مقال لمنصور ضد الأقلام والكتب الطائفية: «حواشي» على «السرد القصصي»
 

«حواشي» على «السرد القصصي»

عدد غير قليل من المراقبين للوضع البحريني أصبحوا لا يفهمون مجريات الأمور، ولا يعلمون مسببات التصريحات الخطيرة الصادرة يوما بعد يوم، بل يخيل للبعض أن مصيبة كبرى حلت بالبحرين لا تقل عن التسونامي الذي ضرب إندونيسيا في 2004. وعليه فإن البحرين أصبحت الآن بحاجة إلى «قاموس سياسي» خاص بها، وذلك من أجل فهم مجريات الأمور. ولأن إصدار قاموس يتطلب الوقت الطويل، فإن علماء الزمن القديم كانوا أحيانا يلجأون إلى كتابة «الحواشي» – جمع حاشية – وهي ملاحظات تكتب على هوامش الكتب من أجل التوضيح أو من أجل طرح وجهة نظر أخرى.
ولعل من المفيد أن نكتب «حواشي» على «السرد القصصي» الذي يتكرر كثيرا في بعض الكتابات التي تستخدم الأسلوب المباشر وغير المباشر في اتهام فئة مجتمعية بحرينية أصيلة في انتمائها للوطن، حتى أن بعض خطب الجمعة التي لا وجود لها أصبحت توزع بشكل موجه على الصحافة المحلية من أجل ضخ مزيد من الأقاويل التي تصب في هذا «السرد القصصي».
ولكي نتمكن من كتابة الحواشي فإننا بحاجة إلى كتاب يجمع «السرد القصصي» بين جنبتيه، ولديّ كتاب توزعه جهات معروفة يحمل عنوان «الخطة الخمسينية السرية لآيات قم وانعكاساتها على واقع مملكة البحرين»، والمؤلف يقول إن اسمه «د. هادف الشمري»، والطبعة الثانية تحمل تاريخ (1429 هجرية). هذا الكتاب يسرد القصة الكاملة للأفكار التي تحرك الكثير من المقالات والتصريحات الصادرة من جهات محددة، بل إن قراءته تغنيك عن قراءة تلك الأعمدة والمقالات والتصريحات التي ينشرها البعض.
الكتاب يقرأ من عنوانه، وما بداخل هذا الكتاب سم وحقد وشوفينية وشتم في الكثير من عوائل البحرين والنيل من أشخاص بأسمائهم من دون خجل. وبطبيعة الحال، فإن الذين يكتبون في العلن يقتربون كل يوم من الكتابة بنفس أسلوب هذا الكتاب الذي يوجههم نحو ترديد مقولات كل يوم لاتهام فئة مجتمعية محددة في انتمائها لبحريننا الغالية.
إننا لا نستطيع أن نعالج قضية هنا وأخرى هناك مادام «السرد القصصي» مستوحى من خرافات مملوءة بالحقد ومملوءة بالأكاذيب ومملوءة بالتزوير المباشر ضد أهل البحرين، وليس مستغربا أن تجد الشك هو أساس العلاقة بين من يتأثرون بهذا السرد القصصي والفئة المجتمعية المستهدفة بأكملها.
شخصيا، قمت بإيصال نسخ من الكتاب قبل أشهر إلى مسئولين كبار في وزارتي الداخلية والإعلام، وسألتهم «هل ترضون بما ورد في هذا الكتاب الذي توزعه جهات معروفة للجميع ونشهد مقتطفات منه تنشر كل يوم تقريبا»؟
ملاحظة صغيرة أود كتابتها على حاشية هذا الكتاب: «إن التشخيص نصف الدواء»، والمصيبة ليست في كلام قيل هنا أو هناك، كما أنه ليس في اجتماع حدث هنا أو هناك، وإنما في «السرد القصصي» المسيء لنصف مجتمع البحرين والذي يبدو أنه بدأ يتحول إلى عقيدة سياسية لدى جهات معينة.

http://www.alwasatnews.com/2741/news/read/377317/1.html