رسميا السيد ضياء الموسوي بالشكل الجديد ويضع ايميله للتواصل
 

قطرة قطرة وتمتلئ الساقية
http://www.albiladpress.com/columns/1270243434.jpg

السيد ضياء الموسوي

يقول الله عز وجل “ولقد كرمنا بني آدم”.
التكريم يكون بصناعة الحريات وليس هناك حرية أكبر من الحرية الثقافية.
عيشوا النقد. اسألوا في كل شيء.
طالبوا بالدليل على أي فكرة حتى لا تقعوا في الغش الثقافي أو الغش السياسي.
تقول الراهبة تريزا “إذا بدأت بتقييم الناس فإنك لن تجد الوقت لتحبهم”.

لا وقت لأن نتلهى بالأحقاد وإن قلت قلت.

لا وقت لأن نتلهى بالماضي أو ننام على سرير الماضي والصيني منشغل بوضع وشاح الإبداع على الشمس.
نعم، كل حركة ستمر بمنعطفات.
الخناجر تنتظر ابتلاع كل فاكهة إبداعية.
يقول فيفيكاناندا “في اليوم الذي لا تواجه فيه أية مشاكل، تأكد أنك في الطريق الغير صحيح”.

لابد أن تتعثر بألف حذاء في الطريق ولكن يجب أن تعرف أن حجم الانسداد التاريخي يحتاج إلى عضلات فكرية وقوة اركيولوجية (حفرية) حتى ينهار جدار التخلف.
لا وقت لدينا لتضييع الحياة في ثرثرة المجالس والعالم يتجه للتقدم والتكنولوجيا والتغيير.
لا وقت للحقد. لا وقت للانشغال بالطائفية الصفراء كسل متكوم على جسد طفلة يتيمة.
يقول الماغوط “نحن العرب والمسلمين ليس لنا وزن إلا في الطائرات”.
فكروا، كيف نجعل لأنفسنا وزنا في هذا العالم بالعلم والمنطق والإبداع والانفتاح.

لا عليكم، الجهاد هو الجهاد الاقتصادي والثقافي والأخلاقي وليس جهاد التفجير وترويع الآمنين.
العالم الإسلامي مخنوق بالفتاوى التي هي ضد الإسلام ومبادئه وضد سنن التاريخ وضد الحياة. دورنا أن نعمل على تفكيك أسس هذه الفتاوى التي ملأت عقول الناس غبارًا وأتربة وطحالب.
دورنا أن نعمل على صناعة شباب معرفي يمتلك ثقافة واسعة وقادر على تغيير العادات والتقاليد البالية التي علقت برداء معتقداتنا الجميلة.

إننا نعيش في زنزانة ثقافية وجاء اليوم لننفض الغبار بالفكر المنفتح وبالوعي القوي وبالحجة القوية وبالمنطق.
فكروا معي كيف نستطيع ترسيخ ثقافة الحياة في مجتمع عربي وإسلامي أو فهموه أن حياته خسارة وأن موته نصر.
فكروا كيف نفكك الألغام الفكرية المزروعة في قلوب الشباب وكيف نفكك ألغام الحقد المزروعة في النفوس.
دعونا نصنع المعجزة ولو بالمبادرة البسيطة قطرة قطرة حتى تمتلئ الساقية في ظهور مثقفين جدد ليس ضد الأديان ولا معتقدات الناس ولا يحقدون على الدين بل حبهم للأديان واحترامهم للمقدسات يقودهم إلى إعادة صياغة ثقافة حياة تقوم على حب الأوطان ونبذ التعصب أيا يكن لونه وشكله ودمه.

بالنسبة لي، كل كتاباتي ما زالت تمارس عملية الحفر في الجدار لخلق ثغرة في جدار التعصب ولم أمل ولن أمل في ذلك، ولكن لو اشترك معي الكثير من الناس فلا شك سننجح في هدم جدار الحقد.

جدار برلين بني بأقوى مواد اسمنتية لكنه سقط وكان سقوطه في البداية على يد أمل يكبر في عقل فرد.
الجدار لم يستطع أن يمزق الحب الإنساني بين الإنسانيين في ألمانيا الشرقية والغربية وهم الذين اسقطوه.
جاء اليوم لنوصل للعالم أن الإسلام وبقية الأديان ليست مع الطائفية وهي بريئة من الأحقاد المطنعة.
نستطيع أن نعطي صورة للعالم بأن العالم العربي والإسلامي يعيشه إنسانيون قادرون على التواصل مع كل العالم لخلق بيئة قائمة على الاحترام والسلام وتقدس الحياة تقديسًا لا يلغي القيم والمثل.

من أراد التواصل مع حزب الإنسان : [email protected]