منتدى استراحات زايد - سكن العزاب «تجارة رابحة» للنواطير في أبوظبي

وصف مواطنون ومقيمون في أبوظبي سكن العزاب في بنايات العوائل بأنه أصبح «تجارة رابحة» لحراس البنايات «النواطير»، الذين يسهمون في سكن العشرات داخل شقة واحدة، ويحصلون على مبالغ مالية كبيرة، وعبروا عن مخاوفهم من انتشار هذه الظاهرة، بسبب ارتفاع الإيجارات، مطالبين بـ «تدخل الجهات المختصة لعلاجها، لشعورهم بالخوف على أبنائهم وبناتهم، إضافة إلى تسبب العزاب في إزعاجهم».

وأضافوا أن «انتشار الظاهرة في أبوظبي أجبر مقيمين على إعادة زوجاتهم وأبنائهم إلى دولهم، وسكن الآباء مع عزاب ليتمكنوا من دفع الإيجار».

فيما يرى رئيس لجنة فض المنازعات الإيجارية في أبوظبي، محمد راشد الهاملي، أن «سكن العزاب في بنايات العوائل ليس مخالفاً للقانون، لأنه ليس ضمن الأسباب السبعة للإخلاء التي حددها قانون الإيجارات، إذ يمنع شغل العين المؤجرة للعزاب في حال تجاوز عددهم 10 أشخاص في شقة واحدة فقط، ما يعتبر مخالفاً للقانون، كما لا يسمح بالاستئجار من الباطن إلا بإذن كتابي من المالك».
من جانبه، يقول الباحث الاجتماعي بالمنطقة التعليمية في أبوظبي إبراهيم عبدالحميد إن «سكن العزاب بالقرب من الأسر له تأثيرات سلبية على المجتمع».

وأضاف أن «الظاهرة ترجع لسببين هما ارتفاع الإيجارات بنسبة تتجاوز 200% خلال العام الأخير، في الوقت الذي ظلت فيه رواتب القطاع الخاص كما هي لا تتناسب مع موجة الغلاء الأخيرة، وثانياً لجوء أغلبية الأسر من ذوي الدخل المتوسط والمحدود إلى تسفير أبنائهم مرة أخرى لدولهم، لعدم قدرتهم على مواجهة الأعباء المعيشية في ظل التضخم الحالي».

وتفصيلاً قال المهندس وليد إدريس لـ«الإمارت اليوم» إن أغلبية الأسر تغلق أبواب الشقق على أطفالها وتمنعهم من الخروج، خصوصاً في شارع الكترا، حيث تشعر بالخوف عليهم في ظل وجود عزاب في البناية نفسها، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية».

وأضاف أن «العوائل أصبحت تمارس حياتها بصعوبة، وضعُف الأمان الاجتماعي وزاد القلق في بعض المناطق بسبب وجود بعض الشقق في البناية نفسها بها عزاب».

وأشار إلى أن «الحياة في ابوظبي تغيرت في الفترة الأخيرة، حيث انتشرت بنايات بكاملها يسكنها عزاب، خصوصاً في مناطق النادي السياحي والكترا وخليفة والخالدية، وتُسبب إزعاجاً وقلقاً كبيرين وشعوراً بالخوف على الأبناء».

ويرجع أسامة زهدي، السبب في انتشار ظاهرة سكن العزاب داخل مدينة ابوظبي إلى أسباب كثيرة، مؤكداً أن «من ضمنها الملاك أنفسهم، حيث ينظرون لاستئجار الشقة من ناحية الربح السريع، ولو على حساب بعض الأمور الأخرى، ولا يلتفتون إلى النواحي الاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى ارتفاع القيمة الايجارية لأسعار الشقق بشكل خرافي في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع البعض إلى إعادة أسرهم إلى دولهم، ومن ثم يسكن الشخص مع مجموعة من العزاب ليدفعوا القيمة الايجارية، ويستطيع أن يوفر من راتبه، كما أن الأمر قد يزيد سواء عندما يعيش المتزوجون فترات طويلة بعيدين عن أسرهم».
وتساءل زهدي «هل يمكن أن تتغير مدينة أبوظبي لتصبح مدينة عزاب؟»، مشيرا إلى اختفاء هذه الظاهرة في مناطق البطين والسفارات والتي بها فلل أو بنايات جديدة ترتفع فيها القيمة الايجارية في الأساس».

وذكر محمد الايوبي أن «إحدى الشقق في البناية التي يقطنها بها ما يقارب 25 عازبا، ما يخلق بيئة غير صحية، وأن السبب في ذلك الملاك الذين يسمحون باستئجار بعض الشقق للعزاب والبعض الآخر للعوائل، وليس إمام تلك الأسر إلا القبول بالإيجار، لانه من الصعب جدا إيجاد شقة للإيجار في ابوظبي تتناسب مع مستوى الرواتب، بسبب ارتفاع القيمة الايجارية التي أدت إلى وجود مجتمعات كاملة للعزاب تعيش منفصلة ومجتمعة مع عوائل في البناية نفسها».

فيما يرى سهيل العيد، يسكن النادي السياحي مع أفراد أسرته، أن «السبب الرئيس وراء انتشار سكن العزاب هم حراس البنايات «النواطير»، لأنهم يستفيدون من هذا الوضع من خلال تأجير الشقق لشباب وفتيات عازبات، ويحصل «الناطور» على مبالغ مالية كبيرة من كل شاب أو فتاة عازبة، يسكن في شقة مع آخرين، فأصبحت تجارة لهولاء النواطير ، حيث اعترف له حارس البناية التي يسكن فيها بأنه يكسب ما يقارب 600 درهم يوميا.

ويقول العيد إن «العازبات يؤجرن ست شقق في البناية التي يسكنها، ما يؤثر على العوائل بشكل مرعب ومخيف، يصعب معه ترك الأطفال يتجولون داخل البناية نفسها، خصوصا المراهقين الذين يمكن أن يتأثروا بذلك، والمضايقات التي يتعرضون لها، والحالة النفسية السيئة التي تعيشها الأسر مع أطفالها، وتأثير كل ذلك في تربية الطفل وسلوكه في المستقبل».

الإمارات اليوم