منتدى استراحات زايد - الكتابة قبل الحب

الكتابة قبل الحب
الكتابة إمرأة عاشقة والحب رجل عاشق
تحملك الكتابة على سحابة زرقاء
فعندما تبدأ بممارسة الكتابة تبذل جهدآ وطاقة
لأن الكتابة تنطوي على نوع من التفكير نحن نفكر ثم نكتب . التفكير يواكب الكتابة ويدعمه بقوة العقل .
لكن الكتابة قبل ذلك تنتمي إلى القلب الكثر مما تنتمي إلى العقل ، فالكتابة إبنة القلب أو شقيقته الصغرى المحبوبة
فهي مشتقة من الحب أو من مادة الحب .
وما من إبداع كبير وعميق إلا وهو مكتوب على خلفية حب
خصوصآ في الشعر والنثر والروايات الكبيرة والباقية في ذاكرة البشر وتستمر في الحضور أو في قلب الإنسان ،
إلا أنها قائمة على فكرة الحب أو فلسفة الحب .
الكتابة حب لأنها مسرة لأنها إستقبال للحياة والإحتفاء بها
والكتابة حب لأنها نوع من العطر ينبعث حتى من الحجــارة لأن شعرة صغيرة فقط تفصل بين جسد الكلمة المكتوبة وبين عضلة القلب أو بهجة في الروح .
الكتابة قبل الحب أو الحب قبل الكتابة لا فرق .
قبل الحب تكون الكتابة مجرد لغة أو أبجدية متحركة في الكلمات لكنها كالإسفنجة قابلة لإمتصاص عطر الحب والإحتفاظ به إلى الأبد . الحب أيضآ مسرة المسرات . ينام ويحلم مثل تلك الفتاه النائمة في لوحة تشكيلية ولكنها لفرط التحديق بها أخذت الفتاه المرسومة تتثاءب وتصحو وتسرح شعرها أمام المرآه المثبتة في الغيم وليس في الجدار . الحب دعوة مفتوحة إلى الفرح المطلق وإلى مثالية الإنسان وصفائه وشفافيته وهو يغتسل بالحب فيصبح طاهرآ ومحبآ لكل الناس ويصبح محبآ حتى للأشجار التي لا يملكها والممتلكات التي لا يمتلكها ولا يمتلك منها شيئآ . في وسط الطريق طريق العمر طريق الحياة المصنوعة من الحلو والمر من الأبيض والأسود يلتقي الحب بالكتابة تلتقي المرأة العاشقة بالرجل العاشق فيتحول المجاز
إلى حقيقة والسحابة الزرقاء في بطنها طفل أشقر يولد من إمرأة إسمها الكتابة وأب إسمه الحب . كيف نكتب ونحن على ذمة الحب . سؤال ليس معقدآ إذا عثرنا على الإجابة فهو في القلب وليس في أي مكان أخر .
مع تحياتي لكم
نجيب ايوب