«الوفاء» يغازل الشارع ويطالب بترشيد الأعمال الاحتجاجية
 

تباينت الرؤى بشأن بيان تيار الوفاء الإسلامي بشأن ''أعمال حرق الإطارات'' التي تواصلت في السنوات الأخيرة في بعض القرى والمناطق وخصوصاً في العطل الأسبوعية، ويأتي بيان ''الوفاء'' مساء الخميس الماضي بضرورة ترشيد ''الأعمال الاحتجاجية'' بعد الدعوة المباشرة التي وجهّها زعيم التيّار الشيخ عبدالجليل المقداد في التاسع عشر من الشهر الجاري بوقف جميع الأعمال الاحتجاجية في القرى لمدّة أسبوع واحد إثر الخلاف الذي حصل في سترة عند قيام أشخاص محسوبين على جمعية الوفاق بالدعوة لاعتصام لرفض تلك الأعمال في العشرين من الشهر الجاري، إلاّ أن القائمين على تلك الفعالية أعلنوا إلغاءها قبل يوم من إقامتها وسط تكهنات بحدوث صدامات بينية بين الأهالي.
ويدور في الشارع جدل بشأن الأعمال الاحتجاجية التي يقوم بها بعض الشباب في قرى ومناطق مختلفة، وتتمثّل في حرق إطارات السيارات، وأحياناً بعض الممتلكات العامّة وإلقاء زجاجات المولوتوف على رجال الأمن الذين يتواجدون في تلك المناطق لصدّ تلك الأعمال.
وفيما تبرّر بعض الأطراف تلك الأعمال باعتبارها ردّات فعل -وإن كانت غير منظّمة- على استمرار وجود محتجزين لدى أجهزة الأمن في قضايا أمنية ذات طابع سياسي، ولاعتقاد تلك الأطراف بفعالية تلك الأعمال في الضغط على الحكومة من أجل فتح حوار سياسي جاد لحلحلة بعض الملفات السياسية، فإن آخرين - وخصوصاً الجمعيات المعارضة المشاركة في العملية السياسية- يرون عبثية تلك الأعمال ولا فائدة منها بالعمل السياسي، بل وضررها على المعارضة، ويدعون ؟بشكل مباشر أو غير مباشر- إلى إنهائها والتبرؤ منها. ويأتي بيان تيّار الوفاء الإسلامي وهو التيّار الجديد الذي تشكّل في الساحة الشيعية المقاطعة بعد تيّار ''حق''، ويتّخذ من رمزية الشيخ عبدالجليل المقداد مرجعية له - إثر بروز بعض الأصوات الرافضة لأعمال الحرق بين الأهالي في المناطق والقرى التي تشهد تلك الأعمال.
وأعلن ''الوفاء'' في بيانه الأخير أنه لم يكن السبب في نشأة تلك الاحتجاجات ''فهي سابقة على وجوده ككيان، وهو لا يدعي لنفسه شرف قيادتها، ولكنه يضع نفسه دينيا ووطنيا معها في خندق واحد'' وفق ما قال.
وجاء في البيان ''لقد تبنى تيار الوفاء منذ نشأته المساهمة مع الغير في السعي لتطوير أساليب الاحتجاج السلمي وترشيدها، لأنه يؤمن بالحاجة إليها لتعزيز حقوق الشعب وحرياته وتأمين مصالحه، ويجد بأنها ضرورية لمساندة أي عمل سياسي إصلاحي في الوقت الراهن، ولذلك فهو يساند الاحتجاجات الشعبية ما دامت تتقيد بالمبادئ والحدود''. أما المبادئ والحدود التي دعا لها ''الوفاء'' فهي ''عدم استخدام الأساليب التي تعرض حياة الأفراد أيا كانوا للخطر، ومن ذلك استخدام المواد الحارقة أو المنفجرة بشكل مباشر ضد الأماكن أو المركبات أو الأفراد، عدم التعدي على الممتلكات الخاصة بالمواطنين، وعدم الإضرار بمصالحهم الحيوية، وعدم حرق الإطارات أو الحاويات أو تفجير إسطوانات الغاز في الأماكن التي يمكن أن تعرض حياة الناس للخطر الجدي''.
كما دعا التيار في بيانه إلى ''عدم المبادرة للاصطدام مع الأشخاص أو الفئات الذين لا يتفقون مع أساليب الاحتجاج السلمي، لكي لا يتحول العمل الاحتجاجي إلى سبب لصدامات بينية''.
وقال إنه ''يتفهم عدم اقتناع البعض بأساليب أو جدوى بعض أشكال الاحتجاج الشعبي السلمي، كما يقدر عاليا سعي أية جهة لترشيد أعمال الاحتجاج بما يقلل من أضرارها على المواطنين، ولكنه لا يقبل أية تبريرات للقيام بالتصدي لفعاليات الاحتجاج السلمي، بحجة أنها لا تتوافق مع مرجعيته الدينية أو السياسية أو لأنها لا تتفق مع معايير السلطة وقوانينها أو بذريعة بعض الأخطاء التي تشوبها'' بحسب البيان. وأعلن التيار في الوقت ذاته ''استعداده للمشاركة في أي حوار أو برامج باتجاه ترشيد العمل الاحتجاجي، وذلك للعودة مجددا للأساليب الأكثر هدوءا وسلمية''.
البيان لم يأت بجديد
في السياق نفسه تباينت ردود الفعل في الوسط المعارض المقاطع، بين من اعتبر بيان ''الوفاء'' محبطاً بسبب تقييده لأعمال الاحتجاج، وبين من رحّب بالبيان واعتبره خطوة صحيحة تخطوها القوى المقاطعة بضرورة ترشيد الأعمال الاحتجاجية، فيما قلّل آخرون من أهمية البيان معتبرين أنه ''لم يأت بجديد على مستوى مواقف التيّار ورموزه''.
وحفلت بعض المواقع الإلكترونية بالكثير من الجدل في اليومين الماضيين عقب إصدار البيان مساء الخميس الماضي، وفيما أعلن بعض مرتادي تلك المنتديات المحظورة والتي تبث أخبار وصور أعمال الحرق رفضهم لتلك الدعوة ومواصلة ما يقومون به، دعا آخرون - محسوبون على تيار الوفاء وحق- إلى ضرورة الالتزام الكامل بما جاء في البيان من منطلق ترشيد العمل المعارض والحفاظ على سلميته.
وتشهد بعض المناطق منذ ثلاث سنوات قيام بعض الشباب المجهولين بحرق إطارات السيارات في الشوارع العامة أو عند مداخل بعض القرى والمناطق، ويقوم رجال الأمن بإطلاق غازات المسيّل للدموع والرصاص المطّاط ضدّ المحتجين، فيما يردّ المحتجون برمي الحجارة وأحياناً عبوات المولوتوف.


http://www.alwaqt.com/art.php?aid=204056