منتدى استراحات زايد - فهل ترضى أن نقف في وجه النواب المحترمين و نمنعهم من الذهاب إلى المجلس

الى من يريد التصدي الى الشباب المقاوم .. هل تقبلون ان نمنع نوابكم من الذهاب الى المجلس المشؤوم الذي لحق بنا ضرر عظيم منه .

إلى من لم يدقق في خطبة العلامة الكبير الشيخ عبد الجليل المقداد التي وجه رسائل واضحة وقوية لمن يريد أن يتصدى لحركة الشارع .

........

جزء من الخطبة

الموضوع الثالث:

من يريد ان يواجه المتظاهرين المظلومين عليه ان يتحمّل المسؤولية و التبعة أمام الله سبحانه.

أخبار تم تناقلها أن هناك دعوة إلى اعتصام في بعض القرى تارة يعنون هذا الاعتصام -ولا أملك التفاصيل الكاملة عنها- فتارة يعنون اعتصام من أجل وحدة هذه القرية، و تارة يعنون بعنوان أنه اعتصام ضد (المخربين) على ما يقال، والوقوف في وجههم و هناك خصوصيات تنقل و أخبار تنقل لأن الإنسان لا يملك علماً بتلك الخصوصيات و التفاصيل، لذلك نحن نتكلم في أصل القضية و إطارها العام، مع قطع النظر عن تفاصيلها التي لا نملك الرؤية الواضحة عنها.

هذا الاعتصام إن كان من أجل وحدة أبناء القرية و من أجل جمع كلمة المؤمنين فهو خطوة حسنة ينبغي علينا جميعاً أن نبارك لها و هذا ما كنا دائما ندعو له، أما إذا كان لها – لاسمح الله- عنواناً آخر وهو الوقوف في وجه من يسمونهم (بالمخربين) فهنا لنا كلام آخر، أقول إذا كان للإنسان طريقان لحل مشكلة ما، طريق سهل لا يكلفه شيئاً و طريق صعب فلماذا يختار الطريق الصعب؟! و لماذا لا يتوجه إلى الطريق السهل الذي لا يكلفه عناء و لا يستوجب آثار و لوازم غير محمودة طالما قلت و قال غيري أن مثل هذه القضايا ينبغي أن تحلّ عبر التفاهم و الحوار و قلت كرارا و مرارا نحن لا ندعي أن هذه الاحتجاجات كلها نعطيها و نقول بأنها صحيحة و أنها خالية من السبيات و كلها إيجابيات، و هذا لم يتفوه به أحد و لم نتفوّه به، و إنما نقول هذه الاحتجاجات كما أن لها سلبيات لكن هناك لو قلبنا الصفحة لوجدنا الصفحة الأخرى مشرقة، تعالوا من أجل أن نتحاور و هذا الطريق الآمن و من يعدل عن هذا الطريق و يذهب لطريق آخر، وهو الذي يتحمّل المسؤولية و التبعة أمام الله سبحانه و تعالى إذا كانت هناك يدٌ تُمدّ و تقول لكم نحن أيضاً لا نرضى بهذا الواقع و نسعى من أجل إصلاحه و رفع سلبياته، فتعال يا محترم من أجل أن ألتقي معك على مشروع، ظننا أن يستجيب له هؤلاء الأخوة و يستجيب له الكثير والسواد الأعظم في الساحة، هذا المشروع الديني مشروع عقلائي، لماذا تذهب إلى طريق آخر مملوء بالصعاب و المتاعب؟، ويؤسس إلى فتنة إذا صار البناء أن تريد الوقوف في وجه هؤلاء لأنهم مخربون كما تزعم، و أنهم يلحقون ضرراً بالناس، إن كنت ترضى بهذه المعادلة، فهل ترضى أن نقف في وجه النواب المحترمين و نمنعهم من الذهاب إلى المجلس النيابي لأن في ذلك المجلس المشؤوم لحق بنا ضرر عظيم، هل ترضى؟، نتصدى لكل نائب و نمنعه من الذهاب، بحجة أننا لحق بنا الضرر، و بحجة أننا يوماً بعد يوم نذوق الأمرين من هذا التعاطي في الشأن السياسي، هل يروق لك هذا؟، و سأضع لك التقييم و أنت الحكم فيه، ضرر هؤلاء أم ضرر المشاركة و بهذا المستوى. هل ترضون بهذه التسوية و هذه المعادلة؟

ثم نسأل و نقول:أنتم في هذا المقام إنما تمارسون وظيفة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و طالما كنتم تكالبون غيركم بالشرعية في ممارسة هذه الوظيفة، سؤال: ما هو الوجه الذي يبيح لكم هذا و يجوز لكم هذا؟ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الحالات العادية مشروط بشرائط، و من ضمنها احتمال التأثير، وأنتم تعلمون أن احتمال التاثير غير موجود، بل أشد من ذلك، لابدّ وأن تحتملون بل لابد أن تعلمون أن التصدي لهذا الأمر له آثار خطيرة، إذا كنتم في أداء وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسقط عنكم، نسالكم أيّ شرعية لكم في هذا العمل؟ أم فقط أنتم من تطالبون غيركم بالشرعية؟، هل الأستاذ حسن مشيمع يُطالب بالشرعية فقط؟

“كل ما في المسالة أيها الأخوة أننا نشعر بتكليف و مسؤولية”

ولذلك اقول مشفقاً و ناصحاً: أن الأخوة الأعزة الذين أوردوا هذا الفكرة على فرض أن يكون الغرض منها التصدي مواجهة هؤلاء الأعزة أن يعيدوا النظر فيها و على العقلاء أن يتدخلوا لن هذا باب خطير، و لا يجوز لك شرعاً إلا إذا جئنا بدين غير هذا أو تستطيع أن تقوم بحله بطريق التفاهم و الحوار، تترك هذا الطريق و تلجأ لآخر؟، أي شرع يجوز هذا؟، أو لأن الطريق الآخر يلزمك بمؤونة لا تتحملها؟، و لذلك أقول مشفقاً ناصحاً أن يعاد النظر في هذه الخطوة، أن يفكر قبل الإقدام عليها لأنها خطوة خطير و لا زالت الأيدي مفتوحة من أجل أن ننتشل هذا الوضع المأساوي الخطير و قلت و قال غيري أنه بإمكاننا أن نلتقي على مشروع وحدوي، وإنا لو نقول هذا الكلام نقوله صادقين، أقول لكم ايها الأخوة، بعض الأحيان تُظلم الناس نتيجة الجهل و عدم المعرفة و عدم الإحاطة بالقضايا، إلى أين نريد ان نطير ونقفز؟، هل نريد أن ندمر أنفسنا؟ أخوة لكم في الله، لهم حظ من الإيمان، قد تفوقهم أنتم إيماناً و لكم هم ليسوا بمفسلين، لم ياتوا من جبال الهملايا و لم يأتوا من غابات أفريقيا، أخوة يمدون اليد يسعون من أجل لملمة الصف، اقولها بكل صدق: والله لا رغبة لنا لا في زعامات و لا في قيادات، لا ندري من أين لصقت بنا هذه التهمة؟، البعض مع الأسف ينقل كلام أن هؤلاء استغلوا فترة وجود الأستاذ حسن مشيمع في السجن و خدعوا الناس والجماهير و أقاموا اعتصام و شكّلوا لهم تيّار، حباً في الزعامة، اقول اتقوا الله سبحانه و تعالى، هذا عيب، و الجهل يبقى جهلاً، أي زعامة تتكلمون عنها، نحن نطرح في قرارة أنفسنا –أقول هذا الأمر من أجل أن يعلم الناس- لو اتيحت الفرصة أن يأتي الأستاذ حسن مشيمع معنا و نجعله أميناً عاماً للتيار، هذا الكلام أنا ذكرته و سمعته من الأستاذ، لسنا طالبي زعامة و قيادة، بماذا نثبت لكم أننا لسنا في هذا المجال؟ كل ما في المسالة أيها الأخوة أننا نشعر بتكليف و مسؤولية، و لوكان عندنا طريق يخبرنا و يوضح لنا بالجلوس في منازلنا و يقول لنا ليس عليكم تكليف، والله لتركناه، إنما نقوم بوظيفة و مسؤولية، هل من شقائنا أن نبقى نكرر هذا الحديث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هل علينا أن نكرّر هؤلاء شرعيون و هؤلاء غير شرعيون؟، يا أخي نحن لسنا بأطفال، قلناها أيام الاعتصام وبعده واليوم أكررها: قبل سفرنا إلى إيران نحن ملتفتون إلى أمر الشرعية و أمنّاه، ماذا تعني الشرعية؟ معناها أن مطالبتك بالحقوق التي قد يترتب عليه مضار و سجن البعض وإيقافهم، و تعرضهم للضرر، بل قد يؤدي إلى استشهاد البعض منهم، هذا الذي أمنّاه، و هذا ليس حديث أطفال أو حديث من يسمع كلمة فينتهجها، كلا، هذا حديث إبراء ذمة، كم مرة تحدثنا عن الشرعية و تم التأكيد عليها مراراً، و لو قلت بأن تأكيدها مرّ بأربع أو خمس أو ستّ مراحل لم أكن كاذباً، أقول أيها الأخوة: عاهدناكم بأن نكون معكم صادقين و بالشفافية و الوضوح، الشرعية أن مطالبتنا بالحق و إن تمثّل ذلك في خروجنا في مسيرة أو اعتصام و الوصول له، ليس فيه تجاوز و لا عدوان، و أي شخص يلحقه ما يلحقه فهو مظلوم، و يصيبه ما يصيبه فهو مظلوم، هذا الذي أمنّاه، عودناكم على الصدق و الشفافية و الوضوح و هكذا نريدكم أن تكونوا معنا، ولن نسمح لأنفسنا في يوم من الأيام أن نمارس معكم دجلاً أو كذباً أو لف و دوران، هذا نحن و هذا وضوحنا، و لينتهي هذا الأمر يا أخوة، عيب تكراره ، و الشرعية ليس تصريح من هنا أو رسالة تأتي من هناك، أو ما شابه ذلك، هذة مسؤولية بين العبد و ربّه.

النقطة الأخيرة : نداء إلى الانصار و المضحين بوقف الاحتجاجات لمدة أسبوع واحد فقط.

إلى أخوتنا الأعزة، إلى شركائنا في القضية، إلى الأنصار، إلى الأعوان، إلى الأحبة، إلى المضحّين، أقول:
أثبتوا حسن نواياكم خصوصاً في المناطق التي تمرّ بمرحلة صعبة ، أثبتوا لأخوانكم المؤمنين، أثبتوا لهذا العالم، أثبتوا لهذا الشعب أنكم مسالمون و أنكم أصحاب قضية عادلة و أوقفوا الاحتجاجات لمدة أسبوع كمبادرة حسنة منكم، لتثبتوا أنكم أهل منطق و حوار و تحاور، و أثبتوا للاخرين لماذا نتكّلف الطريق الصعب و أمامنا طريق آخر يمكن أن نلتقي عليه؟، و نحن نقول لا مانع لنا والله أن ننطوي تحت قيادة أي إنسان مخلص عالم حريص، و لكن بشرطها و شروطها و الحقوق متبادلة، يقول أمير المؤمنين (ع): “إن لكم عليّ من الحق مثل الذي لي عليكم”، مستعدون و سوف نثبت هذا إذا ما وجدنا أن هناك استجابة، أعود و أقول أوقفوا الاحتجاجات السلمية لمدة أسبوع ما لم يطرا و يستجد طارئ جديد، و أثبتوا للجميع أنكم أهل حوار.

أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم، و الحمد لله ربّ العالمين، و صلّى الله على سيدنا و نبينا محمد و آله الطاهرين.

منقول من موقع العزة