه والاعتراض عليه ‬يكون في ‬غير محله عند أهل التخصص والمعتمد عليهم من ذوي ‬الرأي.‬

أما تأييد رجل أو فئة خاصة فهي ‬ليست في ‬كل الأحوال حجة مقطوعاً ‬بكفايتها، ‬فقد ‬يشتبه رجل الدين أو صاحب التخصص أو ‬يعترض ‬يقينه مرجحات تصرفه عن قناعته مع مرور الوقت وانكشاف جزئيات معينة ومنه كثير.

‬ أما الشرعية التي ‬تكون طوع الأمر لهذا وذاك فهي ‬شرعية بائسة ليس لها ارتباط بالشريعة المقدسة وإنما هي ‬شريعة تلك الجهة المدعية فحسب، ‬فتطويع الأدلة بحسب التوجه أمر لا ‬يعدمه كثيرون، ‬والشرعية جاهزة لهم ولمن ‬يؤيدون وكأنهم وكلاء حصريون لها، ‬وهذه طامة في ‬فهم الشرعية ودليلها، ‬فكل من لا ‬يتفق معنا فهو منحرف ضال ومصيره إلى النار.‬

البعض ‬يلوّح بالشرعية في ‬موقف وتحت كل سقف ليكون سيداً ‬على الآخرين، ‬ولزاماً ‬فكل من أراد العمل السياسي ‬أو ‬غيره أن ‬يكون طيعاً ‬له وإلا فسلب الشرعية عنه أول القائمة، ‬إذ هي ‬قميص فصلته الشريعة بمقاسهم ولهم أن ‬يباركوا به من أرادوا، ‬وعليه أن ‬يحصل على شهادة كلامية أو وثيقة كتابية أو ما ‬يعتمد عليه لتمثل الغطاء اللازم لإسكات المتخرصين ولجم المشككين، ‬وبلا خلاف هم على المحجة البيضاء وغيرهم على سواها.‬

عند التأمل قد ‬يكون الدليل الشرعي ‬مفقوداً ‬حتى عند رجل الدين، ‬حيث الاشتباه ممكن في ‬ما ‬يعتقد ولا عصمة بيننا حتى نجزم قطعاً ‬يقينياً ‬ببطلان ما ‬يفعله الآخرون، ‬سيما عند موارد الشبهة، ‬نعم لنا العذر فيما نقطع بصحته والاطمئنان به، ‬ويقيننا واطمئناننا حجة علينا عند الله تعالى، ‬والعمل الذي ‬نحرز الاطمئنان بصحته هو ما ‬ينبغي ‬على الآخر تفهمه، ‬وحجة البعض أن رجل الدين هو الذي ‬يقرر!

‬فماذا لو كان الطرف الآخر ‬يدعمه من ‬يعتمد عليه أيضاً ‬من رجال الدين؟ والحال هذا فيجب أن ‬يبحث عن الدليل وجزئيات الواقع ومعطيات القضايا القائمة وعدم إلغاء الآخر.‬ إن الذين ‬يعطون لأنفسهم الحق في ‬تصنيف الشرعيات ومن ‬يستحقها دون النظر في ‬حجة الآخرين وقناعتهم سواء في ‬مجال العمل السياسي ‬أو الاجتماعي ‬أو ‬غيره؛ إنما هم جماعة تحمل حطباً ‬لا تدري ‬متى ‬يشتعل فوق ظهورها، ‬وإلا فالشرعية ليس في ‬وجود فلان هنا أو مع هذا الطرف أو ذاك إنما الشرعية في ‬وجود الدليل الشرعي ‬على صحة ما ‬يفعله هذا أو ذاك، ‬وأن ‬يقدم الحجة على هذا التوجه أو ذاك، ‬أما مخالفة الوجدان وإنكار الواضحات لأن فلان معنا أو علينا فهذا ليس من العقل والإسلام في ‬شيء. ‬ فلا ‬ينبغي ‬الادعاء بلا دليل وحجة فليست الشرعية