منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   بقلم الاستاذ قاسم حسين : الوفاق .. إنها السياسة (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=344980)

محروم.كوم 03-03-2010 08:20 AM

بقلم الاستاذ قاسم حسين : الوفاق .. إنها السياسة
 
الوفاق... إنها السياسة

http://www.alwasatnews.com/pictures/writers/w34.jpg

بقلم الاستاذ قاسم حسين ..

لم يكن الذين ذهبوا إلى المؤتمر العام للوفاق ينتظرون من الشيخ علي سلمان أن يتكلّم عن السينما وفيلم «أفاتار» وألعاب الـ «بلاي ستيشن»، وإنّما كانوا ينتظرون سماع خطاب سياسي شامل... وهكذا كان كما يرى المراقبون.

الرجل أعلن الوقوف مع الشعب الفلسطيني، ورحّب بإنهاء الحرب في شمال اليمن، وطالب الطيف الوطني في البحرين بعدم الاكتفاء بالتفرج على ما يجري من مؤامراتٍ لإحراق المنطقة، بل السعي للتقريب بين ضفتي الخليج لما يتمتع به البحرينيون من ثقةٍ واحترامٍ دولي.

داخليا، دعا إلى معالجة أكبر آفتين تنخران في عظام الوطن: التجنيس الذي يزيد تفتيت الثقة وينشر المزيد من الخراب، والتمييز بين مكوّنات الشعب الواحد وأُسَرِه، ولم يكن في خطابه أيّ جديد. فهو منذ عاد من المنفى قبل تسعة أعوام وألقى خطابه التاريخي في قريته (البلاد القديم) أمام الآلاف من مستقبليه، كان ينادي بدولة مؤسساتٍ يحكمها القانون والدستور، وبأحزابٍ حرّةٍ وتداولٍ سلمي للسلطة ومشاركةٍ شعبيةٍ في القرار.

حين قابلته لأول مرةٍ في بيته، لفت نظري تكراره عبارة «نلعب سياسة»، ومن يراقب أداءه سواء أيام المقاطعة أو المشاركة، تراه ينطلق من هذه القناعة. قد تتفق أو تختلف مع الرجل، لكنك ستضطر لاحترامه بسبب احترامه لخيارات الآخرين، والأهم هو نزعته السلمية الصادرة عن شخصيةٍ وادعة، لا تميل للعنف ولا تسلّم في الوقت نفسه باهتضام الحقوق.

لا جديد فيما طرحه سلمان، ولم يكن الحضور من سفراء ورؤساء جمعيات سياسية وإعلاميين وضيوف عرب، فضلا عن ألف وخمسمئة كادر وفاقي، ينتظرون خطابا آخر يميل إلى المديح أو التصعيد. فالرجل ملتزمٌ بأن «يلعب سياسة»، وكان المفترض على الآخرين أن يتقبلوه، ليس بصفته شخصا منفيا عاد للوطن، وإنّما باعتباره داعية خيارٍ سلميٍ، تحتاج لأمثاله البلاد للخروج من تقلباتها النفسية ومزاجها العصبي ومناكفاتها السياسية المستدامة.

في مواجهة خطاب سلمان، التخبّط كان سيّد الموقف، فمن المطالبة باعتذار طيران الخليج، إلى هذه الحملة المتشنّجة لقمع الرأي، وسدّ المنافذ على جمعية سياسية لها قاعدة عريضة، وتمتلك أكبر كتلة نيابية. والأسوأ من ذلك موقف تلك الجهات الإعلامية التي كانت تطالب بقانون عصري للصحافة، فانقلبت فجأة لمطالبة رئيس جمعية سياسية بالاعتذار عن رأي سياسي يراه!

لم يكن فيما طرحه سلمان أي جديد، فهو كلامٌ يكرّره في خطبه وتصريحاته منذ أعوام، لكن الجديد هو هذه الحملة الهوجاء غير المبررة وغير المفهومة بالنسبة للمراقبين. ومن المصادفات أنها تزامنت مع بدئي بقراءة كتابٍ للسوداني طلحة جبريل، عن سيرة الروائي الطيّب صالح، يتحدّث في بعض فصوله عن احتفاء السودانيين بحيواناتهم، حتى الحمير التي كانت وسيلة التنقل بين القرى والمدارس كانوا يحفظون سلالاتها. والطريف أن الطيّب خصّص فصلا كاملا في رواية «ضو البيت» للحمير، التي كان الناس هناك يميّزونها بأصوات نهيقها، وما أبلغ ما جاء في الذكر الحكيم عن صوت الحمير.

«الوفاق» اتفقنا معها أو اختلفنا، ليست جمعية للرفق بالحيوانات، بل هي جمعية سياسية، لها كتلة برلمانية، وخطابها السياسي سلميٌ يحمل الكثير من الآمال والطموحات، يستحق أن يُسمع على الأقل... بدل كلّ هذا الزعيق والنهيق.

المصدر .. صحيفة الوسط



الساعة الآن 04:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227