منتدى استراحات زايد - سوالف وذكريات من انتفاضة التسعينات

حلقات نشرت في نشرة الذكرى التى تصدر عن شباب قرية مقابة احببت نشرها لتعم الفائدة لما فيها من امور تحتاج للتأمل من شخص عاصر بداية اندلاع انتفاضة التسعينات منذ البداية
الذكرى نشرة دينية اجتماعية تربوية هادفة تصدر عن شباب قرية مقابة كل اسبوع - السنة التاسعة -

بقلم: أبوعمار

الحلقة الاولى - في العدد رقم (446)

صحيح ان المقال الفصيح لغة النابض بالمعاني البليغة يكون كاشفا عن ثقافة معينه ورؤى فكرية حية قوية تشد السامع وتلهب حماسه لاستماع المزيد المزيد ...
ولكنه ايضا يقال ان الكلام البسيط الذي يدركه كل عقل وكل مستوى ثقافي ولو كان متدنيا قد تكون ثماره اكثر انتاجية حيث يصل المقصود سلسلا الى عقل المخاطب خاليا من كل تعقيد وتبعثر لمعانيه..

لهذا سنبدأ اليوم بالكتابة في باب جديد وهو عبارة عن سوالف وذكريات قد تثير اشجان البعض وقد تغضب البعض الاخر ولكني اضنها ستكون بعون المولى كاشفة لكثير مو المواقف والالتباسات لهذا الجيل الذي لم يعاصر تلك الفترة المريرة من الحركة الشعبية والتى تمتد اثارها وتتشعب الى وقتنا الحاضر.

جمعني معه السفر لزيارة النبي المصطفى (ص) وائمة البقيع (ع) كان شابا طموحا مرحا والاهم من ذلك انه كان متديناً .. قبل الجلوس بجانبي سألني هل هذا مكان احد من الزوار؟
قلت له كلا انه شاغر.
فقال هل أجلس معك؟
فقلت له نتشرف بزائر مثلك
فقال لي شرّف الله قدرك
من هذه الطريقة المؤدّبة وطريقة استئذانه سرى ارتياح نفسي بداخلي لهذا الشاب المؤمن.
بعد التعارف الطبيعي من اسماء ومناطق وظائف ووو.. شرعنا في حديثنا متنقلين من سالفة لاخرى ..كان صاحبي في أتم الراحة كما عبر لي حيث وجد ضالته بسفره هذا .. فكان يردد "الحمد لله الذي جمعنا معكم حتى نستفيد من تجاربكم" تواضعا منه حيث انه من حملة شهادة بكالوريوس هندسه وكنت انا من حملة شهادة خامس ابتدائي .. عبر لي مراراَ عن تشكيكه في قولي هذا قائلا: لا تتواضع.. الشخص الذي يحمل كل هذه المسؤليات لابد ان يكون له باع في الدراسه.. وكنت ارد عليه: صحيح كلامك ولكن احيانا الحاجة تعجل الانسان يفعل المستحيل

من ضمن الامور التى طرحت للنقاش الامور الاعلامية التى كان لها الدور الاساسي في حقبة معينه , فأستعرضت له تجربتنا مع نشرة (منبر الجمعة) حيث كنت احد مؤسسيها , النشرة الوحيدة التى نقلت خطابات العلماء القادة , وكيف دأبت السلطة ليل نهار للكشف عن مصدرها او موقعها .. كنت مصدر شكهم وكانت مراقبتهم ولبيتي بشكل دائم .. وكيف انهم فشلوا فلم يثننا هذا الاسلوب عن عزمنا وبقينا مصرين على اخراجها للناس .. حتى اندلعت الانتفاضة الشعبية وتم سحبي من الشهر الاول لاندلاعها...

يتبع>>