منتدى استراحات زايد - الحملة ضد الوفاق , ماذا يوجد تحت الغطاء

هي حملة غريبة هذه المستهدفة للوفاق من حيث النوع والكم , حملة لم اشهدها منذ دخلت الوفاق اللعبة السياسية الرسمية , حملة لا يستطيع احد ان يمر عليها دون التوقف وامعان النظر فيها , حملة شاركت فيها الحكومة بجميع مستوياتها العليا والدنيا , فما الذي جرى والذي استدعى كل تلك الحملة بكمها ونوعها ؟؟

عند المرور على تلك الحملة لايستطيع احد ان يغمض العين عن التوقيت ويمرر امره دون تمعن , وذلك بسبب امرين مهمين , الاول هو تقرير هيومن رايت ووتش , والثاني هو دخول البحرين في العد العكسي للانتخابات النيابية وبدء انتشار عبق الانتخابات في الاجواء .
قد حلل البعض امر الحملة وارجعه الى ردة فعل وتغطية على تقرير هيومن رايت ووتش , وقد يكون يكون هذا الامر صحيح ومقبول عند الحديث عن اثر التقرير على المستوى الداخلي من جهة صرف الانظار عن التقرير وتحويلة الى امر آخر وهو الوفاق وما قالت الوفاق وما فعلت الوفاق و ما الذي سيحصل الى الوفاق , ولكن هدف التقرير لم يكن داخل البحرين لكي يتم الرد عليه في الداخل , بل هدفه واضح وهو الخارج لذلك من العبث ان يكون الرد الداخلي هو للتغطية على تقرير هدفة الخارج !! فما الذي سيحدث في العالم من ناحية تأثير التقرير على المستوى الدولي ان اختارت الحكومة الهجوم على الوفاق للتغطية عليه ؟؟ ببساطة لاشيئ سيتغير , بل ان الامر يكون العبث بعينة لو انه فعلا كان يستهدف التقرير وتأثيره الخارجي .
من جهه اخرى قد جادل البعض ان استهداف التقرير عن طريق الهجوم على الوفاق لا يستهدف التغطية على التقرير ابدا , بل هو رسالة موجهة الى الداخل البحريني مفادها ان اليد الطولى لنا هنا واننا نفعل ما نشاء وقت نشاء سواء كان هناك تقرير ام لا , وسواء جائت هيومن رايت ووتش ام لم تاتي وهنا ايضا يبقى امر العبث قائم , فالوفاق لاشأن لها بالتقرير من ناحية التحركات التي استجلبته , والهجوم عليها لن يوصل رسالة الى التحركات التي ادت الى قدوم هيومن رايت ووتش , وبالضرورة لن يؤثر على اي تحركات مستقبلية كتلك التي بشر بها الاستاذ حسن مشيمع .

يبقى هناك امر الانتخابات وقربها , فمن المعروف مدى حجم الانقسام في الشارع الشيعي المعارض ومدى تأثيره على الوفاق وبالتالي مدى تأثيره على الانتخابات ومن المعروف سلفا ان هناك خطين لاثالث لهما في الشارع الشيعي , فالجماهير اما مسايرة او ممانعة واي نقص في جماهير اي طرف فذلك يعني زيادة بنفس حجم ذلك النقص في جماهير الطرف الثاني وبالنتيجة فان اي نقص في عدد جماهير الوفاق فانه سيصب في عدد جماهير الممانعة وهذا ربما يعتبر خط احمر حكومي لن تسمح بتخطيه وستجهد لمنع تخطيه , ولهذا السبب جاء الهجوم على الوفاق لكي يستجلب بالنتيجة ردود فعل شعبية متضامنة مع الوفاق تترجم لاحقا على شكل دعم شعبي للوفاق في الانتخابات ويكون عنوانه الاساس رد فعل متضامن مع الوفاق ضد الحملة الحكومية الظالمة ضدها .
فالوفاق بالنسبة للحكومة كالدجاجة التي تبيض ذهب لاي شخص , فهي دجنت للحكومة ذلك المارد المسمى الشعب و التي لم تستطع هي تدجينة خلال قرون وجعلت منه بيضة ذهبية في يد الحكومة , ومن الغباء جعل هذه الدجاجة التي تبيض الذهب ان تعيش حالة هزال يجعل منها اضعف من ان تواصل تقديم البيض الذهبي لذلك فان الحكومة ستفعل المستحيل لابقاء الوفاق قوية في الشارع حتى لو كان ذلك المستحيل هو الهجمة الشرسة المشارك بها الجميع , فليس افضل للحكومة من جهة تحجيم الشيعة وابقائهم اقلية فعلية محصورة في 17 نائب في برلمان نوابه اقرب الى موظفي الحكمة منهم الى نواب شعب من الوفاق , ولكن لا يعني ذلك ان هذا يحدث بالاتفاق مع الوفاق او بعلم الوفاق فالوفاق اليوم ليست سوى ورقة بيد الحكومة تلعب بها على الطاولة متى شاءت .

يبقى امر اخير وهو كيف ستتعامل الوفاق مع هذا الهجوم وربما الاجراءات التي ستتخذ ضدها وضد صحيفتها , وهنا وقبل ان تقوم الحكومة بالفعل والوفاق بالرد لابد ان نتساءل هل يا ترى ستنصاع الوفاق الى ( قانون ) الدولة وستقبل ما قامت على رفضه من قبل من قمع ومنع لحرية التعبير وتمييز , ام انها هذه المرة ستصحو من فعل الضربة وتنتبه الى نفسها ومبادئها ومن ثم ستضرب بالحكومة وبقوانينها عرض الحائط ؟؟!!!
هذا ما ستبديه الايام القادمة .