منتدى استراحات زايد - بيان جمعية العمل الاسلامي حول التطورات الآخيرة في الاراضي المحتلة

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان جمعية العمل الاسلامي حول التطورات الآخيرة في الاراضي المحتلة

في الوقت الذي تمارس إسرائيل عربدتها على الأرض العربية، وتقوم بإغتيال المناضل محمود المبحوح على أرضٍ عربية خليجية (دبي) أمام مرأى ومسمع من العالم كله،ويعلن كيان الإحتلال الصهيوني الغاصب عن طرح مناقصة لبناء 600 وحدة سكنية صهيونية في القدس الشرقية، وإعتزام بلدية القدس الصهيونية هدم المزيد من المنازل العربية وطرد ساكنيها في محيط الحرم القدسي ولا سيما في حي البستان، ويوافق على بناء 100 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، ويعلن عن وضع الحرم الإبراهيمي المطهر ومسجد الصحابي بلال بن رباح في الخليل على لائحة مواقع التراث اليهوديالمزعومة، ويضع 150 موقعاً آخر على نفس القائمة السابقة.

وفي الوقت الذي يقوم المتطرفون الصهاينة باحتلال حرم المسجد الأقصى تمهيداً لاقتسامه كما حدث للحرم الإبراهيمي، ومع الإعتقالات اليومية المستمرة دون حسيب أو رقيب، ومع إحتلال المزيد من الأراضي، وتزايد وتيرة التهويد وبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، توافق الجامعة العربية على إعطاء "نتن ياهو" وحكومته تغطية تعيد المفاوضات دون إيقاف الإستيطان!!

جمعية العمل الإسلامي تستغرب هذا التصرف الغريب وتدين استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينة والقمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق على يد قوات الإحتلال وأجهزته الأمنية، وتستهجن هذا الإنصياع غير المبرر الذي إتخذته بعض الأطراف العربية، وكذلك إستجابة السلطة الفلسطينية وعودتها إلى المفاوضات دون شرط عودتها الذي قطعته على نفسها: تجميد الإستيطان!!!

فبعض الدول العربية وبدلا من دعم وتشجيع الفلسطينيين على الصمود والوقوف في وجه العنجهية الإسرائيلية فإنها تكافئ كيان الإحتلال الغاصب بمزيد من إشارات التودد والتذلل عبر اللقاءات والمصافحات والتصريحات.

إن جمعية العمل الاسلامي تدين قيام وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بزيارة سرية لمقر حركة "حباد" الدينية اليهودية المتطرفة في واشنطن وبحضور سفير البحرين في الولايات المتحدة، وبحضور مجموعة من كبار ممثلي اللوبي اليهودي وأعضاء بارزين من منظمة "إيباك" المتطرفة واللجنة اليهودية الأمريكية ومنظمة "بني بريت"، بالإضافة إلى مندوب عن اللجنة الأمريكية اليهودية لمكافحة التشهير، وشخصيات يهودية نافذة في واشنطن، وتعتبر أن ذلك نوع من الطعن في ظهر الشقيق الفلسطيني الذي يراق دمه من قبل الصهاينة دفاعاً عن الشرف والعز العربي، وخروجاً عن قرارات الدول العربية التي تمنع التطبيع، وتعلن عن خشيتها من وجود من يدفع حكومة البحرين لتكون رأس رمح التطبيع العربي في المنطقة، وما هذه التصريحات واللقاءات والدعوات المشبوهة إلا حلقات في هذا المسلسل المقزز.

وإن الأقبح في هذا المسلسل السخيف هو تصريح وزير الخارجية نفسه: "على الجميع أن يدرك أن إسرائيل لها وجود تاريخي في منطقة الشرق الأوسط وأنها موجودة هناك في تلك المنطقة وللأبد"!!!.

إن الانظمة الإستعمارية والإمبريالية – وعلى رأسها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية - التي زرعت هذا الكيان غير الشرعي في أرض فلسطين وفي قلب المنطقة ورعته من أجل استنزافها وإعاقة تقدمها، هي المسؤلة عن قيام إسرائيل وإستمرار وجودها، وهي المسئولة عن إستمرار معاناة الفلسطينيين وحرمانهم من دولتهم، وهم المسئولون عن كل جريمة تقوم بها إسرائيل، وهي ذاتها الأنظمة الإستعمارية التي فرضت بعض الأنظمة المتخلفة على شعوب المنطقة، وحافظت عليها.

إننا نرى أنه من الأفضل لمسئولي الدولة تحسين علاقاتهم مع مواطنيهم والعمل على حل الإشكالات العالقة معهم، والإبتعاد عن إسرائيل وحلفائها الغربيين لأن إسرائيل زائلة لا محالة والغرب لم يكن وفيا لمن كان قبلهم ولن يكون وفياً لهم أو لغيرهم، فلا يرهنوا مستقبلهم بهم.

وهذه المنطقة لن تحكم إلا بأيدي أبنائها، أما الغرباء – وعلى رأسهم إسرائيل - فلا مكان لها في هذه المنطقة أبداً، عهدٌ عهده الله ورسوله {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا}، ولن تكون إسرائيل ولن تبقَ ولن يُعترفُ بها – لا في فلسطين ولا في غيرها - حتى لو إعترف كل العالم بها، لأنها كيان مُغْتَصِبْ والإغتصاب لن يكون شرعياً بالتقادم ولا بالأمر الواقع وزوالها قريب، وقد قال عز من قائل: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

جمعية العمل الاسلامي
الثلاثاء 9 مارس 2010م
الموافق 22 ربيع الأول 1431هـ