منتدى استراحات زايد - البيت الشيعي، ولزوم الغطاء الشرعي..!

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيّبين الطاهرين

إن مدرسة أهل البيت عليهم السلام مدرسة مليئة بالأحداث، متلوّنة الأطباع، مستفيضة الحركات، علومها نبعُُ لا ينضب وعطاءها نهرُ لا يجف، من يقرأها بسطحية لن يصل إلى أهداف هذه المدرسة المحمّديّة الأصيلة، من يقرأها بغير تمعّن لن يراها إلاّ مدرسة متناقضة الأحداث، متضاربة الأفعال، من يختزل هذه المدرسة في حدثٍ ما لن يتعرّف على النّعيم الذي أفاضته هذه المدرسة.. اما الايمان الحقيقي والدراية التّامة بهذه المدرسة فهو الايمان والتسليم والتصديق بكل حركة وحدَث وعلم وعطاء مصدره أهل البيت، والايمان ان اتّباع هذه المدرسة هو اتّباع لحكم الله وطاعة لأمر الله والتزام بشرع الله..

الاساء لخط أهل البيت عليهم سلام الله..

كثُرت في الآونة الأخيرة الصاق بعض الأحداث - سواء اتفقنا فيها ام لم نتفق - بالرسالة المحمّدية الأصيلة، وهذا ما يلزمنا جميعاً أن نقف وقفة جريئة أمام هذه الاساءة لعطاء أهل البيت عليهم السلام..

عتبي للأخوة الذين يلصقون بعض الأفعال إلى ثورة الحسين عليه السلام، واختصروا عطاء أهل البيت المفعم بالأحداث في السيف، واتخذوا من ملحمة كربلاء السيف وتركوا دروسها وتعاليمها ومفاهيمها وحتى متى وجوب قيام السيف فيها.. أعيدوا قراءة واقعة الطف بكل تمعّن، أعيدوا القراءة في سيَر أهل البيت سلام الله عليهم.

من يقرأ ملحمة كربلاء بهذه الصورة عليه ان يلتزم بقول الأخوة السنّة عن رضى أمير المؤمنين عليه السلام وتصديقه على خلافة الأول والثاني والثالث.. من يقرأها بهذه الصورة عليه ان يقر بضعف امير المؤمنين بعدم ثأره لمن لطم الزهراء روحي فداها واسقطها جنينها.. عليه ان يقر بضعف الحسن عليه السلام لمصالحته الدّعي معاوية.. عليه ان يقر بضعف الأئمة سلام الله عليهم من بعد الحسين لأنهم لم يقوموا بالسيف ولم يحاربوا الظلم بالسيف.. عليه ان يقر بضعف الامام الرضا عليه السلام في قبوله ولاية عهد المأمون الظالم حتى ولو جُبِر بذلك.

في الجانب السياسي مثلاً جميعنا نختلف في اسلوب المطالبة، ربما نتّفق في بعض الاساليب ولا نتّفق في البعض.. لكن ان تكون هناك ممارسات خاطئة لا يقرها الشرع ونردد ونقول ان هذا ما تعلمناه من ثورة الحسين، هنا على كل انسان واعي وملم بحركة أهل البيت ان يتصدّى لهذا الفعل لأن فيه اساءة لخط الآل.. على سبيل المثال ما حدث مؤخراً من رمي أحد الأشخاص بـ ( مولوتوف ) بحجّيّة انه مخبر او ما شابه - لا اوثّق حدوث هذا العمل ولا أقول ان هذا العمل من فعل الشباب وانا على يقين ان الأساتذ حسن وكل واعي لا يقبل مثل هذه الأعمال - لكن ما نراه من البعض في تبرير هذا العمل ولصقه بخط الحسين عليه السلام والثورة ضد الظالم.. يستدعي اما ان نصنّف هذا القائل في انه لا ينتمي الى خط الحسين ويحاول تشويه هذا الخط.. اما انه جاهل ليس له علم ودراية تامّة بهذا الخط المحمدي الأصيل..

لأكون منصف انا لست ضد حركة الأخوة في حركة حق، لكن لكي لا نسيء الى حركة حق ولا نسيء الى الاستاذ ولا نسيء الى المذهب.. لابد من جرأة للوقوف ضد الافعال الشاذّة التي تم لصقها بعطاء كربلاء الحسين.

الالتزام بالحكم الشرعي مطلب لا مفر منه..

ان الحسين عليه السلام عندما خرج على الدعي ابن الدعي خرج لأن الحكم الشرعي اقتضى له ان يخرج، امير المؤمنين عندما لم يحارب من اخذوا منه الخلافة التزم بحكم الله، الامام المجتبى عندما صالح معاوية فعل ذلك لأن الحكم الشرعي ألزمه ان يفعل.. فعلوا كل ذلك لأن مخالفة الحكم الشرعي عندهم هو انتهاء الدين

هنالك اصوات نشاز وخطط مدروسة حاولت وما زالت تحاول ان تبعد أبناء هذه المدرسة عن خط أهل البيت المتمثل الآن في خط الفقهاء العدول، وخرجت اصوات كثيرة تردد العبارات التي تشككنا في المرجعيات حتى اصبح قول أين الغطاء الشرعي ؟ اسطوانة مشروخة عند البعض!

قوّة المذهب في التفاف الاتباع حول المرجعيات، وهذا ما يرهق ويتعب اعداء المذهب، والالتزام بالغطاء الشرعي هو الذي ابقى هذا المذهب محصّن رغم كل الممارسات التي حاولت الاساءة إليه، انهم يعيبون فينا التفافنا حول المرجعية ويعيبون فينا التزامنا بالغطاء الشرعي، لأنهم على علم ان ارتباطنا بالحكم الشرعي يعني فشل كل مخططاتهم

نحن كأبناء لهذه المدرسة لا نستطيع العمل بعيداً عن الغطاء الشرعي ومن يقول غير ذلك فهو لا يمكن ان يصنف نفسه امامي المذهب، لذا ترى أغلب مؤسساتنا السياسية والثقافية والاجتماعية لا تخلوا من وجود مرجعية دينية تستند لها.. مثلا ترى آية الله السيد هادي المدرسي هو المرجعية لجمعية أمل، وآية الله الشيخ عيسى قاسم هو المرجعية لجمعية الوفاق.. وعلى هذا المنوال.

خلاصة الحديث في نقطتين..
- علينا ان نقف في وجه من يلصق بعض الافعال الشاذّة بحركة أهل البيت عليهم السلام.
- استمرار بقاء المذهب وقوّته بتياراته ومؤسساته يتطلّب وجود مرجعية له لتوفير الغطاء الشرعي.

مع خالص التحايا