منتدى استراحات زايد - [أدويــة تخفف من حدة مرضكـ ]~

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل أن أبدأ في سبرِ أغوار المعصية.. قبل أن تخط يميني ماجهلته شمالي.. إليكم كلمات لطالما كانت السبب الحقيقي في ثباتي قدمي على دروب الخير وفي دموعٍ صادقة في جوف الليل وأنا أقفُ بين يدي الله..

إليكم أحبتي في الله..

" عجبتُ لنفسي والناس من حولي : آمالٌ بعيدة،وأحلامٌ

مديدة،وطموحاتٌ عارمة،ونوايا في البقاء،وتطلعات مذهلة،ثم يذهب

الواحد منّا ولايشاور أو يخبَر أو يُخيَّر{وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غداً

وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت}.(1)

خلال رحلة الأحلام والطموح والكفاح من أجل البقاء ،تفتحُ أبواب المعصية ،قد تفتح على مصراعيها وقد تقفل نتيجة وجود جهاز للمناعة يصد جيوش المعصية.

ما أعظم المعاصي التي نقع فيها ونسلك دروبها عمداً مع معرفتنا بالآثام التي تكتب في صحائفنا من جراء الإنغماس فيها والتلطخ بها.. ننسى أو بالأحرى نتناسى بأن العمر محدود والمنية قادمة لامحالة،ولكنه الشيطان يزين لنا دروب المعاصي ويبعدنا عن طرق التوبة والرجوع إلى الله سبحانهُ وتعالى..

مفاتيح الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بأيدينا ونحتفظ بها وبإمكاننا فتح أبواب التوبة في أي لحظه مالم نصل إلى مرحلة الغرغرة،ومالم تشرق الشمس من مغربها.

المعصية في اللغة :

عَصَاهُ معصيةً وعصيانا:خرج من طاعته وخالف أمرهُ.فهو عاصٍ،وعصاءٌ،وعصى.(2)

والآن وقفة مع النفس،لمحاسبتها ولمعرفة الأمور التي خالفنا الله سبحانه وتعالى فيها وتذوقنا لذة المعصية .

ياترى ماهي الدوافع التي تدفعنا للإبحار في عالمها الكاذب الذي يزينهُ لنا الشيطان؟

-الشهوات والشبهات: وهما فتنتان تنشآن من اتباع الهوى وتقديم الرأي على الشرع،فتنة الشهوات التي يرغبها البشر كفتنة النساء والمال والأولاد وغيرها وفتنة الشبهات بإتباع الهوى وقلة الفقة في الدين.قال ابن القيم, وهذه الفتنة تنشأُ تارة من فهم فاسد وتارة من نقل كاذب وتارة من حق ثابت خفي على الرجل فلم يظهر به وتارة من غرض فاسد وهوى متبع فهي من عمي البصيرة وفساد في الإرادة).(3).

-وقت الفراغ ومايصاحبهُ من ملل وحالة نفسية سيئة تدفع بالمرء دون وعي ودون إدراك لماهي

التصرفات التي يقوم بها للولوج في متاهات المعصية .
-الشيطان.
-قلة الوازع الديني نتاج للتنشئة الإجتماعية الضعيفة والأسس الواهنة.

وغيرها الكثير الكثير..

أدوية من أختياري الشخصي أرجو من الله تعالى أن تكون الدواء الحقيقي لكثير من القلوب التي تشكو تشبث المرض به وانتشاره بسرعة جنونية في حياتها.

مضاد حيوي ضد المعاصي:

يعمل على تقوية جهاز المناعة ضد أي شئ يجبر أو يساعد على انحراف النفس نحو الدروب المظلمةرفع من معنويات الأنسان ليرقى بها نحو القمم وينقيها من الشوائب والعلل، ألا وهو القرآن الكريم.

دواء لمنع المعصية :

مخافة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن واستشعار مراقبته لنا في كل صغيرة وكبيرة والخوف من يوم لاتقبل فيه توبة عبد.

دواء لوقف هجوم الملل :

الإكثار من النوافل وقيام الليل والدعاء في جوفه و من عمل الخير والصدقات والدروس التوعوية والإسهام بشكل فعال في خدمة المجتمع .

دواء لشحذ الهمة والمساعدة في قيام الليل:

كثيرة هي الأدوية ولكن الدواء الأكثر فاعلية هو وجود النية لقيام الليل والتحلي بالإرادة والعزيمة،والنوم مبكراًبعد صلاة العشاء مباشرة والأستيقاظ في الثلث الأخير من الليل أو قبله بمدة كافية.

دواء للحث على فعل الخير:

التأكد بأن العمر قصير وأن لاشئ يدوم للإنسان سوى عمله الصالح الذي سعى لعمله في الدنيا.

تم بحمد الله تعالى..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

المصادر والمراجع:

(1): (لاتحزن عائض القرني).
(2):القاموس المحيط .
(3): (إغاثة اللهفان).
فــي داعــة الرحمـــــن وربــي يحفظكـــــم