القذافي يصفي حساباته العائلية والشخصية مع سويسرا
 

منقول عن عرب تايمز


باسم الاسلام .:.. القذافي يصفي حساباته العائلية والشخصية مع سويسرا

لم يكفي العقيد الأخضر كل هذا الاستغلال البشع لمفهوم الجهاد من قبل تيارات العنف السلفي ، وما استندت اليه في جميع عمليات القتل والتقتيل العشوائي ، لأبرياء لا ذنب لهم ، ولم يبدؤوا بقتل احد ، لكلنّهم قتلوا بإسم الجهاد والإسلام ، في اكبر عملية تشويه لهذا الدين منذ اصطفاء أدم ، ليصيح الإسلام دين السيف وهو دين العنف والإرهاب ودين القهر والتسلط والإنتقام ، وبشهادة العالم اجمع ، حيث قدّم لهم القتله المتأسلمون هذه الصورة على طبق من ذهب .

كل هذا ما كان ليكفي ، حتّى يخرج علينا العقيد الأخضر بدعوته المفلسه الى الجهاد المقدّس ضد سويسرا ، بعد ان ثبت كفرها الصريح بنظر العقيد الأخضر، حين منعت بناء المأذن فوق مساجد المسلمين ، في أنذل عمليّه غير اخلاقيه يقوم بها هذا العقيد بإستثمار الاسلام وإحدى اهم اركانه لتصفية حساباته الشخصيّه والعائليّه مع دولة سويسرا

فدولة سويسرا كفرت اولا بنظر العقيد حين سمحت لقضائها ان يصرخ في وجه ابنه القبيح وسيّء الصّيت هنيبعل ، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟! ، بعد ان ثبت تنكيله لإثنين من خدمه في احدى فنادق سويسرا .

ودولة سويسرا كفرت مرة اخرى واصبح الجهاد المقدّس ضدها واجب شرعي حسب شروط الكتاب الأخضر ، حين اصدرت حكومتها قرارا بمنع القذافي وابنائه وافراد عائلته من دخول سويسرا وتدنيسها ، لأن سويسرا تحرّم ان يمارس الظلم على اراضيها ، مثلما حرّم الله تعالى الظلم على نفسه ، وهي بهذا خرجت عن شرع الله واصبحت كافرة يجب الجهاد ضدها ، بدعوة صريحه من العقيد الأخضر

لكن يا سيادة العقيد ربما تكون نسيت او انك لا تعلم ، ان الله لم يشرع الجهاد اطلاقا ضد اي دوله يقوم نظامها على الإقتراع الحر المباشر والعداله الإجتماعيه ، والحريّه والمساواه ، حتى لو منعت بناء المآذن وارتفعت فوق كنائسها كل صلبان الأرض ، او ملأت ساحتها كل ثماثيل بوذا ، و تجول في ميادينها بقر العالم المقدّس كلّه . انّ الجهاد ضد دوله مثل سويسرا يعمل فيها قول الله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ودون اكراه او تعدّ من احد ، ليس جهادا ، بل هو كفر صريح بالقرءان ، واعتداء سافر ليس له من خلاق شرعي او ديني ، وكل مشارك بهذا العرس الجهادي هو معتد آثم لعين .

وربما من الضروري ان تعلم يا سيادة العقيد ، انّ الله شرّع الجهاد اساسا ، وبنص القرءان ضد الحاكم الفرد ( فرعون انه طغى ) ، والجّهاد مشرّع حصراً ليقوم ضد نظام مثل نظامك ، وضد كل الأنظمه التي تنتمي الى الشجرة الملعونة في القرءان ، تلك الشجرة التي تفرد ظلالها من الخليج التي يشتري اجساد النساء ، الى المحيط الذي يبيع اجساد نسائه ، فالجهاد قرره الله يا سيادة العقيد لفك الحصار المفروض على صوت المواطن ، ليمارس حريتّه في صياغة القوانين والإشراف على تطبيقها واختيار الحاكم في مجتمع قائم على الإقتراع الحر ، يمتلك فيه كل مواطن وكل مواطنه صوتا مسموعا وشرعيا ، فيعزل الحاكم اذا ظلم وتجبر ، ويحاسب اذا اخطىء ، تماما مثل ما نراه في سويسرا.

امّا الفرعون الذي تجسّد سيرته يا سيادة العقيد انت واللجان منذ اربعين عاما ، فهو الّذي شرّع الله الجهاد ضده اساسا وحصرا ودائما ، وليس ضد الحكومة السويسريه والحاكم سويسري ، فالحاكم السويسري لا يحتاج الى جيش من الحرس ، لكي يحمي نظام حكمه من غضب الشعب ، لأن الشعب نفسه هو صاحب النظام الحقيقي ، اما انت فإنّ ثورة الشعب على نظامك فكرة لا يمنعها سوى قدرة نظامك نفسه ولجانك على الرد بجيش من المرتزقه والعملاء لمنع مثل هذا السناريو ، وهي فكرة باهظة التكاليف جدا ، لأنها تشمل انشاء فرق للحرس ، وفرق للتجسس وجمع المعلومات ، وفرق لمراقبة الحدود ، واجهزة للتحقيق والتعذيب ، ومكاتب اعلاميه ، وصحف واذاعات ، وشراء الولاء في الداخل والخارج ، في برنامج تزيد نفقاته الى عشرات الملايين من الدولارات يوميا ، في بلد يعاني شعبه من غياب الخبز والتعليم ، وفي مثل هذه الحاله يكون الجهاد واجب على كل الشعوب الحرة ، لكي تهب لنجدة وتخليص الشعب الليبي من نظامك الفاسد غير الشرعي ، والقرءان وكل احرار الأرض يؤيّدون حينها حق سويسرا في اعلان الجهاد المقدّس لنصرة المستضعفين من ابناء الشعب الليبي ، والقتال المقدس ضدك وضد نظامك يا سيادة العقيد وليس العكس ، لأنّ القتال ضد نظامك هو سبيل الله ، اما القتال ضد سويسرا فهو اعتداء في سبيل الطاغوت .

فالكلمة الصغيره الفارقه بين حراسة حياة الحاكم وبين حراسة نظام الحكم في مجتمع حر وديمقراطي مثل سويسرا ، ومجتمع يحكم بالحديد النار مثل ليبيا ، تساوي في لغة الشعوب مليارات الدولارات تنفق سنويا على الضمان الاجتماعي والرعايه الصحيّه في سويسرا ، وفي ليبيا تنفق لحماية العقيد ونظامه الأخضر بجيوش كامله من الحرس الجمهوري ، واجهزة الأمن ، والجواسيس وخبراء الإعلام ، كل هذه الأموال تذهب هدرا ، من ميزانية شعب من اكثر الشعوب بؤسا وفقرا ، مقارنة بسويسرا ، في شهادة علنيه بالأرقام على ان العدل ارخص من الظلم ،وان فقراء العالم لا سبيل لهم سوى الحريه والديمقراطيه التي لن يحصلوا عليها الا اذا انتزعوها ، مهما تعرجّت الطريق وطال المسار







http://www10.0zz0.com/2010/03/01/15/111704244.jpg