عظمــــــــــــــــاء ولكن معاقون لقد وجد في التاريخ القديم والحديث أناس أثبتوا للبشرية جمعاء بأن الإصابة بعاهة أو أكثر ليست نهاية العالم، وأن الإرادة القوية مدعومة بالموهبة قد تجعل من صاحب عاهة بطل إنتاج يسبق الأصحاء بأشواط كثيرة. ومن العاهات التي قد تصيب الإنسان نقص السمع بدرجاته المختلفة، مما يعزل المصاب عن الأصوات الخارجية، وإذا حصلت هذه الإصابة باكراً فتكون مسؤولة عن تأخر في النطق ويغدو الأصم أبكما. ومع ذلك لم يستطع الصمم أن يثني بعض ضحاياه من المضي قدماً في تيار الحياة الهائج، وكي يثبت هؤلاء المعاقون بأن الإنسان مجموعة رائعة من القدرات إن توقفت إحداها عن العمل لسبب ما عاوضت أخرى بوجود محرك الإيمان والإرادة والتصميم. وكل منا يصادف أثناء ممارسته اليومية أعداداً كبيرة من الصم الذين ابتعدوا عن نشاطات الحياة المختلفة بسبب عجزهم واختاروا البقاء في الظل خوفاً وطمعاً، وساعدهم على ذلك فقر الظروف والإمكانيات العامة المقدمة لهم، فتعاضد ضعف الإرادة مع قلة إمكانيات التأهيل والتدريب فكانت النتيجة هرباً من العمل النافع والحياة الاجتماعية. وكم يأخذنا العجب من أصم يطرق بابنا وقد أتقن القراءة والكتابة، والتهم من شتى أنواع الثقافات والعلوم الشيء الكثير، ومارس هوايات رياضية وفنية عديدة، وأنهى دراسة جامعية أو أتقن حرفة يدوية، وهو سعيد بما أنجز، فخور بما وصل إليه. إن تصفح كتب التاريخ يبرز لنا شخصيات كانت تعاني من الصمم، ولم يكن ذلك الأمر عائقاً لها من أن تترك بصمة واضحة في تطور الإنسانية جمعاء. الكميت بن زيد الأسدي ولد بالكوفة سنة 60هـ، وهي منبر الشعر والخطابة، ومدرسة اللغات والثقافة، ومثار العصبيات والأحزاب والفتن. عندما شب الكميت أخذ يختلف إلى دروس العلماء، يتلقن الفقه والحديث النبوي وأنساب العرب وأيامها، ثم غدا معلماً يعلم الناشئة في المسجد. لقد كان الكميت مصاباً بالصمم وقد برع في الشعر حتى قيل فيه (لولا شعر الكميت لما كان للغة ترجمان، ولا للبيان لسان) وقد ورد في خزانة الأدب (في الكميت خصال لم تكن في شاعر، كان خطيب بني أسد، وفقيه الشيعة، وحافظ القرآن، وثبت الجنان، وكان كاتباً حسن الخط). قتل الكميت في خلافة مروان بن محمد عام 126هـ، وكان مبلغ شعره حين مات حوالي خمسة آلاف وثمانين بيتاً. يثبت التاريخ أن الصمم ماكان ليثبط صاحب موهبة وإرادة عن تلقي العلم وقول الشعر والمشاركة في الأحداث السياسية اليومية بشكل فاعل محمد بن سيرين كان والده سيرين ضمن الأسرى الذين أخذهم خالد بن الوليد في معركة (عين التمر) وساقهم إلى المدينة المنورة. وبعد أن كاتب سيرين سيده وسعى إلى اعتاق نفسه تزوج من صفية مولاة أبي بكر الصديق. ولد محمد بن سيرين سنة 33هـ، ولما صار غلاماً أقبل على علوم عصره ينهل منها وخاصة كتاب الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم. انتقل مع أسرته إلى البصرة، وهناك نظم أوقاته بين العلم والعبادة والتجارة والعمل بحيث يعطي كل ذي حق حقه، وقد كان مصاباً بالصمم. إن سيرة ابن سيرين حافلة بالعلم والخير والتقى، والحرص على الحلال في التجارة، إضافة إلى مواقف الشجاعة والصدق. وقال عنه الشعبي (عليكم بذلك الأصم) وقال عنه الأصمعي: (إذا حدث الأصم بشيء فاشدد يديك). توفي محمد بن سيرين سنة 110هـ. لعل شباب أمتنا الذين أكرمهم الله بتمام الخلقة، وبسلامة الحواس يعتبرون بتلك المنارات التي أضاءت وتضيء وستظل تضيء ساحات العلم والمعرفة والأدب والفن إلى يوم الدين. مصطفى صادق الرافعي ولد الرافعي في قرية (بهتيم) بمحافظة القليوبية عام 1880م، واستقر فيما بعد في مدينة طنطا وعاش فيها كل حياته. دخل الرافعي المدرسة في نحو الثانية عشر من عمره، فأتم الدروس الابتدائية، ولكنه لم يتجاوزها، إذ أصيب بمرض شديد لم يتركه إلا بعد أن أثر في أعصاب سمعه، فأخذ سمعه يضعف ويثقل حتى أصبح أصم وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، فلم يعد يصله من أحاديث العالم من حوله شيء. أكب الرافعي على الدرس والمطالعة، وحصل على عمل فعهد إليه الكتابة في بعض المحاكم الشرعية، واستقر أخيراً في محكمة طنطا، يتولى الكتابة فيها إلى يومه الأخير. ولم يساعده الصمم على الاختلاط الكثير بين الناس، ولكنه كان حسن العشرة دقيقاً في أعماله، كما عرف فيه شدة تدينه وغيرته على التقاليد الموروثة عن السلف. لقد أثرى الرافعي معلوماته اللغوية بحفظ القرآن الكريم والحديث النبوي ومواقف أعلام الإسلام وشعر القدماء والمحدثين وخطبهم وآثارهم، وكان شاعراً مبدعاً، وكاتباً بارعاً ومؤرخاً وناقداً. ترك الرافعي رغم حياته القصيرة نسبياً تراثاً أدبياً وفيراً، فقد خلف ديوانين في الشعر إضافة إلى كتب أدبية عديدة وقصائد عديدة متفرقة. هذا الرافعي الذي نال من الشهرة والسمعة الأدبية الشئ الكثير كان أصماً فليت كثيراً من أدباءنا الحاليين كانوا صما ولكن يبدعون لنا عشر ماابدعه الرافعي ( إقرأوا له أوراق الورد وستعذرونني) تذكروني بعد الرحيل بالدعاء.. أختكم الفقيرة إلى الله.. روحي بدوية.. |
تسلمين أختي روحي بدوية على الموضوع الرائع وأسمحيلي أضيف على الأسماء اللي ذكرتيها بعض الصحابة والأئمة الذين لم تمنعهم الأعاقة من ترك بصمتهم الواضحة والعظيمة في التاريخ ربعي بن عامر صحابي جليل كان معاقاً بسبب شدة عرجه وصعوبة مشيه وحركته 0لكنه تميز بطلاقة اللسان والقدرة على التفاوض حيث ارسله سعد بن ابي وقاص الى قائد الفرس رستم فكان من انجح السفراء والمبعوثين السياسيين نظراً لصلابة عقيدته وشجاعته واخلاصه في المهمة ولم تحل اعاقته دون اختياره لتلك المهمة الصعبة ، ومن هنا كتب التاريخ عن ان معاقاً اعرجاً تحدى أكبر قادة جيوش العالم في قصره الامبراطوري . عطاء بن رباح إمام أهل مكه وعالمها وفقيهها فعلى الرغم من انه كان أشل أعرج مما يعيق حركته بين الناس الا انه كان عالماً وفقيهاً 0 كان إذا جلس في حلقته العلميه يتدافع الالاف من طلاب العلم على النهل من علمه وعطائه لدرجه ان الخليفه الاموي عبد الملك بن مروان يقول : لايفتي الناس في موسم الحج الا من عطاء بن رباح0 أبان بن عثمان بن عفان كان به صمم وحول وبرص ثم أصابه الفالج _ وهو شلل يصيب أحد شقي الجسم طولا - وكان أبان من فقهاء التابعي وعلمائهم في الحديث والفقة عينه عبدالملك بن مروان واليا على المدينة عام 76 هــ وكان رحمه الله يقضي بين الناس وهو حاكم عليهم توفي عام 85 هـ الإمام الزمخشري لقد كان الامام الجليل مفسراً للقرآن الكريم وعالماً في اللغه وواضعاً لأسس البلاغه 0 وكان أعرجاً إلا انه كان كما قال العلماء والمؤرخون من أئمة المفسرين ويكفي الاستدلال بمقولتهم " لولا الاعرج لرفع القرآن بكرا" الامام الترمذي هو الأمام الحافظ المحدث ، محمد بن عيسى الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهور وأحد أصحاب الكتب الستة المشهورة في الحديث كان - رحمه الله - أعمى ولكنه أوتي من المواهب والأخلاق ما جعله من أكابر العلماء برع في علم الحديث وحفظه وأتقنه وطاف البلاد وسمع الشيوخ والعلماء وصنف عددا من الكتب النافعة والمفيدة ومن أهمها : سنن الترمذي وكتاب الشمائل المحمدية والعلل المفرد والزهد والسموحة |
معلو مات قيمه ور ائعه جز اك الله خير |
اقتباس:
أشكرج غلاي سلامة على المعلوماات القيمة.. وفي ميزان حسنااتج وإن شاء الله الأعضااء يستفيدوون.. والنمااذح ما طرحت هباءً منثوراً وإنما لكي نعلم الأسوياء أن ليس هنااك عاائق للنجااح.. ربي يوفقج ويحقق مرااادج.. |
يسلموووو خيتووو ع الطرررح الغاااوي ونتريااا المزيد من صوووبج وماااا ننحرم من يديدج |
الساعة الآن 05:07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir