طلبات برلمانية “ماصخة”!
 

لسنا مع الفجور بمختلف أنواعه، بما في ذلك فجور العقول والأفكار، وتفجير مجتمع التعدد الثقافي بالاقصائية والاحادية والقمع. أو تفخيخ عقول الشباب بالطائفية وأحزمة النسف العقدي.
مؤخراً تقدمت الكتل في لجنة التدهور الأخلاقي بمجموعة طلبات في توقيت سياسي/ مصلحي بالنسبة إلى النواب. في الحقيقة أزعم أن التدهور الأخلاقي هو جميع ما يمس قيم الخير والفضيلة والأخلاق في المجتمع… وهي قيم كثيرة وخاضعة لمقاييس متعددة… فمثلاً؛ هل من أخلاقنا رمي المدارس بالمولوتوف، هل من أخلاق البحرينيين قطع الطرق بالإطارات؟؟! هل من قيم الخير والفضيلة وأخلاق البحرينيين شراء الذمم بتقديم مساعدات للمجالس والأفراد أثناء الانتخابات، والانتخابات النيابية على الأبواب وسوف تشهد على هذه التحركات المشبوهة لبعض الجمعيات الإسلامية؟؟!
http://malothman.files.wordpress.com...pg?w=300&h=238
كل ذلك وغيره يعتبر من التدهور الأخلاقي في المجتمع البحريني. إلا أن الكتل السياسية بمجلس النواب لا ترى ذلك من قبيل التدهور الأخلاقي؛ وإنما بعضها يعتبره نضالا وبطولة! والبعض الآخر يعتبر ما يقدمه من رشاوى مساعدات اجتماعية متحصلة للمواطنين بنيات حسنة، والقصد منها دفع البلاء!!
لا أحد يقبل بخروج الأفراد في المجتمع البحريني على عاداته وتقاليده وأخلاقياته وأصول ودينه. ولكن بالمقابل فإن تفسير التدهور الأخلاقي واسع بحجم التباين المرجعي لدى المسلمين. فمنهم من يعتبر التفريط في لبس غطاء الوجه والقفازات هو تدهور أخلاقي، والبعض الآخر يعتبر عدم ارتداء الحجاب بالصورة الصحيحة (الحجاب الزينبي) هو تدهور أخلاقي. ناهيك عن وجود من يعتبر وقوف المرأة في طابور الخباز في الفريج هو من التدهور الأخلاقي، لأنه يؤدي إلى الاختلاط! والاختلاط هو ما حدا بأحد المشايخ المطالبة بهدم الحرم المكي وإعادة بنائه بحواجز فاصلة بين الرجل والمرأة!
هنالك الكثيرات ممن لا يلبسن الحجاب أو النقاب ولكنهن أكثر عفةً وستراً من عشرات المتقيدات باللباس الشرعي كما يطلق عليه! التسليم بهذه الطلبات “الماصخة” يؤدي إلى إفراغ المجتمع البحريني من حيويته وتعدديته وإدخاله في نفق الشرطة الدينية أو هيئات الملاحقة والتأديب الشوارعي.
السؤال المحوري في مطالبات لجنة التدهور الأخلاقي المنبثقة من مجلس النواب: لماذا تأخرت التوصيات إلى الهزيع الأخير من عمر المجلس؟! تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى توصيات أملاك الدولة، وتوصية منع الخمور…؟! هذه طلبات “ماصخة” إذ جاءت في الوقت الضائع؛ ومجاراة الردح البرلماني في هذه الفترة ليس من الحكمة في شيء. أما كشف الغرض السياسي من هذه “المصاخة” فإنه واجب!

http://malothman.wordpress.com/2010/...8%a9%e2%80%9d/