|
أبو لؤي : الوفاق.. بين » السلندرات « و »اللكزِسات الوفاق.. بين »السلندرات« و»اللكزِسات « حسين التتان http://www.alwatannews.net/columnist...32270231.a.gif 06 مارس 2010 لم يكن تشكيل جمعية الوفاق مريحاً منذ بداية تكوينها، هنالك نفر من الإنس اجتمعوا وقرروا أن يشكلوا جمعية سياسية من أجل أن تكون صوت الشيعة في البحرين وأسموها الوفاق، تلك الجمعية التي اعتقدت أنها اختزلت في داخلها كافة أبناء الطائفة الكريمة، برجالها ونسائها وعلمائها وكهولها وأطفالها وكوادرها، وهذه من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيه الوفاق منذ البداية، لتعلن بعد ذلك تخبطها عند كل منعطف تمر به البلاد، ويبتلى فيه العباد. صحيح أن الوفاق دخلت بملء إرادتها ''العلمائية الإيماني'' إلى الحياة النيابية، لكنها عاشت في داخلها صراع الأضداد، فهي لم تستقر سياسياً فيما تريد وما لا تريد وهذا ما تجلى بوضوح في إحدى الخطب الشهيرة لأمينها العام الشيخ علي سلمان حين قال: ''الوفاق امتداد لكل الشهداء، وخصوصاً شهداء الحقبة التسعينية، التي نفتخر بكل تفاصيلها، نفتخر بسلندراتها، بكل ذلك التاريخ الذي كان لابد منه، من أجل أن تكون الانتخابات''، وتارة يتحدث عن رغبته في اللجوء إلى تحريك الشارع!. الوفاق تؤمن بالسلندرات، وفي نفس الوقت تؤمن بكرسي البرلمان، وسيارات ''اللكزسات''، أليس هذا مشهداً ينم عن وجود ازدواجية في المعايير السياسية عند الوفاق!!. السؤال الشرعي المطروح هو؛ عندما تأسست الوفاق، هل ضمت في رحمها، كل الأطياف الشيعية، بمختلف مشاربهم واختلاف توجهاتهم؟ خصوصاً وهي التي أكدت على حمايتها للشيعة تحديداً، أم أنها اقتصرت على الولائيين والعلمائيين والمؤمنين؟ وإذا كانت الوفاق لسان كل الشيعة ف البحرين، فلماذا لم تدعُ حين التأسيس، ولو فرداً واحداً من تيار الشيخ المرحوم سليمان المدني، والشيخ العصفور، والتيار الشيرازي وغيرها من التوجهات السياسية والمدنية الأخرى، وباقي الناس العاديين الذين هم أهم شرائح المجتمع الصامت؟. إن جمعية الوفاق ومنذ النشأة الأولى لها، لم تكن تحمل الشخصية المستقلة القوية، فهي قامت ومازالت قائمة على تبعيتها المطلقة للعلماء ''مع كل الاحترام والتقدير لهم'' من أصحاب التوجه ''الوحيد''، مما جعلها تسير في اتجاه واحد لا غير. لقد حرصت الوفاق على أن تعلق حبل مصيرها ومصير أتباعها، في رقبة المجلس العلمائي، فهي لا تستطيع أن تخطو ولو خطوة واحدة إلا بعد مباركة المجلس لها سواء اقتنع أعضاؤها بقرار المجلس أم لم يقتنعوا، فهم وإن تظاهروا للعلن أنهم كتلة ديمقراطية إلا أن قراراتهم العليا والمصيرية تأتيهم من فوقهم ''العلماء'' لا من أسفلهم ''الناس''، رغم معرفتهم التامة أنهم ممثلون للشعب السفلي. بعد قرار المشاركة السياسية في انتخابات 2006 ومنذ اليوم الأول لجلسة مجلس النواب قاطعت الوفاق بطريقة ساذجة تدل على ''السذاجة'' السياسية، تلك الجلسة التي جرى فيها القسم، وتوزيع المناصب الرئيسية في البرلمان بحضور القيادة، دون أن يفهم العالم وإلى الآن سبب ذلك الانسحاب، مما جعلها تفقد مكتسبات نيابية، كان بإمكانها الحصول عليها لولا تخبطها الدائم. إن من المفارقات التي ترتكبها الوفاق هو في سطحية عملها السياسي، وفي شكل مطالباتها وتعبيرها عن رفض وضع ما، وعادة ما يكون أسلوبهم للرفض بطريقة ليس لها علاقة بالسياسة، ولا بالأعراف البرلمانية، بل بطريقة غوغائية، كالمقاطعة والصراخ داخل المجلس. التخبط الكبير الذي وقعت فيه جمعية الوفاق منذ البداية هو أنها لم تدخل بطريقة صحيحة لمعترك الحياة السياسية ''الانتخابات''، فهي مارست تدليساً لعقول العوام من الناس، وادعت أنها الكتلة الإلهية، التي لا يدخلها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، كما إنها مارست ضغوطات على بعض المترشحين، وهددته بطرق ملتوية، من أجل الابتعاد عن بعض دوائرهم الطاهرة المغلقة، وكان لها ما أرادت. إن غالبية أعضاء الوفاق منذ دخولهم المجلس النيابي وحتى اليوم، لم نسمع لهم صوتاً ولا همساً في داخل المجلس أو عبر الصحافة والإعلام بمعنى أنهم خارج نطاق التغطية والخدمة، وكأنهم أصحاب أهل الكهف الذين ناموا سنين عدداً، وهم الذين تقاتلت الناس من أجل انتخابهم!!. الآن وبعد فشلهم في المجلس، وبعد تخبطاتهم المستمرة في الشارع، لم يجدوا من مبررات يضعوها أمام جماهيرهم، إلا أن علقوا جرس الإخفاق في رقبة ''فلان وعلان''، وتارة في رقبة الحكومة، وأخيراً وضعوا جزءاً منها، في ذمة العلماني عبدالعزيز أبل، كل ذلك حتى يرضوا مناصريهم في معركة ''الحق ضد الباطل*''. إن انتخابات 2010 قادمة والوفاق ستخوض غمارها من جديد، فهل ستهتدي لسبل الرشاد السياسي؟ أم أنها ستتوغل مرة أخرى في مطبات تخبطها المزدوج بين وقع صوت السلندرات، وفخامة الحصانة الدبلوماسية؟. ؟النهاية.. صحيح أن الوفاق لها ''طلعات'' غريبة عجيبة، لكن هذا لا يعني أن بعض الكتل السياسية الأخرى منزهة عن بعض الشطحات، خصوصاً تجاه ناخبيها وفي المجلس ''ما في حد أحسن من حد'' كل له إيجابياته الصغيرة وسلبياته التي لا تحصى |
| الساعة الآن 04:26 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir