السنابس ليست الضحية الوحيدة لوهم الثروة
 

http://www.alwaqt.com/imagescache/11...hor100crop.jpg
كأن المواطن تنقصه جنائز أخرى لكي يلطم فيها، وكأن ما يعاني منه من أزمات لا تكفي ليأتي بعض من باعة الأوهام فينصبون ويحتالون على بسطاء الناس ويوهمونهم بتحويلهم إلى حملة الشيكات بأرصدة مؤكدة، وبالثراء السريع عبر توظيف أموالهم مقابل فوائد خيالية تصل في أحيان إلى 80 بالمائة.
ما تكشف هذه الأيام ليس إلا قمة جبل الجليد فحسب، والخافي أعظم وأشد مرارة على أولئك الذين صدقوا الكذبة الكبرى، ليس في منطقة السنابس وحدها، بل امتدت أيادي النصب والاحتيال إلى الكثير من القرى والمناطق، حيث الوسطاء جاهزون، وحيث عدة الشغل المتمثلة في المتاجرة بالدين والأخلاق والوقار على أهبة الاستعداد للقيام بالعمل المطلوب لتطويق الضحية غير العارف ببواطن الأمور..أو انه يعرف ولا يريد أن يصدق ما دام جاره تسلم الدفعة الأولى من الفوائد المغرية.
ففي شهر أكتوبر الماضي، كشفت ''الوقت'' رأس الخيط عندما نشرت خبرا عن شبكة السنابس التي تبيع الوهم لمئات من الذين سحبوا مدخراتهم ورهنوا بيوتهم واقترضوا الحد الأقصى من البنوك ليضعوا الملايين في أيدي من وثقوا بهم ومن اعتبروهم رجالاً ثقاة يتقطر الإيمان من جباههم وأفواههم..لم لا وهم أول من يعلي الصوت في البكاء عندما يأتي المصرع في المأتم، وهم من يتقدم صفوف صلاة الفجر، فما بالكم بباقي الصلوات؟!
هم بلاشك قلة من الذين يتاجرون بالدين ولا همَّ لهم إلا البحث عن المزيد من الضحايا في السنابس وفي عالي وفي قرى شارع البديع وسترة وفي مدينة حمد.. وفي كل مكان يمكن الحصول فيه على ضحية جديدة. هؤلاء أشبه بالتفاح الفاسد الذي لم يكتشف أمره إلا بعد أن وقع الفأس في الرأس،لعل أحدا يتعظ من هذا الدرس القاسي، فالضحايا لا يعلم بحالهم الآن إلا الله، وهم ليسوا كما تشفى أحد الكتاب منهم وتمنى أن يكون من أبناء السنابس الذين يملكون الملايين. فجل الضحايا هم من البسطاء الذين لم يقرؤوا قصة الريان والسعد في مصر إبان ثمانينات القرن الماضي، ولا قصص بلدان عربية أخرى مرت بنفس التجربة وخلصت إلى نفس النتائج الكارثية على من آمن بوهم الثروة. والتشفي في هؤلاء الضحايا حرام شرعا، كما هو حرام السطو على المال العام ومصادرة الأراضي.

هل كان من الصعب اكتشاف الشبكات التي توظف الأموال؟!

وهل جرجرة الرؤوس الكبيرة التي تدير عملية النصب من خلف ستار الوسطاء عملية معقدة؟!

ما تكشف في موضوع النصب على المواطنين في القرى والمناطق ليس إلا غيضا من فيض، ولابد من إخراج الكبار من جحورهم المتخفين فيها بعد اكتشاف بعض من اللعبة. ولاشك أن الجهات الرسمية المعنية لديها المزيد من المعلومات التي لم تكشفها الصحافة بعد..فمتى تتحرك؟!