ألم تدرك بأن المعاصي .. تضعف عظمته ووقاره تعالى في القلب ..
شاء المرء أم أبى !!
ولو تمكن وقار الله وعظمته القلب .. لما تجرأ وعصى الرحمن !!
لا تجعل ما يحملك على المعاصي حسن الرجاء .. و الطمع بالعفو .. أو حتى ضعف عظمتة الله في قلبك ..
وهذه مغالطةٌ يجب الحذر منها !!
قال صلى الله عليه وسلم : "كل أمتي معافى إلا المجاهرين .. وإن المجاهرة أن يعمل الرجل عملا ثم يصبح وقد ستره الله يقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا .. وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " مسلم .
لذا كان الحياء من الخالق موجب للرحمة والمغفرة !!
والآن .. لقد قُتل ذلك الحياء ..
كثيرا ما تمر علينا هذه المواقف :
"والله مضيت امبارح وأنا بسمع أغاني .. " .. " شوفي اشتريت هاي اللبس بدي روح فيها عالجامعة " ..
"أبوي قالي قوم صلي .. قلتله حل عني !! " .. " قالتلي أمي إلبسي الجلباب .. قلتلها بعيد الشر "
" دخنتلي بكيت
سجاير امبارح " .. وهلم جرا .. حدث ولا حرج
والأسوأ من الكلام .. تلك النظرات التي تبدو على وجوههم ..
فرح !! افتخار!! اعتزاز!!
وكل ذلك " لارتكابه الذنب "
أما تعتبر هذه مجاهرة ؟؟!!
وهذا الذي يسمك السيجارة .. أما يعتبرها مجاهرة ؟؟!!
ولتك التي تتبختر عارضة نفسها وجمالها لكل من هبّ ودبّ .. أما تعتبرها مجاهرة ؟؟!!
ألا تعلم أن بمجاهرتك تلك .. تحـبـب الذنـوب للـقـلـوب .. !!
حقا .. أمم يُخاف عليها غضب الله .. والتهاب النيران
قال صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة سيئة فعليه وزرها .. ووزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا " مسلم والنسائي .
قيل : " لأن تلقى الله بسبعين ذنبا فيما بينك وبينه .. أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد !!! "
غريب أمر الناس .. ومذهل ما تفقهه !!
على ذنوبهم مقيمين .. وعلى المعاصي مستمرين !!
يطنون بأن الله يحبهم .. راضٍ عنهم .. ناجون من غضبه !!
وكل ذلك .. لأن الله ما فضحهم !!
قال الله تعالى " سَنَسْتَدْرِجُهُم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُون " الأعراف 182 ..
لقد آن أوان الاعتراف والإقرار واللوم ..
لا بد من معرفة تلك الأسباب التي تجعلك مصرا على المعصية ..
والشيء لا يبطل إلا بضده ..
عليك بالجلوس مع نفسك جلسة صفاء ..\
تفرّس في نفسك .. تفكر في ذنبك المصر عليه ..
أغلق قلبك .. وتمهل في تفكيرك ..
إلى أن تصل إلى أسبابه .. أمسك بورقة وقلم ..
حاول كتابة ما توصلت إليه من أسباب .. بالإضافة إلى الذنوب ..
عندها تستطيع وضع قدمك على الطريق الذي يقودك للجنــة