ملف كامل لموضوع الاستثمار الوهمي ارجو من الاعضاء التفاعل بالمعلومات
 

http://up3.up-images.com/up//uploads...e922b11a98.jpg..[/URL]

انكشفت في الآونة الأخيرة شبكات مالية «ضخمة» عملت طوال السنوات السابقة (وهي سنوات الطفرة المالية) على استدراج الناس، خصوصاً شرائح ذوي الدخل المحدود من أجل إيداع أموالها ضمن تعاملات مالية غير مشروعة، إذ مارست تلك الشبكات أعمالها ضمن أغطية «شركات وهمية» ومشروعات لا وجود لها على أرض الواقع.

أمّا اللافت في تلك «المعمعة» التي راح ضحيتها مئات من المواطنين، فهو «استثمار الدين» أو «العواطف الدينية» من أجل إقناع الناس في إيداع أموالها في تلك الشبكات، ولم يكن ذاك الاستثمار بواسطة «خطابات دينية» من خطباء أو وعّاظ، بل العكس تماماً، حيث كانت منابر الجمعة محذّرة ومخوّفة من تلك التعاملات المشبوهة، وإنما كان ذاك الاستثمار بواسطة «متديّنين» أو معروفين في أوساطهم الاجتماعية بالتديّن والصلاح.

وبحسب أحد المراقبين والشاهدين على التجربة في قريته «كرزكان» فإنّ النّاس أقبلت وانهالت على أحد «الوسطاء» وأغرقته بالأموال لسبب واحد هو «محافظته على صلاة الصبح والفرائض الخمس» من دون أن تسأل وتفحص في القنوات التي ستسلكها تلك الأموال.

من جانبهم، دعا رجال الدين إلى ضرورة «السؤال من أهل الخبرة والاختصاص قبل الخوض في أي مشروع تجاري أو إيداع الأموال لدى أي شركة أو استثمار»، مؤكّدين أن «الدين يدعو إلى البصيرة والوعي في الأمور الحياتية، وإلى الاسترشاد بتجارب الآخرين وعدم اللهث وراء الأموال والطمع والجشع الذي يجلب الندم والحسرة» بحسب ما قالوا.

ودعا رجلا الدين الشيخين علي مطر وعبدالحسين العكري في حديثهما لـ«الوقت» إلى ضرورة «الابتعاد عن المعاملات المشبوهة» وإلى «الحذر من عمليات النصب والاحتيال»، كما طالبوا الدولة بالتدخّل لحماية البسطاء.

أمّا الاقتصاديون فقد حذّروا وطالبوا بتفعيل الرقابة من الأجهزة المعنية في ظل وجود قوانين متعلقة بتوظيف الأموال إلاّ أنها غير مطبقة بحسبهم، ودعوا إلى «إعادة النظر في التشريعات من أجل إصدار تشريعات أكثر صرامة لمنع عمليات التوظيف من الاتساع».
وحذروا من مخاطر تلك العمليات المالية المشبوهة، وتلك الشبكات الوهمية التي تزيد من حجم الاقتصاد الخفي، ما يؤثر سلباً على فرص العمل، ومعدل الإنتاج، وجذب الاستثمارات، ومعدل نمو الناتج المحلي.

والتقت «الوقت» وسطاء وضحايا عدّة تنشر قصص تجاربهم مع تلك الشبكات الوهمية التي سرقت أموالهم، وفي الوقت الذي أفصح فيه «الوسطاء» عن ندمهم على تلك التجربة القاسية التي جعلتهم في واجهة المدفع يتلقّون الضربات تلو الضربات من النّاس، فإنهم في الوقت ذاته أكّدوا أنهم لم يجبروا أحداً أو يغرّروا به من أجل إيداع أمواله في تلك الشبكات، وقالوا «النّاس الذين أودعونا أموالهم يتحمّلون جزءاً من المسؤولية، لقد كانوا مندفعين، ولم يحتج الأمر إلى أي ترويج أو إغراء (...) لقد اتخذوا قرارات إيداع أموالهم بأنفسهم».

أمّا الضحايا، فقد سردوا لـ «الوقت» قصصهم المأساوية وظروفهم الصعبّة من جراء تلك الأموال التي إمّا اقترضوها أو كانت «تحويشة» العمر بعد سني كدح وعمل، إلاّ أنها تبخرّت وضاعت في المجهول.

والتقت «الوقت» في السياق ذاته مواطنين قالوا إنّهم ضحيّة شبكة وهمية لم تتداولها الصحافة المحلية في الأسابيع الماضية، لافتين إلى ضياع ملايين من الدنانير في هذه الشبكة.

وعن الشبكة قالوا «يديرها (ف.ع) الذي اختفى من البحرين منذ ثلاثة أشهر، ولديه وسطاء هم (ج.هـ) محتجز للتحقيق لدى النيابة العامّة، (ح.ف) سافر من البحرين منذ أربعة أشهر، و(ع.م) وهو الآخر محتجز لدى النيابة العامّة.
وأوضح المواطنون الذين قصدوا «الوقت» أن الأموال التي ضاعت منهم بواسطة الوسيط (ج.هـ) تقدّر بـ 4 ملايين دينار، بحسب ما قالوا.