|
في فقه الحياد ! في فقه الحياد ! مع معركة الكلمات الأخيرة لمشايخنا حفظهم الله تعالى وسدد خطاهم يحق لنا أن نطرح بعض الإشكالات والمفاهيم علها تصل إلى الآذان الواعية فتعيد وتراجع خطابها .. وربما أصاب الشيخ عيسى قاسم في تعريفه لمفهوم عدم حياد " انحياز " المرجعية واعتبر حيادها خيانة واقتبس قوله اقتباس: " الحيادية من الخطأ والصواب والضار والنافع .. خيانة وتخلي عن المسئولية لاترتكبه مرجعياتنا الواعية الكبيرة ". ولم يختلف موقف السيد الغريفي كثيرا من حيث المفهوم والهدف، واقتبس هنا لسماحة السيد اقتباس: " من أخطر الأفكار ما يُروّج حول تحييد دورالقيادة المرجعية " . ويعني به هنا جعل موقف المرجعية محايدا لا يميل إلى طرف معين، لكن كلا الخطابين مفهومه ناقص ومبتور وهو مستغرب من فضيلتهم وهم أول الناس المطالبين بتجاوز موقف الحياد والتفرج في أغلب شؤون البلد لموقعهم المتقدم ناهيك عن موقعهم الديني ! ولعل المراقب للأحداث في البحرين وسبب هذا الخطاب المتزامن من الشيخ والسيد عن حياد المرجعية هو اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وانشطار الساحة البحرينية إلى قسمين كالعادة: الأول مشارك في العملية السياسية بقيادة الوفاق ومرجعيتها المعلنة المتمثلة في الشيخ عيسى رغم كل ما يعتري الانتخابات البرلمانية من مفاسد، ناهيك عن محدودية نتائج وثمار هذا البرلمان الذي بات واضحا للجميع بمن فيهم المشاركين ومرجعيتهم مدى فساده وعدم جدواه بهذه الصورة! والقسم الثاني مقاطع لها بقيادة عبد الوهاب والمشيمع طارحا آراؤه بصورة أكثر واقعية وإقناع لكن ينقصه الغطاء الشرعي على عكس الفئة المشاركة . وربما السبب الأهم في هذه الحملة هو توجه رموز سياسية معروفة الموقف من الانتخابات ومناوئة لها إلى المرجعية في النجف وشرح الموقف السياسي البحريني من وجهة نظر مختلفة، وتصريح المرجعية بوقوفها موقف الحياد وترك الأمر للعارفين للوضع عن قرب وإفساح المجال لطرح المفاهيم المختلفة ونصيحته السابقة إنما كنت تتحدث في الفهم والأصل العام للمشاركة وليس الخاص .. وظهور كلام من شخصيات موثوقة في الساحة لها وزنها بأن التصريحات السابقة بمباركة المرجعية في العراق متمثلة بالسيستاني إنما كانت كلاما عاما غير منحصر في البحرين " اعني خيار المشاركة " ويشكل نصيحة عامة استغلها تيار المشاركة كـحجة شرعية وفتوى مرجعية مما جعل الجهة المقاطعة تبحث عن شرعية ومباركة مرجعية لموقفها المقاطع .. أعود لمفهوم الحياد هنا والتركيز على كلمة الشيخ عيسى قاسم وأطرح بعض الإشكالات التي يثيرها خطابه الأخير حيث إني اتفق مع مبدأ عدم الحياد (ليس بالمطلق) بالخصوص كما تفضل بالضار والنافع. فالواقف موقف الحياد من الفساد و التجنيس والسرقات من الممتلكات العامة وترويع الأبرياء وهتك حرمات بيوت الناس وإرهابهم وتعذيب المعتقلين وفبركة التهم ضدهم وانتشار الدعارة والخمور تحت مسمى السياحة في بلد مسلم و الدسائس ضد المؤمنين المعرفين بنشاطهم الحقوقي والاجتماعي والتبذير والسرقة في الحق العام إنما هو انحياز للظالم ضد المظلوم ! غير أني مقتنع بأن هناك من الأمور والمفاهيم العامة قد نقف معها موقف الحياد كما هو موقف السيد السستاني في الانتخابات العراقية الأخيرة. فكيف لفضيلة الشيخ عيسى والسيد عبد الله المرور على هكذا مفهوم بالغ الحساسية في وضع مفرط الحساسية وجره في اتجاه معروف لمحاولة تغليب رأي و فصيل في الساحة على أفرقاء لهم وجهات نظر مختلفة سياسيا وهي أرجح بالإثباتات على الأرض ... موقفكم هذا ناقص ومبتور وكما عبر احد الإخوة اقتباس: " وإذا كانت المرجعية العليا وعدم حياديتها تهمكم كثيرا وكأنكم تأخذون بكل ما تقول .. فأين تنفيذكم لإرشادات المرجعية العليا السيدالسيستاني فيما يخص البحرين بتشكيل هيئة قيادية عليا أمتأخذون من المرجعية ما تحبون وتتركون مالا تحبون وتهتفون بعد ذلك لبيك يا فقيه وهو شعار اتخذتموه بدون روح". فكان من الأفضل أن أقف موقفا واضحا غير محايد واقعيا ملموسا على الأرض من كل هذه الأمور السابقة المتعلقة بفساد الدولة المستشري، قبل أن أصرح بخطأ الحيادية وتخوينها في حين أن مواقفكم بمجملها معروفة بالحيادية إن لم يكن بالتفرج على الوضع المتردي في البد والمفاسد الكبرى المتفشية فيه، اللهم فيما عدا الخطابات المكررة أو البيانات المكتوبة طيلة ثلاثة عقود لم تغير شئ بل زادت الدولة في غيها، وهي خطابات لا تختلف شكلاً أو مضموناً عما يسطره أو يقوله أي مهتم بالشأن الوطني العام ! |
| الساعة الآن 01:01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir